أعرب عدد من المسؤولين ورجال الأعمال عن ثقتهم بمستقبل أكثر قوة واستدامة للقطاع العقاري في الدولة، الذي سيكون بدوره بمثابة إحدى القاطرات شديدة القوة لدفع اقتصاد الإمارات خطوات واسعة إلى الأمام.
وذلك عقب الشراكة الاستراتيجية التي أعلنت بين شركتي «إعمار العقارية» و«الدار العقارية»، التي تؤسس لفجر جديد في قطاع التطوير العقاري المستدام بين عملاقين كبيرين، ليس في الإمارات فحسب، بل في المنطقة بأكملها.
تنسيق استراتيجي
وقال سلطان بطي بن مجرن، مدير عام دائرة الأراضي والأملاك في دبي، إن الشراكة بين «إعمار» و«الدار» تؤكد حقيقة التنسيق الاستراتيجي لرفعة شأن اقتصادنا المحلي.
ونظرًا للمكانتين المرموقتين اللتين يتمتع بهما عملاقا التطوير العقاري في الإمارات، يكون في حكم المؤكد أن الشراكة الاستراتيجية بينهما ستقود إلى مشاريع ترقى إلى حجمهما، الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام بزوغ فجر عقاري جديد ينير كافة بقاع الإمارات.
وأضاف أننا هنا لا نتكلم عن مشاريع ضخمة فحسب، ولكن الشراكة بحد ذاتها ستعمل على إرساء معايير جديدة من التطوير العقاري، يكون قوامها الإبداع، وغايتها الابتكار، وهدفها التميز، خاصة تلك الجوانب المتعلقة باستدامة التطوير الحضري، والحفاظ على البيئة، والاعتماد على أفضل ممارسات الأبنية الخضراء.
وأكد أن هذه الشراكة ستؤدي إلى إذكاء المنافسة الحميدة بين المطورين، للوصول بالقطاع العقاري المحلي إلى أعلى مراتب الجاذبية والربحية والعوائد الاستثمارية، ليصبح بحق رديفًا قويًا لسياسة التنويع، والنأي باقتصاد الإمارات عن التبعية والاعتماد الكلي على موارد النفط والغاز.
خطوة نوعية
من جهته، أكد ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي أن هذه الخطوة النوعية تمهد للمزيد من الشركات والتعاون بين كبرى الشركات الوطنية في مختلف القطاعات وتؤكد أهمية توسيع قاعدة الأعمال وحجم مشاريع للشركات الوطنية، ما يساهم في دعم قدرتها التنافسية ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضاً.
ولفت الغرير إلى أن التغيرات والتطورات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد العالمي تفرض مواصلة تعزيز تنافسية الشركات وتطوير حجم مشاريعها وتطوير محافظ أعمالها باعتبار أن الشركات الأقوى والأفضل هي التي ستنجح في الاستمرار مستقبلاً على المدى الطويل.
بادرة خير
بدوره، قال محمد مصبح النعيمي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، إن الشراكة بين «إعمار» و«الدار» تساهم في تحقيق تطلعات الإمارات لتعزيز تنافسية اقتصادها الوطني عالمياً، وتعتبر بادرة خير على القطاع العقاري في الدولة والقطاعات المرتبطة به.
وأضاف النعيمي، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لمجموعة شركات «موارد للتمويل»، أن الوقت الحالي هو للشركات الكبري سواء من خلال الشراكات أو الاندماج، ليس فقط على المستوى الوطني وإنما على المستوى الدولي، متوقعاً أن تحذو شركات تطوير عقاري في الدولة حذوها في هذا الأمر من خلال إطلاق شراكات جديدة على غرار إعمار والدار التي ستصب بكل تأكيد في مصلحة الشركتين.
وأكد أن القطاع العقاري في الإمارات يمضي قدماً نحو النمو المستدام على المدى الطويل، حيث يقوم على أسس قوية ومتينة، تتيح له فرص نمو كبيرة علاوة على أنه يوفر منتجات متنوعة وخدمات ذات مستوى عالمي تستهدف جميع أنواع المستثمرين على اختلاف رغباتهم، إضافة إلى أن الدولة تحولت إلى وجهة مفضلة للسكن والاستثمار.
توجه محمود
من ناحيته، قال محمد سلطان القاضي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة رأس الخيمة العقارية، المدرجة في سوق أبوظبي المالي، إن إطلاق الشراكة يعتبر توجهاً محموداً وجاءت على أسس مدروسة بما يخدم القطاع العقاري في الدولة ويسهم في إقامة مشاريع متميزة تصب في صالح الاقتصاد الوطني والنهضة التي تعيشها البلاد حالياً.
وتوقع أن يكون التأثير إيجابياً على القطاع العقاري في الدولة، كما يعود بالنفع أيضاً على الشركتين والمساهمين، متوقعاً كذلك حدوث طفرة في تنفيذ عدد من المشاريع العمرانية والعقارية المخطط لتنفيذها في الدولة التي تشهد طفرة عمرانية وعقارية غير مسبوقة.
انطلاقة جديدة
أما شريف كامل، الرئيس الإقليمي لـ «شبكة اللاينس» العالمية للأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد قال إن الشراكة الجديدة بين عملاقي العقار في الإمارات وهما شركتا إعمار والدار من شأنها أن تؤسس لانطلاقة جديدة للسوق العقاري.
مشيراً إلى أن هذه الشركة ستنعكس إيجابياً على قطاع الأعمال بشكل عام، خاصة أنه من المتوقع أن يتبعها شراكات أخرى بين شركات قيادية في دبي وأبوظبي، وأضاف كامل أن الشراكة توفر فرصاً فريدة من نوعها لإقامة قوة عقارية إقليمية قادرة على الاستفادة من الفرص التي ستدعم رؤيتنا المشتركة من أجل التوسع العالمي.