علاقة الأزواج بأهلهم يعلمُ الجميعُ حساسية هذا الموضوع المهم بالنسبة للزوج أو الزوجة، وكلّنا يعلمُ أنّ هذة العلاقة مرهونة باستمرارها بتدخل الأهل، سواء من طرف الزوج أو الزوجة، حيثُ يمكنُ أن يتركَ تدخلُ الأهل في العلاقة الزوجية بين الطرفيْن شرخاً كبيراً بينهما، قد لا يصلحُ تجاوزَه فيما بعد، فلكلِّ حياةٍ سياقٌ وطبيعةٌ ومتطلباتٌ تختلفُ عنها من حياةٍ إلى أخرى.
نصائح لعلاقة زوجية ناجحة ينبغي التفات الزوجين إلى ضرورة توثيق العلاقة الوطيدة والصلة الوثيقة بين أهل كلّ من الطرفيْن، مما يعكسُ إيجاباً على حياةِ ابنيهِما، غيرَ أنّ الخلافَ بين العائلتينِ يمنحُ الطرفينِ طاقةً سلبيةً من شأنها أنْ تولّدَ مشاحناتٍ ومشاكلَ صغيرة بعيدة عن جوهر علاقتهما المبنيّة أساساً على شيءٍ من الودّ والرحمة والألفة.
لا يمكن أن يُسقط الأهل تجربتهم الخاصة على حياة الزوجين اللذيْن لهما ظروف زوجية واجتماعية وسياقات ثقافية تختلف تماماً عن طبيعة أي حياة أخرى، نظراً لاختلاف عوامل بناء كل علاقة عن الأخرى لا تدَعِ الزوجة الفرصة أن تبني أسرةً سعيدة مليئة بالحب والحنان والعطف والثقة المتبادلة بين كلا الزوجين، وأن يكون سبب سعادتهما نابعاً من قناعتهما بقدرتهما على توفير سبل السعادة ورغد العيش لكليهما، دون أن يأخذ أحدهما تعليمات من الأم أوالأب. على الزوج أن يتذكر بأنه الجدير بقيادة هذه السفينة وأنه الربّان الحقيقيّ لها، ليس شخصاً آخر، قائد سفينة العشق والنجاح.
ولْيَبنِ وزوجتَه أجمل معاني التضحية والتفاني في محاولة إسعاد كل منهما الآخر، لأن الزوجة تُسعد وتفرح إذا ما رأت زوجَها يتصرف بوعي، ويأخذ بزمام أمره وحدَه، ويشاركها الرأي ليخرج بالقرار، هذا هو الزواج الناجح المبني على الحب والثقة المتبادلة، والمستقلّ في اتخاذ القرار بمعزل عن رأي الأهل ورغباتهم، ولطالما سمِعنا عن علاقات زوجية كثيرة أطيح بها بتدخّلِ الأهل. ينبغي على جميع الأزواج أن يكونوا على درجة من الوعي والثقافة في حسن التصرف في بداية حياتهم الزوجية، لينجحوا في ترسيخ القواعد الأساسية للزواج الناجح، وليحافظوا على استقرار حياتهم وعلى الرابطة المتينة، بجعلها آمنةً مطمئنةً بعيدةً عن التخبط والإذعان إلى رأي الأب أو الأم، الذي قد لا يكونُ صائباً في جميع الأحوال، مع المحافظة في الوقت نفسه على طاعة وبر الوالدين، كما أمرنا رسولنا الكريم، لأننا بالنهاية في مجتمع شرقي مليء بالعادات والتقاليد التي مازلنا نتقيد بها حتى وقتنا الحاضر.