قال المدير الإداري في شركة «هاربور» العقارية، مهند الوادية، إن «هناك زيادة في نسب التوجه إلى مشروعات (الإسكان المتوسط) من قبل المطورين العقاريين في دبي خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع زيادة نسبة المشترين من فئة المستأجرين، وذلك للاستفادة من الأسعار المناسبة بالسوق، وثبات الإيجارات بشكل نسبي، وتسهيلات السداد التي امتدت إلى 10 سنوات، ما شجع على التملك بديلاً للإيجار».
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ستاندرد» لإدارة العقارات، عبدالكريم الملا، إن «معظم المطورين العقاريين اتجهوا إلى تطوير مشروعات لـ(الإسكان المتوسط) في دبي، لإرضاء فئة المستأجرين الراغبين في التملك، حيث أصبح المطورون في السوق أكثر اقتراباً من الحاجات الفعلية للسوق، وأكثر استهدافاً للفئات الأكثر رغبة في الشراء، وهم فئة المستأجرين»، موضحاً أن الشركات أصبحت تهتم بمراعاة الملاءة المالية للمتعاملين، وقدرتهم على السداد، فالبعض يفضل التملك والسداد خلال سنتين أو أكثر، بينما يحبذ آخرون السداد على فترة طويلة تصل إلى 10 سنوات.
وأضاف أن «الإسكان المتوسط» يفرض نفسه بقوة على المطوّرين في السوق العقارية بدبي، وذلك بعد ان كانت مشروعات الإسكان الفاخر هي المسيطرة على السوق لفترة من الزمن.
الوحدات السكنية
وأشار الملا إلى أن الوحدات السكنية ذات الفئات السعرية التي تراوح بين 500 و700 ألف درهم هي الأكثر طلباً حالياً، لافتاً إلى أن هناك توجهاً من قبل شريحة من المستأجرين نحو التملك، بدعم من وجود فرص جيدة في السوق، من خلال مشروعات تستهدف ذوي الدخول المتوسطة، وتحفزهم على التملك عبر مزيد من التسهيلات.
وأَوضح أن المطورين لا يهتمون فقط بطرح مشروعات مناسبة، بل يعملون على تحفيز المشترين المحتملين، عبر منحهم مزيداً من التسهيلات في السداد، تمتد في بعض الأوقات إلى 10 سنوات، مؤكداً تزايد معدلات تحوّل المستأجرين إلى ملاك للمنازل للمرة الأولى، نظراً لانخفاض معدلات الفائدة والتصحيح السعري. من جهته، قال المدير العام في شركة «عوض قرقاش» للعقارات، رعد رمضان، إن «هناك طلباً ملحوظاً على مشروعات (الإسكان المتوسط) في دبي التي تم طرحها وتم إنجاز معظم وحداتها خلال وقت قصير»، مضيفاً أن ظروف ومتغيرات الأسواق الحالية تزيد من فرص إقامة مشروعات «الإسكان المتوسط»، إضافة إلى أن معظم المشروعات التي يتم إقامتها على أطراف مدينة دبي، تتناسب بشكل أكبر مع نوعية «الإسكان المتوسط».
وأضاف أن الطلب على مشروعات «الإسكان المتوسط» سجل نمواً كبيراً عبر مشروعات عدة طرحت وانتهى حجز وحداتها خلال أوقات قصيرة، ما جعل أغلب الشركات العاملة في القطاع تتجه للإعلان عن طرح مشروعات جديدة، خصوصاً أن كلفة هذه المشروعات تعد منخفضة مقارنة بمشروعات الإسكان الفاخر. وأشار رمضان إلى أن مشروعات «الإسكان المتوسط» عملت على تحريك القطاع بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بدبي، لافتاً إلى أن القطاع العقاري في الإمارة يحمل العديد من فرص النمو لتلك المشروعات.
أسعار مخفضة
في السياق نفسه، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «دبليو كابيتال العقارية»، وليد الزرعوني، إن «مشروعات (الإسكان المتوسط) تعد هي الأكثر طلباً خلال الفترة الأخيرة في دبي، وذلك مع طرح وحدات بأسعار مخفضة، تتناسب مع الشريحة الأكبر من المستثمرين»، مبيناً أن مشروعات «الإسكان المتوسط» تجتذب عدداً أكبر من المستثمرين والمتعاملين لأغراض السكن الشخصي، بينما في فترات سابقة كان يتم شراؤها لأغراض الاستثمار والتجارة.
بدوره، قال مدير معرض «سيتي سكيب غلوبال دبي 2017»، توم رودز، إن «مشروعات إسكان متوسطي الدخل باتت من المشروعات المهمة في فعاليات (معرض سيتي سكيب)، التي توازن بين المنازل الجيدة الصنع والأسعار المقبولة»، متوقعاً الإعلان عن مزيد من هذه المشروعات خلال دورة العام الجاري من (المعرض). وأضاف أن التقارير العقارية للسنوات السابقة أشارت إلى أن نحو 70% من سكان دبي يستأجرون العقارات بدلاً من تملكها، وهذا على النقيض من بعض الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة، إذ إن 64% من السكان يتملّكون العقارات.