عقب إعلان بريطانيا الانسحاب من منطقة الخليج العربي عام 1967، حدث تطور كبير بمنطقة الخليج العربي، ولاسيما الإمارات العربية السبع، ففي عام 1968 تم عقد اجتماع للإمارات السبع وضم كلا من البحرين وقطر إلا أنهما رفضا الدخول في وحدة مع دولة الإمارات.
وتوافق كل من الشيخ زايد آل نهيان والشيخ راشد آل مكتوم على أن يمضيا في مسيرة الاتحاد، وأقرّ في الأول من شهر ديسمبر من عام 1971 من الميلاد المشروع المبدئي للاتّحاد، ونودي باستقلال الإمارات المتصالحة، وتمّ تحويل اسمها إلى الإمارات العربية المتحدة، وكان ذلك في قصر الضيافة في إمارة دبي.
ويصف محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يوم 18 فبراير 1968 بأنه فاصل في تاريخ بلاده.
ويقول آل مكتوم في عدة تغريدات متعاقبة له عبر صفحته على “تويتر يصادف ذكرى تاريخية لدولتنا، فقبل 50 عاما في 18 فبراير 1968 وفي خيمتين بالصحراء على مرتفع يُسمى عرقوب السديرة بين دبي وأبوظبي، اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد، واتفقا على إقامة دولة ودعوا بقية الإمارات للانضمام… “من هناك بدأنا، من هناك اتفقنا، من هناك مشينا في مسيرتنا “.
وأضاف: “كنت هناك.. ورأيت اجتماع النيات الطيبة مع الطموحات العالية في خيمة بدون فراش.. سمعت راشد يقول لزايد أنت الرئيس.. فكان زايد الرئيس والأب والمؤسس.. والقائد الأبدي لهذه الدولة.. لم يطلب زايد الرئاسة.. بل استدعاه التاريخ ليبني أمة ودولة “…
وتابع: “50 عاما ليست شيئا في عمر الدول.. لكن مع زايد كل عام كان خمسين في العمل والإنجاز.. رحم الله زايد وراشد.. يستذكر الوطن اليوم هذه الذكرى كي لا ننسى البدايات.. ولا ننسى صفاء النيات.. وكي نبقى مدركين أننا من الصحراء بدأنا وإلى الفضاء وصلنا.. ولسعادة شعبنا ورخائه عملنا “.
وقد شهدت دولة الإمارات المتحدة في ظل مؤسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تطورًا سريعًا مذهلًا وإنجازات رائعة في جميع ميادين الحياة، فقد كان لمؤسس الإمارات المتحدة رؤية استباقية للمؤامرات الخارجية التي تستهدف السطو على ثروات منطقة الخليج العربي، فكان أول ما فكر فيه هو ملء الفراغ العسكري الذي خلفه الاستعمار البريطاني وحماية الساحل العربي من أطماع دول مجاورة كإيران.
عقد كل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم إمارة أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي اجتماعا بمنطقة السمحة، على الحدود بين أبوظبي ودبي، واتفقوا خلال هذا الاجتماع التاريخي على دمج إمارتيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معًا في أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن.
عقب هذا الاجتماع حدث لقاء اخر بحضور قطر والبحرين، الذين فضلا الاستقلال بعد أن زالت مخاوفهم من المطامع الإيرانية في جزر الخليج، فعقد في دبي في 18 يولية 1971 اجتماعا جمع ست إمارات وهي: أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة ليعلنوا قيام الإمارات العربية المتحدة.
شقت دولة الإمارات العربية المتحدة طريقها في المجتمع الدولي لتأخذ مكانة مرموقعة في المجتمعين العربي والدولي ومن القاهرة أعلنت التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وكان الشيخ زايد مؤسس الإمارات يتطلع إلى ما هو أكبر حيث كان يتطلع لمنطقة عربية قوية تربطها أواصر للتعاون أكثر مما كانت عليه في ذلك الحين ورحبت كل الدول العربية بالعضو رقم “18 ” بالجامعة، لتصبح بعد ذلك العضو رقم “132 ” بمنظمة الأمم المتحدة.