من قال إن عاملة النظافة في المؤسسات الحكومية والخاصة هي مجرد امرأة غدر بها الزمن وألقى بها على حافة الحياة٬ فليراجع نفسه مرة ثانية.
فهذه المرأة التي يفترض أنها تشرف على عمل يراه الكثيرون وضيعا وغير محبّب للمرأة التي تحتاج إلى عمل، أصبحت تمسك بزمام مؤسسات وإدارات ولو خلف الستار وتحت الطاولة، فيكفي أن نزور بعض الإدارات والمؤسسات لنكتشف أن عاملة النظافة “المغبونة “مكسورة الجناح، قد نبت لها جناحان وقرون وصار بإمكانها أن تطير وتنطح!.
بداية لابد أن نشير إلى أن لقب” فام دميناج”قبل أن ينبت له “قرون” و”أجنحة”، كان من بين الألقاب التي تصنف في خانة تجمع بين التعاسة والوضاعة٬ فمثل هذا العمل لا تقبل عليه إلا امرأة ليس لديها مستوى دراسي يؤهلها لعمل أفضل منه٬ والأكثر من ذلك أنها امرأة شردتها الحياة في زقاقاتها المظلمة٬ فاضطرت أن تنظف الأوساخ٬ غير أن هذا اللقب جرى عليه من التعديل ما جعله” يتبوأ” مراتب متقدمة٬ حيث أن الكثير من الادرارت أصبحت تشترط شهادة دراسية تصل أحيانا إلى المستوى النهائي٬ ناهيك عن الشروط الأخرى التي لا يعلن عنها، وإنما تفهمها “اللبيبات”والتي أكثرها تتعلق بالجمال والمظهر الحسن والاستجابة لأهواء المسؤولين بما يجعل بعض عاملات النظافة يحظين بمكانة خاصة، فلا غرابة والحال هكذا أن نرى بعض عاملات النظافة تمارس عملها بملابس أنيقة وشعر مصبوغ ووجه صبوح ونباهة و فطنة توحي أنها تحمل شهادة دراسية عالية، ولا تعجب أيضا إذا رأيت عاملة نظافة تنهي وتأمر وتزمجر وتحدد لك المواعيد مع المسؤولين وتطردك إذا كان مزاجها متقلبا٬ أو لم تعجبها سحنتك غير البهية!.