النجم عاصي الحلاني «فارس الأغنية العربية»، لم تمنعه المحنة الناتجة من الحادثة التي تعرّض لها بكل عنفها من انهيار علاقته بجواده، إذ وقع من أعلى حصانه أثناء ممارسة رياضته المفضلة وهي ركوب الخيل، وخرج من هذه المحنة بمكاسب عدة، وهي حب الجمهور الذي يكنّ له الكثير من الاحترام، لما يقدمه لهم من فن راقٍ يروق لمسامعهم. التقت «سيدتي» أخيراً عاصي الحلاني خلال حفله في مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية وأجرت معه حواراً تناول أعماله الجديدة ومشاركته في برنامج «ذا فويس كيدز» وسألته عن عائلته.
تشارك للعام الرابع على التوالـي فــي مهرجــان الموسيقى العربية. ماذا يمثّل لك هذا المهرجان؟
عاصي الحلاني
مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، شرف لكل فنان يُصار إلى اختياره للوقوف على هذا المسرح العريق. وبالتأكيد، سعيد جداً وفخور بالمشاركة الرابعة على التوالي، وأشكر إدارة المهرجان ودار الأوبرا على هذه الثقة الغالية.
جميلة هي الألقاب، بخاصة عندما تأتي من الجمهور الذي منحك لقب «فارس الأغنية العربية». كيف تراه؟
لقب «فارس الأغنية العربية»، هو اللقب الذي عشتُ معه الرحلة، وهو أهم لقب منحه لي كبار النقاد وجمهوري الحبيب من البدايات، وما زال والحمد لله.
متحمس لتجربة «ذا فويس كيدز»
حياتك الفنية مليئة بالمحطات المهمة التي تتألف من الغناء والتمثيل ومشاركتك في لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس»، والمشاركة في أهم المهرجانات الغنائية. حدثنا عن هذه المحطات، وكيف انعكس ذلك على شخصيتك كفنان؟
لكل فنان مراحل ومحطات، وكانت لـي محطـات عـدة مثلاً أغنيـة «وأنا مارق مريت» كانت محطة مهمة وتبعتها مراحل عدة، والحمد لله أعتقد أنها محطات نالت قبولَ وإعجابَ جمهوري الحبيب في كل الوطن العربي. وطبعاً، «ذا فويس» محطة مهمة جداً في حياتي، أعتز بالتجربة بكل ما فيها، وما زلت في التجربة وهذا يسعدني جداً.
تشارك في برنامج «ذا فويس كيدز» الخاص بمواهب الأطفال هذا العام. ألم تر أن التعامل مع الأطفال أصعب من الكبار، بخاصة أنك شاركت لأربعة مواسم متتالية في البرنامج ذاته المخصص للكبار؟
فعلاً «ذا فويس» الصغار بالتأكيد، مختلف عن الكبار، ولكنها تجربة رائعة ومتحمس لها جداً، لأنها تظهر تلك المواهب الواعدة. والعمل معهم ممتع جداً، لأنهم فعلاً يمتلكون طاقات مميّزة.
وما المعايير التي وضعتها لاختيار المواهب في «ذا فويس كيدز»؟
المعايير هي ما يصلني من الصوت الذي يأخذ القلب والمشاعر. لا يمكن أن أتردد أمام الصوت الحلو والموهبة والتميز هي أهم المعايير للاختيار.
ما الجديد الذي تقدمه في ألبومك الغنائي المقبل؟
ألبومي الجديد سيُطرح في الأسواق قريباً، وفيه «كوكتيل» متنوع من الأغنيات وبكل اللهجات وأتمنى أن ينال القبول.
أغنية «اضحكي» تشبه ابنتي
عاصي الحلاني وابنته ماريتا
تصدرت أغنيتك «اضحكي» موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب». هل توقعت لها كل هذا النجاح؟
«اضحكي» أغنية ارتبطت بابنتي وهي تشبهها تماماً وتتطابق مع رؤية الجميع لها، فضحكتها حقاً رائعة تأخذ قلبي. ونجاح الأغنية بهذا الشكل يزيد سعادتي، لأنها أغنية قريبة للقلب ووصلت إلى القلوب.
من المعروف عن عاصي في الوسط الفني الشهامة والبساطة، إذ تُعتبر من المطربين القلائل في لبنان الذين يملكون علاقات مميزة مع زملائهم، وكذلك مع أهل الإعلام. هل يعني ذلك أنك شخصية اجتماعية تحب تكوين الصداقات؟
لي والحمد لله، أصدقاء بمعنى الكلمة في كل دول العالم العربي وفي عدد كبير من دول العالم، ومن كل الفئات من أهل الفن أو الأعلام والسياسة والشخصيات العامة، وهذا الأمر أراه رائعاً جداً. كما لي في مصر أصدقاء من أغلى ما يمكن ونُعتبر عائلة واحدة فعلاً وأصدقائي جزء مهم في حياتي.
وكيف ترى الغيرة في الوسط الفني التي تصل في بعض الأحيان إلى مشادات على الهواء وتراشق بالألفاظ؟
الغيرة الفنية بالنسبة إليّ، تعني الغيرة البنّاءة، بمعنى أن أغار من عمل جيد، وأتمنى أن أقدم عملاً جيداً في المقابل والتنافس يجب أن يكون شريفاً. وغير ذلك أعوذ بالله، وآمل في أن يسود الحب بين الجميع.
الخيل هواية العمر
تعرضت في الأشهر الماضية إلى حادثة نجوت منها بأعجوبة، بعدما سقطت من أعلى جوادك، أجبرتك على إيقاف جميع نشاطاتك الفنية والمكوث في المنزل. صف لنا شعورك عندما أفقت من الغيبوبة؟
الحادث أصبح ماضياً وصفحة وانطوت والحمد لله، أنا بخير، وأشكر الله وأشكر الجميع الذين غمروني بحبهم.
ماذا تعلمت من هذه المحنة؟
بالتأكيد خرجت من الحادث بدروس عدة ومكاسب كثيرة، ولعل أهمها أن كل شيء مكتوب والأمر بيد الله،. ومن أهم المكاسب التي حصدتها من وراء الحادث، حب الناس والجمهور الذين حرصوا على الاطمئنان على صحتي، ودعواتهم لي أكبر مكسب بالنسبة إليّ.
يُقال إن محنة المرض تكشف لنا الأحباء من الأعداء. هل حدث ذلك معك؟
الحمد لله، ليس لي أعداء والجميع أحبابي، وكما قلت محبة الناس هي أكبر مكسب وهي ما هوّنت عليّ هول المحنة وأي ألم، وأشكرهم كثيراً.
من هم الفنانون الذين كانوا يتواصلون معك يومياً للاطمئنان على صحتك؟
والله جميع الفنانين من كل البلاد تواصلوا معي بشكل مستمر، وأكرر تحياتي وشكري للجميع.
بعد الحادثة، هل سيتخلى عاصي عن هوايته المفضلة ركوب الخيل؟
لا أستطيع التخلي عن هواية العمر وهي ركوب الخيل، والعلاقة بيني وبين الخيل علاقة أبدية، والحادث كان قضاءً وقدراً والحمد لله مضى بسلام. كما أنني أملك مزرعة أقوم فيها بتربية الخيل، فلدي نحو 30 منها وهو العدد الذي يتسع له الاسطبل. كما أملك سلالة خيل مميزة، وهي «الواهو»، الذي يمتاز بعرقه العربي أباً عن جَدٍّ. اقتنيته من الجزيرة العربية، تحديداً من السعودية. ونظراً إلى جماله الأخاذ، يشارك في مسابقات الجمال الخاصة بالخيل.
أعاتب روحي وتعاتبني هي كثيراً!
ما طقوس عاصي الحلاني عندما يختلي بنفسه؟
طقوسي عندما أختلي بنفسي… ممكن أن أسرح بخيالي في فكرة، في أغنية، في نغمة، وكثيراً ما أعاتب روحي وتعاتبني، وأبحث عن الأفضل.
كل إنسان لديه مكان مفضل يذهب إليه ليشحذ طاقته من جديد. ما المكان المفضل لديك الذي تهرب إليه من نفسك، ومن ضوضاء المدينة؟
المكان الذي أهرب إليه دائماً هو مزرعتي وخيلي، ولا أرتاح إلاّ هناك، حيثُ الهواء النقي والهدوء.
ما المعايير التي تختار على ضوئها كلمات أغانيك؟
المعايير لاختيار كلمات الأغنية هي الفكرة والكلمة الجديدة المعبرة، ولا بد من أن أحب الكلمات وأحسها حتى أغنيها.
علاقتي بأبنائي قائمة على الثقة والصراحة
لو تحدثنا عن عاصي الحلاني الأب وليس الفنان، كيف تدعم ولدَيْك ماريتا والوليد في خطواتهما الفنية؟
عاصي الحلاني وابنه الوليد في الاستديو
أنا أب جيد جداً، وأسرتي أهم ما في حياتي، وكل أولادي أصدقاء لي والعلاقة بيننا رائعة تقوم على الاحترام والثقة والصراحة. وأنصح الآباء بأن ينقلوا تجارب الحياة إلى أولادهم، مثلما أفعل، حرصاً عليهم. ومن المهم أن تبدأ العلاقة بين الأب وأبنائه في وقت مبكر، حتى يشعروا بوجوده، ويتعاملون معه بلا حاجز من الخجل أو الانطواء، ويتواصلون معه كأب ومرشد وناصح، وليس كأداة ترهيب. أحمد الله أنني نجحت في أن أكون صديقاً لأبنائي، وقدوة لهم.
هل تأخذ ابنتك ماريتا برأيك في اختيار أعمالها؟
ماريتا اختارت طريقها الذي تحبه في الأداء، وأكيد أنا أعطيها رأيي بكل صدق وأقدم لها النصيحة، وهي متجاوبة جداً، وتتناقش بكل أريحيّة، وتقتنع بالرأي والرأي الآخر، وهي متميزة في ذلك.
متى لمست موهبة ماريتا في الغناء؟
ماريتا اكتشفت أنها كانت تغني منذ الصغر، ولكن أخذت الأمر بجدية وأرادت أن تخوض التجربة ومتحمسة جداً، وتركت لها الحرية لتختار باقتناع كبير، وهي متمسكة بالتجربة الناجحة.
ألم تخشَ على أولادك من المجال نظراً إلى صعوبته؟
طبعاً، خشيتُ عليهم من الوسط الفني والعناء الشديد الذي عشتُه من أجل إثبات الذات، ولكن حالياً هناك أدوات حديثة وإمكانات كبيرة غير التي كانت موجودة في بداياتي. وعلى كل حال، من يختار الفن عليه التحمل والاجتهاد للبقاء.
ما شعورك عندما تصل إلى القاهرة؟
شعور لا يوصف، بخاصة أن مصر هي وطني الثاني، وهي تأشيرة النجاح والمرور لأي فنان، وهي أم الدنيا وهوليوود الشرق، وجمهورها مختلف ورائع. ولي في مصر ذكريات وصداقات رائعة كما قلت. ولي إدارة أعمال في مصر، يديرها الأخ والصديق المنتج الفني شريف ضياء، وأخيراً قدمت لمصر أغنية وطنية «نسايم حرية»، وهي من ألحاني وكلمات الشاعر المصري غانم جاد شعلان. كما لي أعمال عدة رائعة جداً باللهجة المصرية، وأشارك في مهرجان الموسيقى العربية بحفلين على المسرح الكبير وآخر في أوبرا الإسكندرية. وأتمنى السعادة والمحبة وكل الخير لجمهوري الحبيب في مصر العظيمة وأشكره
تجربة التمثيل
لك تجربة تمثيلية رائعة كانت في مسلسل «العراب». متى نراك مرة أخرى في عمل درامي أو سينمائي؟
بالنسبة إلى الدراما، أنا خضتُ تجربة «العراب»، وكانت مهمة وقلتُ مراراً إنني لا أمانع خوض التجربة مرّة أخرى، إذا وجدتُ الدور الذي يضيف إليّ، وورقاً يقنعني. فلن أمانع بالتأكيد.