دولة الامارات العربية المتحدة في أغرب قضية تشهدها أروقة المحاكم في دولة الإمارات، أصدرت محكمة الأحوال الشخصية في دبي قراراً يمكن أخوين من رؤية والدتهما السبعينية يومين في الأسبوع بعد أن تم حرمانهما من ذلك فترة طويلة بسبب خلافات عصفت بينهما وبين أربعة من إخوانهما الذين كانوا يمنعونهما من زيارتها في بيتهم المسجل باسمهم، كما كانوا يمنعون الأم من رؤية ولديها.
وجاء في منطوق الحكم الذي حصلت عليه «الاتحاد» أن المحكمة قررت حضورياً إلزام المدعى عليهم بتمكين المدعيين من رؤية والدتهما يومي السبت والثلاثاء من كل أسبوع من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراً من اليوم ذاته، على أن يكون ذلك في مركز حماية الطفل، ويكون التسليم والتسلم في المكان ذاته، وإلزام المدعى عليهم بالمصروفات ومبلغ 500 درهم مقابل أتعاب المحاماة.
وأظهرت التفاصيل التي أوردها المحامي عبيد المازمي موكل الأخوين المدعيين لـ «الاتحاد» أن الإخوة الأربعة من جنسية خليجية حرموا أخويهم الأكبر والأصغر من رؤية والدتهما نتيجة خلافات بينهم، فيما كانت الوالدة البالغة من العمر 70 سنة تعتقد أن ابنيها لا يريدان رؤيتها.
وبين أن هذه القضية تعد من أندر السوابق التي تمر على القضاء ومكاتب المحاماة في دولة الإمارات، باعتبار أن من المستحيل على أي مشرع توقع مثل هذه الوقائع لتفصل لها القوانين والتشريعات لكونها منظمة بطبيعتها بشرع الله عز وجل بتشريعات وواضحة وضوح الشمس في القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
وأوضح المازمي أن الأخوين المدعيين بذلا جهوداً حثيثة لرؤية والدتهما على مدى فترة طويلة قبل أن يتوجها إلى القضاء لإنصافهما، مبيناً أنهما طرقا كل أبواب الود، مروراً بمنظمات المجتمع المدني، حيث سعت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان لإصلاح ذات البين، وأرسلت لهذا الغرض لجنة مختصة لنظر هذه الحالة الشاذة في المجتمع الإماراتي.
وأشاد المازمي بالقضاء الإماراتي الذي تصدى لمثل هذه القضية من منطلق إنساني في الدرجة الأولى، مبيناً أن القانون لم يقنن مثل هذه الوقائع، وقال إن القضاء الإماراتي مشهود له بإنسانيته، ويبسط العدل قبل القانون.