يجهد كثير من الآباء في إقناع أبنائهم المراهقين بعدم تناول الوجبات السريعة، والتوجه إلى الطعام الصحي بدلا منها، لكن هذه الجهود عادة ما تبوء بالفشل، فعناد المراهقين لا يمكن مجابهته، إلا أن تجارب علمية قد تقدم الحل.
وأعطى باحثون مجموعة من المراهقين يبلغون من العمر 13 عاما، مقالا إخباريا يناقش كيفية تلاعب أصحاب شركات الوجبات السريعة بعقولهم من أجل تحقيق المليارات على حساب جيوبهم وصحتهم.
وكانت المفاجأة “مذهلة”، إذ توقف كثير من هؤلاء المراهقين عن تناول الوجبات السريعة، وتحسنت قائمة خياراتهم من الأطعمة بشكل لافت، وفق ما ذكرت صحيفة “تايمز” البريطانية، الاثنين.
وخلصت الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة “طبيعة سلوك الإنسان”، إلى أن الطرق التقليدية في نصح المراهقين بشأن فوائد الأكل الصحي لم يكن لها أي تأثير، مقارنة مع إطلاعهم على حقائق تتعلق بصناعة الوجبات السريعة.
واستندت الدراسة إلى مراقبة السلوك الغذائي لأكثر من 350 تلميذا، تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاما، في إحدى المدارس، على مدار ثلاثة أشهر متواصلة.
ووجد الباحثون أن الطلاب الذين قرأوا مجموعة من المقالات عن الوجبات السريعة قائمة على الحقائق، قللوا مشترياتهم منها بنحو الثلث، مقارنة مع أولئك الذيم بقوا بلا معلومات عن طبيعة هذه الوجبات.
وقال كريستوفر برايان، من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة، إن شركات الوجبات السريعة تعمد عند تسويق منتجاتها إلى خلق روابط عاطفية إيجابية بين المراهقين والوجبات السريعة.
وأضاف أن الدراسة قلبت هذا الربط، فبدلا من أن يكون تناول الوجبات السرعية مرتبطا بمشاعر السعادة والمرح، كما تروج الشركات، تم كشف الحقائق للمراهقين، مما أدى إلى نفورهم القوي بشكل طبيعي من تلك الوجبات.
وأشارت دراسات منفصلة في بريطانيا إلى أن مشاهدة التلفزيون أو استخدام المواقع الإلكترونية، مرتبط برغبة الأطفال في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون.
ودعت أبحاث بشأن السرطان في المملكة المتحدة، الحكومة إلى حظر الإعلانات غير المرغوب فيها على شاشات التلفزيون قبل الساعة 9 مساء، وإدخال قيود مماثلة على الإنترنت.
وكشفت بيانات حكومية في بريطانيا العام الماضي، أن السمنة المفرطة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاما، ارتفعت بأكثر من الثلث منذ عام 2007، لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 4.2 في المئة.