أطلقت هيئة الصحة في دبي مبادرة «عيادة زايد» لعلاج المرضى محدودي الدخل مجاناً، وذلك تماشياً مع «عام زايد»، ينفذها أكثر من 350 طبيباً شاباً من الأطباء الممارسين في الهيئة، وتبدأ في استقبال المرضى الشهر المقبل، بمعدل أربعة أيام شهرياً، وفق رئيس مجلس الشباب في الهيئة، الدكتور خالد لوتاه.
وأوضح لوتاه، خلال إطلاق المبادرة ضمن فعاليات منتدى دبي الصحي الثاني، الذي بدأت فعالياته أمس، أن المبادرة تجمع عدداً كبيراً من الأطباء الشباب حديثي التخرج، العاملين كممارس عام في مستشفيات الهيئة، لتقديم خدمات علاجية للمرضى، بواقع يوم واحد أسبوعياً.
وتابع أن العيادة التي ستقام في مركز ند الحمر الصحي في دبي، تستقبل المرضى بدءاً من الثالثة عصراً حتى السابعة مساءً، في ثلاثة تخصصات أساسية (طب الأسرة، والباطنة، والطب العام)، وتستقبل العيادة نحو 60 مريضاً في اليوم، فيما إذا تزايدت الأعداد عن القدرة الاستيعابية للعيادة يتم إعطاؤهم مواعيد مسبقة.
أكد أن العيادة سيتم تجهيزها بأحدث الأجهزة والمختبرات، إضافة إلى خدمات الصيدلة، لتقدم خدمة علاجية متكاملة للمرضى مجاناً.
ولفت إلى أن المبادرة تخدم بالدرجة الأولى ذوي الدخل المحدود في دبي، الذين على الرغم من إلزامية التأمين الصحي في الإمارة، لا تمكنهم باقاتهم ذات الفئة المنخفضة من زيارة عيادات الرعاية الأولية، ولا تمكن معظمهم من تحمل تكاليف الدفع المشترك، ويصعب عليهم الحصول على الخدمات العلاجية المناسبة، لافتاً إلى أن فكرة المبادرة تعد إحدى ثمار جلسات العصف الذهني لمجلس الشباب.
وأكد أن المبادرة بدورها ستنمي وتطور مفهوم وقيم الخدمات الإنسانية والتعاطف والرحمة في المجتمع، كما تتماشى مع توجهات وتطلعات حكومة دبي نحو تعزيز الشباب في المجتمع وتمكينهم، وتعزيز إحساسهم بالمسؤولية المجتمعية.
وذكر لوتاه أن الهيئة تهدف من المبادرة إلى نشر ثقافة التطوع في مجال الرعاية الصحية، بحيث لا تقتصر فقط على علاج المرضى، وإنما تمتد إلى استقبال وتقديم الخدمات التثقيفية الصحية والإرشادية لهم، وزيارتهم، والاطمئنان عليهم، والتعرف إلى احتياجاتهم
من جهته، طالب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، خلال مشاركته في الجلسة الشبابية التي أعلنت خلالها المبادرة، بضرورة تطوير العيادة لتقدم خدمات لمختلف الأمراض، وتزويدها بكل الأجهزة المطلوبة، خصوصاً أنها تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأكد ضرورة تجهيز العيادة لاستقبال الحالات الحرجة والطارئة التي يكتشفها الأطباء، ويتم تحويلها إلى مستشفيات الهيئة في الحال، لتقليها العلاج اللازم مجاناً.
وطالب بضرورة وضع برامج تحفيزية للأطباء على التطوع في مثل هذه المبادرات، من خلال تكريمهم كل عام، وتخصيص ميداليات ذهبية وبرنزية تعطى لكل متطوع حسب مشاركته، فضلاً عن شهادات تكريم للجميع.
بدوره، اقترح وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدكتور حسين الرند، دعم العيادة من خلال توفير كوادر طبية ماهرة استشاريين واختصاصيين، ولا تقتصر على الأطباء الشباب، الذين يعدون في بداية مسيرتهم المهنية، وذلك لحاجة كثير من المرضى إلى مثل هذه الكفاءات في عمليات التشخيص والعلاج.
من ناحية أخرى، أفاد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي، حميد القطامي، خلال منتدى دبي الصحي، بأن التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم الآن، والسباق المفتوح نحو المستقبل، ومجمل القضايا والتحديات الدولية التي فرضت نفسها على المجتمعات والشعوب، والمؤسسات الصحية على وجه التحديد، تؤكد أهمية المنتدى كمنصة عالمية، تتلاقى فيها الخبرات والتجارب، وتتفاعل فيها رؤى العلماء والخبراء وصناع القرار وصفوة المتخصصين، ممن يجتمعون لمناقشة حركة التقدم الهائلة.
وشدد على أهمية الانفتاح على العالم وتجاربه، وتوثيق العلاقات، وبناء الشراكات، وتوفير أفضل فرص الإبداع والابتكار، وتنويع سلة الحوافز لجذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع الصحة، وغير ذلك من المفاهيم الحديثة، التي ندركها ونعمل عليها لتقديم نموذج صحي مميز يحتذى.
بدورها، قالت المدير التنفيذي لقطاع الرعاية الصحية الأولية في الهيئة، رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى دبي الصحي، الدكتورة منال تريم، إن الهيئة تحرص على صياغة سبعة محاور رئيسة للمنتدى، وهي تمثل عمق وأبعاد القضايا الصحية وتحدياتها المستقبلية، وفرص النجاح المتوافرة.
ولفتت إلى أن المنتدى يشارك فيه أكثر من 2000 من القيادات الصحية وصناع القرار وراسمي السياسات والخبراء والأطباء، الذين يمثلون 18 دولة، بجانب 35 متحدثاً من علماء وخبراء العالم المتخصصين في السياسات الصحية والمستقبل.