أطلقت هيئة الصحة بدبي استراتيجية الابتكار والذكاء الاصطناعي (2018-2021)، في خطوة مهمة، اتخذتها الهيئة لتعزيز مواكبتها للتحولات النوعية التي تشهدها الدولة ومدينة دبي في هذا المجال، ووضع بصمة خاصة لـ «صحة دبي» على خارطة الساحة الصحية الدولية، وما يتصل بها من تقنيات حديثة، وتجهيزات ووسائل ذكية متقدمة.
جاء ذلك خلال انعقاد أعمال منتدى التحول المؤسسي، الذي تنظمه الهيئة بشكل دوري، بحضور معالي حميد محمد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة بدبي، وهنريك لانديرهولم السفير السويدي لدى الدولة، وعدد من قيادات ومسؤولي الهيئة والتمثيل التجاري السويدي، والدكتور محمد الرضا مدير المكتب التنفيذي للتحول التنظيمي في «صحة بدبي».
استراتيجية
وأعدت الهيئة استراتيجية الابتكار والذكاء الاصطناعي، وفق توجهاتها وأهدافها، المنبثقة من خطة دبي 2021، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، فيما استندت إلى أربعة محاور، أهمها: ترسيخ بيئة العمل الداعمة للابتكار، وتطوير إطار الحوكمة والعمليات الرئيسة والركائز الأساسية للابتكار في القطاع الصحي.
وأوضحت الهيئة أن استراتيجيتها تضمنت أربعة أهداف و21 مبادرة، ترمي جميعها إلى تحقيق رسالة الهيئة الخاصة بالابتكار، وهي: «إرساء منظومة للإبداع والابتكار، تعنى بتوليد الأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس، لتقديم خدمات رعاية صحية مستدامة وذات قيمة، من خلال إشراك جميع الشركاء والمعنيين».
من جهة ثانية، شهد المنتدى إطلاق مبادرة «أوتاد»، إحدى المبادرات الاستثنائية التي تتبنى الهيئة تنفيذها، لتشكيل نواة من الخبراء والمتخصصين في إدارة المشروعات، وذلك تمهيداً لإكساب مسؤولي الهيئة، على اختلاف تخصصاتهم وطبيعة عملهم، أدوات إدارة المشروعات، وفق أعلى المعايير ومستويات الأداء المعمول بها عالمياً.
وتستهدف الهيئة بشكل محدد، تأهيل وتدريب 120 من موظفي هيئة الصحة بدبي (من أطباء، ممرضين، صيادلة، خدمات طبية مساندة، إداريين، مهندسين، تقنيين، وغيرهما) من جميع القطاعات، وإكسابهم مهارات إدارة المشاريع، وذلك تحقيقاً للأهداف الاستراتيجية والأهداف التشغيلية للإدارات، على أن يتم تمكين 46 من موظفي الهيئة في السنة الأولى للمبادرة.
مبادرة «أوتاد»
في الوقت نفسه، عززت الهيئة مبادرة «أوتاد»، ببناء شراكة جديدة مع معهد إدارة المشاريع –فرع الإمارات والخليج، حيث وقع معالي القطامي، مذكرة تفاهم مشتركة على جانب المنتدى، فيما وقّعت عن المعهد، مديرته ليلى فريدون.
وقال معالي القطامي، لدى افتتاحه أعمال المنتدى، إن الهيئة ماضية في بناء الشراكات والانفتاح على العالم بمؤسساته ومنظماته وهيئاته ذات العلاقة، لافتاً معاليه إلى اهتمام «صحة دبي» البالغ بتوثيق العلاقات مع المؤسسات الصحية والاستثمارية في الدول والمدن المتقدمة، ومن بينها السويد، التي ذكر أنها إحدى الدول المتقدمة الكبرى، صاحبة الخبرات والتجارب الناجحة في القطاعين (الصحي والاستثماري) معاً.
وأعرب معاليه عن تقديره للسفارة السويدية وممثلي المؤسسات والشركات الكبرى العاملة في مجال الصحة والابتكار، مؤكداً أن هذا المستوى الرفيع من التمثيل السويدي في المنتدى، يدشن مرحلة مهمة من العلاقات التي تحرص هيئة الصحة بدبي على توثيقها، ويظهر في الوقت نفسه، رغبة الجانب السويدي في مد جسور التعاون، وخاصة مع وجود أهداف كثيرة مشتركة بين الهيئة والمؤسسات الصحية والتقنية السويدية.
وفي ما يخص استراتيجية الابتكار والذكاء الاصطناعي، التي أطلقتها الهيئة، أكد معالي القطامي، أن «صحة دبي»، أوجدت، من خلال هذه الاستراتيجية، دعائم أساسية لجميع مشروعاتها ومبادرتها التي تستهدف الاستحواذ على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكل ما يتعلق بالتقنيات والتكنولوجيا المتجددة، التي من شأنها خدمة أهداف الهيئة ومشروعاتها وبرامجها التطويرية، وذلك ضمن توجهات دبي ورؤيتها، ومقتضيات الرفاهية التي تتميز بها.
وفي ما يخص مبادرة «أوتاد»، ومذكرة التفاهم التي تم توقيعها لتعزيز أهداف المبادرة، قال معاليه: إن العنصر البشري، هو مفتاح التطوير، والمدخل الحقيقي للطفرة النوعية المرجوة في القطاع الصحي، فيما أكد أن هيئة الصحة بدبي، تسخر كل جهودها وإمكاناتها من أجل تنمية مهارات جميع المنتسبين لها .
تقدير
من جانبه، أعرب هنريك لانديرهولم السفير السويدي لدى الدولة، عن تقديره البالغ لفتح آفاق جديدة للتعاون بين المؤسسات المعنية في بلاده، وهيئة الصحة بدبي، مؤكداً أن القطاع الصحي في مدينة دبي، يشهد تطوراً ملحوظاً، وأنه من المهم أن تشارك المؤسسات السويدية المعنية في الجهود المبذولة من أجل إسعاد المجتمع.
حرص
وعن مذكرة التفاهم، قالت ليلى فريدون رئيس معهد إدارة المشاريع –فرع الإمارات والخليج، إن المعهد يقدّر الرؤى المستقبلية لهيئة الصحة بدبي وأهدافها، وأن إبرام مثل هذه المذكرة، يعد مؤشراً مهماً، يعكس حرص الهيئة على تنمية قدرات موظفيها، وخاصة في مجال إدارة المشروعات، فيما لفتت إلى أن «صحة دبي»، أول مؤسسة حكومية تبرم مثل هذا النوع من المذكرات مع المعهد.
مذكرة
تقضي مذكرة التفاهم بتبادل الخبرات ونقل المعرفة، وفتح المجال أمام الكوادر البشرية في الهيئة، للاستفادة من إمكانات المعهد وبرامج التدريب والتنمية المهنية التي ينظمها، وخاصة المتصل منها بإدارة المشروعات، وتمكين 25 من مسؤولي الهيئة والمتخصصين فيها، من الحصول على شهادة محترف إدارة المشاريع PMP، كمرحلة أولى. كما تتيح المذكرة، استفادة الهيئة من المراجع وورش التدريب بأسعار مخفضة ومجانية، وكذلك الاستفادة من محتويات المعهد المتخصصة على الشبكة العنكبوتية.