اقترب شهر رمضان الكريم، وكما العادة “تتحفنا” القنوات العربية بقائمة تطول من البرامج والمسلسلات التي علينا متابعتها، هناك توجه معين بالنسبة لبعض القنوات المملوكة للسعودية بأن يتم “حشو” بعض البرامج الدينية بين المسلسلات، على أن يكون مقدموها نجماً من نجوم الدعوة أمثال الشيخ العريفي، القرني، وغيرهم.
اللافت أن القنوات السعودية المملوكة للتيار الإسلامي المحافظ تهاجم تلك القنوات التي تقدم برامج دينية بين المسلسلات، وتتهمها بأنها شيطانية، فبحسب التيار الديني فإن تلك القنوات تعمل على “فتن” المسلمين بشهر صيامهم وتعبّدهم، وعليه وجب محاسبتها، ووقف بثها، وهي دعوات تأتي على ألسنة “متطرفة”، بحسب القائمين على القنوات “الليبرالية” كما تُعرف في الأوساط الإسلامية.
أعتقد أننا بحاجة إلى تيار إعلامي ثالث يُمسك الدفّة، ويقودنا إلى بر الأمان، تيار “وسطي” يؤمن بالفن كرسالة، ويؤمن بتعاليم الدين كتهذيب، وهنا بالطبع لن يتهم أحد ذلك التيار لا بنسف عقول المسلمين في رمضانهم، ولا تحريك شهواتهم خلال صيامهم، ربما تلك أمنية صعبة التحقق، لكن كما العادة وجب على أقلامنا الذهاب إلى أبعد من الخيال، وإن كان صعب المنال!
