يا مَن حَرَقْتُم بَعض أوراقي..
لَن أَعبَهَ بِكُم أبدا…
كُلُ ما سَأفعَلَه .ُ. أنْ احرِقَ ما تَبَقى مِن أوراقي وذِكرياتي معكم..
وأكتبُ بِرمادِها ” أَنّي اعتَزَلتُ الحُبَ وَلَن أعشَقَ بَعدَ ذلك أحدا”..
وأبني مشاعري التي حَطَمتُموها…
فَلا أنتُم خَدعتُموني وَلا أَنا سَأخدَعَكُم…
وَأُضَمِدُ جِراحي التي في جَسدي أَثخَنتُموها….
فلا أنتُم جَرحتُموني ولا أنا سَأجرَحَكُم..
وأُطفأُ النارَ التي في روحي أَشعَلتُموها..
فلا أنتُم حَرقتُموني ولا أنا سَأحرِقَكُم..
سأصمِتُ مِنَ الأسبوعِ سِتَةً… وَأنطِقُ يَوما..
استَجوِبُ في السِتَة قُلبي وَعَقلي وَذاكِرتي….
وانطِقُ في السابِعِ حُكما…
أحكُمُ على قَلبي بِالعَمى…
وَعَلى عَقلي بِالجَهل ِ… وَأتلِفُ ذاكِرتي عَمَدا…
لا تَسألوني عَن ذَنبي…
فذنبي..
أنّي ظَنَنتُ في يَومٍ مِنَ الأيامِ أنّي إلى قَلبي سَأصحَبُكُم…
فعاقبتُ نَفسي… لأنّها أقنَعَتني..
أنَّ مِن أمثالِكُم سَيكونُ لي حُبّا وَسَنَدا…
تبّا لَها نَفسي وَهَنيئا لَها أنفُسُكُم…
نَفسي مَلأت لَكُمُ الطَريقَ نورا… وَأضاءت لَكُم شَمعا….
وأنفُسُكُم أَحرَقَت نَفسي… لتُضيءُ..
وَجَعَلَت مِنها رَمادا وَحَطَبا…
هذا هُوَ أنا…. وَها أنتُم….
لا عَجَب ْ!!!!
فَلَن أُبَرِرَ بَعدَ اليومِ سَبَبَا….
لا تَعجَبوا بَعدَ اليومِ إن رَأيتُموني صامِتا…
ولا تَظُنّوا يَومَا أنّي على فِراقِكُم أتَنَدَم….
فَقَلبي قَد تَحَوَّل مُنذُ الآنَ مِنَ اللينِ…. وَأصبَحَ بِفَضلِكُم ” صَخرا”…
وعَقلي الذي حَكَمتُ عَليهِ بِالجَهلِ.. تَغَيَرَ الآنَ وَأصبَحَ ” عَقلا “…
وذاكِرَتي التّي اتلَفتُها… سَأحييها…. لِيَزيدَ كُرهي لَكُم..
ليس الآنْ… بَل سَأكرَهَكُم دَوما…
أنا عاصفةٌ قَد سَبَقَها الهدوءُ… فَبِحَنانِها خَدَعَتكُم….
أنا نارٌ تَسبِقُ الدُخانَ… فلا تعجَبوا إن أطفَأ الدُخانُ فَجأةً أعيُنَكُم…
أنا جَيشٌ عَيني ساهِرَةٌ….
والعَينُ الساهِرَةُ لا تَغفَلُ عَن أعدائِها أبَدا…
أنا حَقيقَةٌ سَتَذوقونَ مُرَّها…
فَلن تَجِدوا مِثلَ مَرارةِ هذا الطَعمِ مِن قَبلُ ولا من بَعدُ مُرّا…
لا تفرحوا أيها المارون في دَفاتري لِتُدَنِسوها… فأنا لَن أَرحَمَكُم يَوما…
سَأحرِقُ دَفاتري التّي دَنَسَتْها أسماءُكُم ….
وَلَن أنظُرَ خَلفي أبَدا….
وأرِيَكُمْ ذاك الدُخانَ كَي توقِنوا….
بِانَّ قَلبي أصبحَ مُنذُ الآنَ جَمرا….
ثِقوا تَمامَا… أنَّ قَلبي لَن يَهدَأَ…
قَبلَ أنْ اَحرِقَ قُلوبَكُم بِلَهيبِ ناري حَرقاً…
