عاد شبح الإغلاق الشامل ليخيم على العديد من الدول حول العالم، خشية من موجة ثانية من كوفيد-19 يمكن أن تجلبها عودة المصطافين من العطل، ولا سيما في أوروبا، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سيعلن عن “اختراق مهم في علاج كورونا”، الأحد.
وأعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كايلي ماكناني، أن ترامب سيعقد مؤتمرا صحافيا بشأن “اختراق مهم في علاج فيروس كورونا”، موضحة أن وزير الصحة والخدمات الإنسانية، أليكس عازار، ومفوض إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ستيفان هان، سيكونان بين الحاضرين.
وكان ترامب قد غرد السبت على حسابه على “تويتر”، قائلا إن “الدولة العميقة، أو أي شخص آخر، في إدارة الغذاء والدواء الأميركية يجعل من الصعب جدًا على شركات الأدوية إيجاد أشخاص لإجراء اختبار اللقاحات والعلاجات عليهم. من الواضح أنهم يأملون في تأخير العلاج إلى ما بعد 3 نوفمبر (موعد الانتخابات الرئاسية) يجب التركيز على السرعة، وإنقاذ الأرواح”.
ووسّعت كوريا الجنوبية، الأحد، نطاق قيودها الصحية السارية في منطقة العاصمة سيول لتشمل كامل أراضيها فأغلقت الشواطئ والمطاعم والحانات والمتاحف وفرضت إقامة الأحداث الرياضية من دون جمهور.
وفي الدول الآسيوية التي كانت من بين البلدان الأولى المتضررة جراء الوباء في الربيع بعد الصين، سُجلت الأحد 397 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة يومية منذ مطلع آذار.
وقال مدير المراكز الكورية للسيطرة والوقاية من الأمراض، جونغ يون-كيونغ، الأحد، إن “الوضع خطير جدا وجدي لأننا على شفير مواجهة وباء وطني”.
وفي الهند، تجاوز عدد الإصابات بكورونا المستجد عتبة الثلاثة ملايين، الأحد، مع تسجيل حوالى 70 ألف إصابة جديدة و912 وفاة، ما يرفع إجمالي عدد الوفيات جراء المرض إلى 56706.
وكانت ثاني دولة أكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم فرضت واحدة من أكثر إجراءات الإغلاق صرامة في أواخر آذار، تم رفعها مطلع حزيران لمحاولة إنعاش اقتصاد منهك.
ثلث العائدين من العطلة الصيفية أصيبوا
وفي أوروبا، تبقي عودة المواطنين من العطل الدول في حالة تأهب إذ إنها تخشى قدوم مصابين من الخارج.
وفرضت النمسا، السبت، قيودا صحية صارمة على الحدود السلوفينية تتسبب بازدحام كبير، وانتظر المصطافون خصوصا الألمان والهولنديين، في بعض الأماكن حتى الساعة العاشرة هذه الليلة.
وتتحدث فيينا عن ارتفاع مستمرّ في عدد الإصابات على أراضيها، إذ إن الفحوص أظهرت إصابة ثلث المصطافين منذ شهر لدى عودتهم من كرواتيا.
ومنذ السبت، توقف النمسا كل سيارة آتية من سلوفينيا لتسجيل بيانات الركاب الشخصية حتى أولئك الذين يعبرون النمسا فقط متوجهين إلى دولة أخرى، بهدف تعقّب المصابين.
خوف من مأساة جديدة في إيطاليا
وتخشى إيطاليا، أول دولة أوروبية تفشى فيها الوباء، حدوث موجة ثانية، فقد سجلت منطقة روما خلال 24 ساعة عددا قياسيا من الإصابات الجديدة منذ بداية تفشي الوباء في آذار ومعظمها مرتبط بالعودة من الإجازات.
ويشار خصوصا إلى العائدين من سردينيا في جنوب إيطاليا والتي نجت من الموجة الأولى من الفيروس لكن حركة السياح والمحتفلين غير الحذرين، ساهما في عودة انتشار الفيروس.
وفي ألمانيا أيضا، ازداد عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد في الأيام الأخيرة بسبب عودة أعداد كبيرة من السياح الألمان بعد قضاء إجازاتهم في مناطق ينتشر فيها الفيروس في الخارج، وفقا للسلطات.
وفي إيرلندا، قررت السلطات هذا الأسبوع تشديد القيود على التجمعات، بحد أقصى ستة أشخاص في مكان واحد مغلق.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإيرلندي ميتشل مارتن، الأحد، أنه سيدعو البرلمان إلى الانعقاد بعد فضيحة سياسية مرتبطة بفيروس كورونا، وطلب من المفوض الأوروبي للتجارة الإيرلندي فيل هوغان الاستقالة لتورطه فيها.
وجاء هذا القرار بعد عاصفة أحدثتها في الطبقة السياسية خلال الأسبوع الجاري معلومات عن عشاء راقص تم تنظيمه في مخالفة للقيود الصحية المرتبطة بوباء كوفيد-19.
ونظم العشاء مساء الأربعاء لمناسبة مرور خمسين عاما على تأسيس نادي الغولف التابع للبرلمان، بحضور 82 مدعوا بينهم فيل هوغان. وقد أدى إلى استقالة عدد كبير من المسؤولين بينهم وزير الزراعة دارا كالياري.
وفي باريس، فُرضت تدابير صارمة لضبط الخروج المتوقع للحشود بعد نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الذي يتواجه خلالها بايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جرمان: وستكون جادة الشانزيليه مخصصة للمارة فقط لكن ستخليها الشرطة قبل ساعتين من المباراة.
ولفت وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إلى أن الوباء “لم يتوقف عن الانتشار (…) ولم تتم السيطرة عليه إلا خلال فترة الإغلاق ومن ثم خلال مرحلة رفع القيود الصحية بشكل تدريجي”، مشددا على أنه بعد إلغاء التدابير التي كانت مفروضة لمكافحة الفيروس، سيعود الوباء ويتفشى مرة جديدة.
كارثة في أمريكا اللاتينية
وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هي أكثر المناطق تضررا بالوباء حيث أودى الفيروس بحياة أكثر من 255 ألف شخص. وتم تسجيل أكثر من نصف عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في العالم في أربع دول هي الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند.
وقد توفي أكثر من 60 ألف شخص بالوباء في المكسيك (من بينهم 644 خلال 24 ساعة سبقت أحدث تعداد لديها)، وهو رقم يتجاوز السيناريو “الأكثر كارثية” الذي تصورته السلطات الصحية في البلاد.
في البيرو، لقي 13 شخصا على الأقل حتفهم خلال تدافع حصل عقب تنفيذ الشرطة مساء السبت عملية دهم لناد ليلي في البيرو حيث أقيمت حفلة رغم الحظر المفروض على تجمعات مماثلة لمكافحة انتشار الوباء.