ترى هل سيحدث المستحيل ويلتقي الخصمان في القاعة الأممية للسلام على بعضهما فقط أو الالتقاء في غرفة جانبية من غرف الأمم المتحدة أم سيكتفيان بتبادل الاتهامات من على منبر الأمم المتحدة.. أمام هذه الاحتمالات ترك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الباب مفتوحا أمام احتمال أن يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس الإيراني حسن روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكنه قال إن «سلوك إيران لا يشير إلى أي نية لتغيير التحدي الأساسي الذي تمثله إيران للعالم». في الوقت الذي اتهم فيه روحاني الولايات المتحدة ودولا إقليمية بالضلوع في الهجوم الدموي على عرض عسكري للحرس الثوري الإيراني في الأهواز.
وتأتي هذه التصريحات بينما نفت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي تأكيد إيران أن واشنطن وحلفاءها في الخليج هم المسؤولون عن الهجوم المميت الذي وقع يوم السبت الفائت والذي أودى بحياة 25 شخصا بيهم 12 من الحرس الثوري الإيراني، وقالت إن على طهران أن تنظر في المرآة.
دعم أمريكا
وقال قادة كبار في الحرس الثوري إن الهجوم نفّذه مسلحون درّبتهم دول خليجية وإسرائيل بدعم من أمريكا. لكن من غير المرجح أن يهاجم الحرس الثوري أي من هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.
وقد يستعرض الحرس الثوري قوته بإطلاق صواريخ على جماعات معارضة تنشط في العراق أو سوريا قد تكون مرتبطة بالمسلحين الذين نفّذوا الهجوم.
الوعيد
جدد الحرس الثوري الإيراني توعده بانتقام «مميت لا ينسى» من منفذي الهجوم على العرض العسكري مما أدى إلى مقتل 25 شخصا منهم 12 من أفراد الحرس واتهمت طهران دولا عربية خليجية بدعم المسلحين. ووجه هجوم يوم السبت، وهو من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، لطمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الخليج على عزل طهران.
لن ينسى
وقال الحرس الثوري في بيان نقلته وسائل إعلام حكومية «نظرا لمعرفة (الحرس الثوري) الكاملة بمراكز انتشار زعماء الإرهابيين المجرمين… فإنهم سيواجهون انتقاما مميتا لا ينسى في المستقبل القريب».
«داعش» موجود
ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم داعش تسجيلا مصوّرا لثلاثة رجال داخل مركبة قالت إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ الهجوم.
وفي التسجيل المصوّر يظهر رجل يرتدي زيا عسكريا ويتحدّث باللغة الفارسية وهو يناقش الهجوم الوشيك.
ويقول الرجل: «إن شاء الله سنثخن بأعداء الله ونسأل الله الجنة ولن نجتمع مع من نقتلهم في مكان واحد إن شاء الله، بإذن الله سيكون هناك عمل فيه إثخان بأعداء الله من الحرس وغيرهم».
وأعلنت أيضا حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط. لكن لم تقدم أي جهة دليلا على زعمها. وصدرت تصريحات غاضبة من كبار المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم الرئيس حسن روحاني منذ وقوع الهجوم استهدفت الولايات المتحدة ودول الخليج العربية وألقت اللوم عليها في إراقة الدماء وهددت برد عنيف.
فلينظر إلى المرآة
رفضت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي اتهامات روحاني قائلة إنها مجرد كلمات رنانة. وقالت لشبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية «الشعب الإيراني يحتج، وكل المال الذي يذهب إلى إيران يوجه للجيش. لقد قمع (روحاني) شعبه لفترة طويلة ويحتاج إلى النظر إلى قاعدته لمعرفة من أين يأتي هذا». وتابعت: «يمكنه أن يلقي باللوم علينا كما يريد. الشيء الذي يتحتم عليه أن يفعله هو أن ينظر إلى المرآة».
ماذا يفعل؟
قد يستعرض الحرس الثوري قوته بإطلاق صواريخ على جماعات معارضة تنشط في العراق أو سوريا قد تكون مرتبطة بالمسلحين الذين نفّذوا الهجوم.
ومن المرجح أيضا أن يطبّق الحرس الثوري سياسة أمنية مشددة في إقليم خوزستان وأن يعتقل أي معارضين محليين معروفين بمن فيهم نشطاء الحقوق المدنية.
وقال ثلاثة نشطاء عرب لرويترز إن قوات الأمن، وخاصة فرع المخابرات التابع للحرس الثوري، احتجزت مزيدا من النشطاء في الأهواز.
وقال حسين بوعزار وهو عضو في مركز الأهواز لحقوق الإنسان «هناك العديد من نقاط التفتيش في شوارع الأهواز وتقوم قوات الأمن بتفتيش السيارات… يشعر كثيرون بالخوف». ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الرواية.
احتجاجات متكررة
وشهدت إيران احتجاجات متفرقة في الشوارع بسبب صعوبات اقتصادية أدت إلى أصوات مناهضة للحكومة.
وروحاني هو مهندس الاتفاق النووي لعام 2015 الذي بدأ فترة انفراج مشوبة بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.
ذخيرة سياسية
ويقول محللون إن من المرجح أن يوفر الهجوم على العرض العسكري للجهات الأمنية المحافظة مثل الحرس الثوري ذخيرة سياسية إضافية لأنهم لم يدعموا سعي الرئيس روحاني للاتفاق النووي مع الغرب. وفي نيويورك، قال المحامي الشخصي لترامب رودي جولياني يوم السبت إن العقوبات الأمريكية على إيران تؤدي إلى مصاعب اقتصادية من شأنها أن تفضي إلى «ثورة ناجحة». وقالت إدارة ترامب إن تغيير النظام في إيران ليس هدف السياسة الأمريكية.
وسُئلت هيلي عن التصريحات التي أدلى بها جولياني، فأجابت لشبكة (سي.إن.إن) دون أن تذكر اسم جولياني «الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير النظام في إيران».
وأضافت أن واشنطن تسعى لمواجهة أنشطة إيران الضارة في المنطقة في الوقت الذي تواصل فيه طهران اختبار صواريخها الباليستية ودعم الإرهاب وبيع الأسلحة.