قال ابن هاشم في سيرته “بينما ابن عباس في مسجده يعلم الناس وهم محتبكون به اذ دخل عليهم شاب رث الثياب متسخ البدن، قد علا صوتة يهذي بكلام غير مفهوم، فعرفه الناس فقاموا ينتهرونه، وهموا باخراجه من المسجد فقال لهم ابن عباس: ماخبر هاذا الشاب؟
قالو له انه شاب في الثلاثين من عمره قد ذهب عقلة في يوم وليلة، واصبح كما ترى مجنونا لا يعي ما يفعل، فقال لهم صاحب رسول الله صلى الله علية وسلم: ادنوه مني فلما مثل بين يديه، وضع ابن عباس يده على رأسه، وقرأ عليه سورة يس، فما انتهى منها حتى قام الشاب وما به شيء، وقد شفي تماما ورجع اليه عقله، فسأل الناس ابن عباس ما قرأت عليه فقال: سورة قال عنها رسول الله (صلى الله علية وسلم) هي قلب القران ووردت انها بقلب كل مسلم”.
وهنا نربط هذه الحادثة بقول شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال: “كنت اذا تعسر علي حفظ شيء معين اضعه جانبا، وافتح المصحف على (سورة يس) فأقرأها فما ان اتمها حتى ارجع للتي كنت احفظها فأقرأها من مرة واحدة فأحفظها”.
وفي دراسة اعدت في احدى الجامعات لمخ الانسان، وجدوا ان مركز الفهم والحفظ بعقل الانسان تحتوي على مائة ثقب، فالانسان الطبيعي يستخدم من عشرين الى خمسة وعشرين ثقبا منهاـ وكلما ازداد حفظا ونباغة وصلت الى خمسة وثلاثين ثقبا مستقبلة، وصاحب البلادة وجدوها تصل لديه الى خمسة عشر فقط، وان ما دون العشر يصبح مجنونا لا يفقه شيء، بل لو زادت الثقوب المستخدمة عن الستين قد يجن الانسان من فرط ذكائة.
واثبت البحث ان الترتيب الذبذي لحروف (سورة يس) اذا قرأت على رأس انسان، تكون تلك الذبذبة هي مفتاح لتلك الثقوب، فما ان ينتهي الشخص من قرأتها الا وقد وصل عدد ثقوب الفهم والحفظ بعقله الى ثلاثين ثقب تقريبا، وهذا هو الاعجاز الحرفي الذبذي في القران الكريم.
