وكانت الدفاعات الجوية السورية أسقطت الطائرة الروسية قبالة سواحل مدينة اللاذقية خلال تصديها لطائرات إسرائيلية، يعتقد أنها كانت تستهدف أهداف مواقع تابعة لميليشيات إيرانية.
وهذه ليست الحادثة الأولى من ذلك النوع، ففي فبراير الماضي، وخلال أسبوع واحد، سقطت طائرة روسية ومروحية تركية ومقاتلة إسرائيلية وطائرة من دون طيار إيرانية، فوق سوريا التي تشهد حربا أهلية باتت ساحة لصراع دولي على النفوذ.
ويمثل ذلك أحد نتائج التداخل المعقد بين الدول، التي لديها مواقف ومصالح في الصراع السوري، وهو أمر توقعه كثير من المراقبين والخبراء.
فعلى الرغم من التنسيق الروسي الإسرائيلي لطلعات الطيران فوق سوريا، سقطت أول من أمس الطائرة الروسية، فيما سقطت مقاتلة إسرائيلية في فبراير عقب تعرضها لنيران دفاعات سورية مستخدمة صواريخ روسية الصنع.
وكانت المقاتلة الإسرائلية ضمن طلعة جوية لاستهداف منظومة إطلاق طائرة من دون طيار إيرانية، دخلت الأجواء الإسرائيلية.
وعقب إسقاط الطائرة، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على عدد من الأهداف السورية والإيرانية على التراب السوري.
وفي وقت لاحق من ذات اليوم، سقطت طائرة مروحية تركية على حدود إقليم هاتاي مع سوريا بنيران من وحدات حماية الشعب الكردية.
وينسق الأتراك مع كل من الولايات المتحدة وروسيا لتجنب أي حوادث جوية، لكن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا ليس لديها التزام تجاه أنقرة سوى الدفاع عن نفسها.
وفي فبراير أيضا، سقطت مقاتلة روسية فوق مدينة إدلب بنيران فصائل في المعارضة السورية المسلحة.
واتهمت موسكو حينها واشنطن بتزويد المعارضة بصواريخ نوعية أدت إلى إسقاط المقاتلة، وهو ما نفته واشنطن.
طهران.. وخلط الأورارق
ويأتي ذلك فيما تجد إيران لنفسها مساحة لتسيير طائرات من دون طيار لأغراض الاستطلاع ولأهدافها الخاصة ضمن وجودها العسكري في سوريا، الذي يشرد بعيدا عن التفاهمات بين القوى الدولية.
وبحسب خبراء تنتهج طهران سياسة خلط أوراق لتأكيد نفوذها في سوريا عبر التحرش بإسرائيل، لاستدعاء رد عسكري يضرب التفاهمات الجوية بين الأطراف المختلفة.
وكانت الولايات المتحدة وروسيا افتتحتا التفاهمات قبل أكثر من عامين عندما بدأت موسكو حملة جوية ضد المعارضة السورية لدعم حليفها بشار الأسد، وذلك لتجنب احتكاكات جوية مع التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم داعش، وعقد الجانبان اجتماعات عدة منذ ذلك الوقت لتفادي الحوادث الجوية.
وفي نوفمبر عام 2015، أسقطت الدفاعات التركية مقاتلة روسية فوق سوريا، بزعم اختراقها للأجواء التركية، مما أدى إلى تدهور كبير في العلاقات بين البلدين، قبل أن تعتذر أنقرة ويصل الطرفان إلى تفاهمات أعطت الأتراك فيما بعد ضوءا أخصر للقيام بعمليات في الأجواء والأراضي السورية.