دخل “ربيع” غرفة نومه، تناول دواء الريجيم المذاب في كوب ماء من يدي زوجته “نيكول”، جلس إستعداداً لمسامرة شريكة حياته قليلاً قبل أن يخلد للنوم. دقائق معدودة مرّت حتّى بدأ الزوج بالصراخ من شدّة الألم ليرتمي بعدها أرضاً والرغوة البيضاء تخرج من فمه.
إستنجدت الزوجة بالجيران، نُقل “ربيع” إلى أقرب مستشفى ليفارق الحياة مسموماً بمادة “اللانيت”.. الوفاة لم تكن نوبة قلبية على الإطلاق بل تفوح منها رائحة جريمة.
اكتشاف الجاني في بادئ الأمر لم يكن بالأمر السهل، لكنّ تجمّع عناصر الأدلّة ساق الشبهات نحو الزوجة خاصة بعد أن “جنّ جنونها” إزاء إصرار أهل الضحية على طلب طبيب شرعي لتحديد سبب الوفاة.
تزوّج المغدور “ربيع.ف” من “نيكول.ل” منذ أكثر من 16 عاما، حيث سكنا في محلّة كسروان ورُزقا بولدين إثنين. كانت علاقة الزوجين في السنوات الأولى على أحسن ما يرام، فقد كان الزوج ميسوراً ماديّاً وكريماً يُغدق على زوجته الهدايا والسيّارات الجديدة ورحلات السفر، فعاشت حياة كريمة مترفة دون أن ينقصها شيء، إلى أن تعرّفت الزوجة على “ج.ع” وجمعتهما علاقة صداقة تطوّرت بعدها إلى علاقة غرامية حميمة جدّاً، تمثّلت بتبادل رسائل نصيّة يومية تثبت قيام علاقات جنسية بينهما، ونشوء علاقة حب كانا يرغبان معاً بتتويجها بالزواج والعيش تحت سقفٍ واحد.
باتت “نيكول” تعدّ الأيام لا بل اللحظات لقضاء بقيّة حياتها مع عشيقها حتّى أنّها أصبحت تُناديه “زوجي” وهو يُجيبها بالمثل. هذا الواقع جعلها تنزعج من البقاء مع زوجها فراحت تنفر منه وترفض الخروج برفقته، حتى أنّها راحت تكيل له الشتائم لتصفه في إحدى الرسائل بـ”الحمار” و”الحيوان” وتطلب من حبيبها “ج” أن لا يُعاملها مثله إذا تزوّجا.
بتاريخ الحادث، حضر “ربيع” إلى منزله، إستحمّ ودخل غرفته فأحضرت له زوجته كوب ماء مذاب فيه دواء الريجيم ليشربه، وخرجت من الغرفة. بضع دقائق، حتى بدأ الزوج يصرخ ويستغيث فدخلت “نيكول” الغرفة لتراه بحالة مزرية والرغوة تخرج من فمه، فبدأت بالصراخ. على وقع صراخها، حضر الجيران ومن ثمّ الصليب الأحمر وجرى نقل الزوج إلى مستشفى “سيدة لبنان” حيث أُجريت له محاولات للإنعاش لكنّه ما لبث أن دخل في غيبوبة ليفارق الحياة بعد يومين.
كيف كشفت التحقيقات أنّ الزوجة هي التي أقدمت على تسميم زوجها بمادة “اللانيت” التي دسّتها داخل كوب الماء؟
بداية حاولت “نيكول” إنكار التهمة، لكنّها ما لبثت أن إعترفت بها بعد مواجهتها بالوقائع التالية:
– تقرير الطبيب الشرعي الذي أكّد أن “ربيع” تعرّض لتوقف في وظيفة القلب والرئتين لمدّة 5 دقائق، إثر شلل في عضلاتهما ناتج عن تعرّضه لتسمم بمادة “اللانيت” بكمية كبيرة ما أدى إلى تلف الرئتين ووفاته.
– إعتراف الخادمة “دعد.ز” أنّ ربّة عملها طلبت منها أن لا تذكر شيئا عن كوب الماء الذي طلبته منها لإذابة دواء الريجيم فيه للزوج قبل الحادثة.
– تأكيد الشاهد “كارلوس.ح” صديق المرحوم أنّ المتهمة طلبت عدم إبلاغ ذوي المغدور بالحادث، وقد “جنّ جنونها” عندما سمعت بأن الطبيب الشرعي سيعاين زوجها دون أن تعطي سبباً مُقنعا لاعتراضها.
– صاحب المحل التجاري في جونية “سليم.س” تعرّف على الزوجة بأنّها هي من إشترت مادة “اللانيت” من محلّه.
إزاء تلك الوقائع الثابتة، اضطرت المتهمة أن تعترف بإرتكابها الجريمة عمداً، عبر دسّها السمّ لزوجها في كوب الماء بعدما أذابته فيه وخلطه مع دواء الريجيم، مشيرة إلى أنّها رمت بقية المادة السّامة في دورة الحمّام العائد للخادمة.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فيصل حيدر، أنزلت عقوبة الإعدام بالزوجة، بعدما إتهمتها بقتل زوجها بهدف إكمال حياتها مع عشيقها، خاصة بعد أن تطورت علاقتهما بشكل تصاعدي وباتت فيها علاقتهما الجنسية مسألة طبيعية ومتكرّرة، ثمّ خفّفت العقوبة إلى الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة عشرين سنة، وألزمتها بأن تدفع مبلغ 100 مليون ليرة لكلّ من ولديها القاصرين و 50 مليون ليرة لكلّ من والد المغدور ووالدته.