أعلن الطيار أيمن المقدم رئيس لجنة التحقيق الرسمية في سقوط طائرة مصر للطيران رقم 804 بمياه المتوسط خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة، أن سفينة تابعة لشركة السيمار الفرنسية تحركت من جزيرة كورسيكا الفرنسية إلى منطقة البحث عن حطام الطائرة بالبحر المتوسط للمشاركة في البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة .
وقال المقدم، في تصريحات صحفية اليوم، إن الاستعانة بالشركة الفرنسية جاءت لوجود إمكانيات متميزة في عمليات البحث والتقاط الإشارات الصادرة من الصندوقين الأسودين وجارى حاليا التعاقد مع شركة أخرى من أجل تفعيل عمليات البحث في أكثر من موقع حيث تتم عمليات البحث في حوالى أربعة أو خمسة مواقع محتملة لوجود الصندوقين الأسودين فيها، وفي مساحة حوالى 20 ميلا بحريا وليس 40 ميلا كما نشر من قبل.
وأضاف: “تسلمت لجنة التحقيق منذ قليل وثائق خاصة بالطائرة من السلطات اليونانية وجارى فحصها حيث تتضمن الوثائق تسجيلا صوتيا وصورا رادارية، وذلك بناء على طلب اللجنة والتي خاطبت الجانب اليوناني من أجل الحصول على هذه الوثائق التي توضح الحوار الذى تم بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية اليونانية، خلال عبوره المجال الجوي اليوناني، إضافة لتحديد خط سير الطائرة على شاشات الرادار اليوناني خلال عبورها الأجواء اليونانية”.
وأوضح المقدم أن اللجنة تلقت أيضا وثائق من شركة إيرباص المصنعة للطائرة المنكوبة وهى من طراز إيرباص 320، توضح تلقيها إشارات من جهاز E l T، وهو أحد ثلاثة أجهزة على الطائرة وتم من خلالها تحديد موقعه في أعماق المتوسط وتم إبلاغ هذه المعلومات لفريق البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة المصرية للبحث عنه في مساحة تبلغ حوالى خمسة كيلومترات.
وأشار إلى أن سلطات التحقيق الفرنسية تقوم حاليا بتجميع كل البيانات الخاصة بالطائرة خلال رحلتها منذ إقلاعها من مطار شارل ديجول ومرورها بالأجواء الأوروبية، والتي تشمل تسجيلات أجهزة الرادار الصوتية للحوار بين قائد الطائرة وأجهزة المراقبة الأوروبية، وصور أجهزة الرادار التي توضح عبور الطائرة في الأجواء الأوروبية، إضافة لتسجيل وصور الرادار الفرنسي ومطار شارل ديجول في باريس، ومن المتوقع الحصول عليها من الجانب الفرنسي خلال الأيام القادمة.
وقال رئيس لجنة التحقيق إن فرق البحث والإنقاذ تسابق الزمن لتحديد موقع الصندوقين الأسودين من خلال رصد النبضات والإشارات التي يصدرها لمسافة كيلو مترين ولمدة 30 يوما، مر منها حتى الآن ثمانية أيام وذلك قبل انتهاء هذه النبضات والإشارات التي يصدرها الصندوق الأسود.
وأضاف: “حتى لو فشلنا خلال مدة الـ 30 يوما من تحديد الصندوقين فإننا سنستمر في البحث لأن هناك حوادث مماثلة تم خلالها العثور على الصندوقين الأسودين لطائرات بعد مرور عدة شهور، حيث تتم عمليات البحث في ظروف صعبة جدا، حيث تبلغ أعماق المنطقة أكثر من ثلاثة كيلومترات إضافة لامتداد مساحة البحث في أكثر من 40 ميلا بحريا ومن أجل مسابقة الزمن تم بالفعل الاستعانة بعدة شركات متخصصة في عمليات البحث والتقاط الإشارات الصادرة من الصندوق الأسود إضافة للجهود الدولية من السفن الفرنسية واليونانية والأمريكية والإيطالية” .
وكشف المقدم عن فشل فرق البحث والإنقاذ في انتشال جثث من الضحايا ، وقال :”ما تم انتشاله أشلاء صغيرة في حجم كف اليد وتم تسليمها إلى لجنة متخصصة من الطب الشرعي التابع لوزارة العدل من أجل إجراء الفحص الفني للتوصل إلى أسباب الوفاة وتحديد شخصية أصحاب الأشلاء من خلال اختبارات الحمض النووي (DNA) حيث تم الحصول على عينات من أسر ضحايا الطائرة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين .