بعد مسلسل “الأسطورة” الذي أوصلها للقب أفضل ممثلة بمهرجان النيل للدراما، كان “قلبي معي” التجربة الأولى لــ روجينا بالدراما الخليجية والذي عرض خلال الموسم الرمضاني لهذا العام. في لقائنا معها، أبدت سعادتها بهذه المشاركة وإعجابها بالدراما الخليجية..
هل هي المرة الأولى التي تشاركين بها في عمل خليجي؟
«نعم هي المرّة الأولى التي أشارك بها في عمل خليجي، وسعيدة بهذه التجربة لأن منطقة الخليج لها قاعدة جماهيرية عريضة ونسبة مشاهدة مختلفة وكبيرة للغاية».
بالتأكيد هناك أسباب دفعتك للمشاركة بهذا المسلسل، ماذا عنها؟
أي تجربة جديدة لها نكهة خاصة، وهذه التجربة بشكل عام جميلة بالنسبة لي لعدّة أسباب. فأنا وللمرّة الأولى أدخل عملاً فنياً كل من فيه من فنانين وفنيين كانوا بالنسبة لي جدد وأتعامل معهم للمرّة الأولى. لذا أعتبرها تجربة مهمة، ولا سيما أنني أتطلّع إلى ثقافات مختلفة لأن المسلسل يشارك في بطولته فنانون من سوريا ولبنان وعمان واليمن ومصر. ومن جهة أخرى، الشخصية بحد ذاتها مختلفة عني ولم أقدّمها من قبل في أي عمل درامي، فهي فتاة رومانسية سافرت إلى الخليج وعاشت مع والدها وأشقائها الثلاثة ثم تزوّجت شخصاً خليجياً، فتعاملت مع ثقافات وعادات وتقاليد مختلفة.
ماذا عن دورك في «قلبي معي»؟
جسدّت شخصية زوجة لديها مشاكل بالإنجاب، ولكي تخرج من حالتها هذه تبحث عمّا يشغلها. وبما أنها تحب القراءة جداً ومثقّفة، فهي تقرّر أن تفتتح مكتبة وتهتم بذوي القدرات الخاصة. واستطاعت أن تستغل آلامها لإسعاد الآخرين.
كل عمل فني لديه رسالة ما. هل من رسالة لـ«قلبي معي»؟
بالتأكيد هناك رسالة، وهي انتصار الحب والسعادة الحقيقية على مشاكل الحياة، وأن نتأكّد دائماً من أن الله سبحانه وتعالى إذا منع العطاء، فإنه في المقابل يمنح أشياء أخرى عديدة تدخل على الإنسان السعادة، لذا فعلى الإنسان أن يرضى دائماً بقضاء الله ويشكره على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.
باعتبار أن هذه التجربة هي الأولى لك بالدراما الخليجية، هل واجهتك صعوبات إن كان على صعيد الشخصية أو التصوير؟
بالعكس، لم تكن هناك أية صعوبات وهذا ما لم أكن أتوقّعه لأن الإعداد لهذا العمل كان من أسهل الأعمال الفنية التي شاركت بها وسعيدة جداً بها. فقد كنت أتعامل مع المنتجة مايسة (ميساء مغربي)، وهي ليست مجرّد ممثلة تنتج أعمالاً، فهي لديها قضايا هامة للغاية تخصّ المرأة العربية. بالإضافة إلى أن المسلسل يطرح قضايا عديدة تمسّ كل المقيمين في دول الخليج العربي لكنهم من جنسيات عربية أخرى.
درجت العادة في الموسم الرمضاني أن يشارك الفنان بأكثر من عمل، هل ترين أن ذلك الوضع صحي للفنان؟ وعلى الصعيد الشخصي، كيف استطعت إيجاد توازن بين الأعمال؟
معك حق فعلاً، هو موسم ودرجت العادة على ذلك. والعروض والأعمال أغلبها يكون لهذا الشهر الكريم. لذا، يحاول الفنان أن يكون متواجداً قدر المستطاع لنسبة المشاهدة العالية في هذا الموسم. والحمد لله تعلّمت تنسيق الوقت وأصبحت أجيده بسبب مشاركتي في أعمال عديدة في الوقت نفسه خلال السنوات الماضية. وحرصت هذا العام على أن أنظّم وقتي بالتصوير في الأعمال التي أشارك فيها، بمعنى أن كل يوم يتم تصوير مشاهد لعمل واحد وحرصت على عدم الجمع بين تصوير عملين في اليوم نفسه، وذلك حتى أستطيع أن أعطي كل شخصية حقها في الشكل والمضمون والأداء والحركة وغيرها من الأدوات الخاصة بالشخصية التي أجسّدها.
الأعمال المشتركة إيجابية
شاهدنا في هذا الموسم الرمضاني مجموعة من الأعمال الاجتماعية التي ربما في مواسم سابقة كانت ضعيفة بسبب طغيان أعمال الأكشن. برأيك، هل يحتاج الجمهور العربي أكثر للأعمال الرومانسية والقضايا الاجتماعية؟
أعتقد أن أعمال الأكشن ربما تستهوي مجموعة الشباب أكثر، وهي استعراضية. أما الأعمال الاجتماعية، فهي تمسّ الجميع وهي ضرورة كونها انعكاساً لواقع الحياة. و«قلبي معي» من هذا التوجّه لأنه يطرح قضايا تمسّ الجمهور، وهذه النوعية من الأعمال قليلة. بالإضافة إلى أن مسلسل «قلبي معي» عمل رومانسي والجمهور يفتقد هذا اللون في الدراما منذ فترة طويلة بسبب انتشار الأكشن والكوميديا وغيرها من أنواع الدراما المختلفة. لذا، أعتقد أن المسلسل حقّق نسبة مشاهدة عالية في مصر والدول العربية كافة لما يتضمّنه من رسالة هادفة تهمّ شريحة كبيرة من المجتمع العربي.
هل انتشار الأعمال العربية المشتركة ظاهرة إيجابية برأيك؟ وكيف كانت كواليس «قلبي معي» خاصة أن أبطال العمل من دول عربية متعدّدة؟
لا أخفيك القول إنني في البداية وبصراحة شديدة كنت مرعوبة جداً، لأنني وللمرّة الأولى في حياتي أشارك في عمل مع فريق لا أعرفه أو بمعنى أصح لم أتعامل معه من قبل، ومع ممثلين أمثّل أمامهم للمرّة الأولى، ولكن من اللحظة الأولى لدخولي موقع التصوير استقبلوني بكل حفاوة وحب وشعرت وقتها بسعادة كبيرة، وتحوّل الشعور بالغربة إلى إحساس بالأمان والطمأنينة وكأنني أعرفهم منذ سنوات، واحتضنوني بحبهم وكانوا سعداء لأنني أشارك معهم بهذا العمل. وهذا الإحساس جعلني في غاية الراحة والسعادة أثناء تصوير المسلسل. وأرى أن الأعمال المشتركة ليست جديدة، ولكن تعزيزها الآن إيجابي وجيد لما لها من انعكاسات أولاً على الفنان لأنه يتعرّف على ثقافات وخبرات تفيده إضافة لتوسّع دائرة الحدث الدرامي ليشمل الوطن العربي.
نقطة تحوّل لروجينا
هل يمكن القول إن هذه المشاركة فتحت لك المجال لجمهور جديد في الخليج العربي؟
بالتأكيد لأن الموضوع لا يقتصر على المشاركة بالعمل، وإنما على مضمون العمل وما يطرحه من قضايا اجتماعية تهمّ المجتمع الخليجي وليس المصري. وأنا كنت جزءًا من تفاصيل ومشاكل هذا المجتمع، وهنا خصوصية المشاركة وتميّزها. وهذا يخلق حالة أكثر حميمية للمعايشة في أحداث الشخصية.
هل يمكن القول إن «قلبي معي» كان نقطة تحوّل لروجينا؟
فعلاً، فشخصية وفاء التي جسّدتها شخصية سهلة جداً وبسيطة للغاية وكلّها أحاسيس. وهنا تكمن صعوبتها، بمعنى السهل الممتنع، فرغم أنها شخصية رومانسية وحنونة وعندها معاناة ولكن في الوقت نفسه هي شخصية صعبة، لأنه من الممكن أن يصدّقك الجمهور بسهولة عندما تقوم بدور أكشن أو تجسّد شخصية «عصبية»، بينما الشخصية الرومانسية ليس من السهل إقناع الجمهور بها بسهولة.
هل مشاركتك في «قلبي معي» فتحت شهيّتك على المشاركة بأعمال خليجية جديدة؟
لا أنكر ذلك، خاصة إذا عرض عليّ دور جيد، حتماً سأكرّر التجربة. .
ممثل لفت نظري
من لفت نظرك بالعمل؟
الفنان ابراهيم الزدجالي من سلطنة عمان وهو خرّيج المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، كانت بيننا كيمياء خاصة والتقينا في نفس المدرسة والتكنيك على الرغم من أنني أقابله للمرّة الأولى