يقول أبو تمام:
إذا جَارَيْتَ في خُلُقٍ دَنِيئاً
فأنتَ ومنْ تجارِيه سواءُ
رأيتُ الحرَّ يجتنبُ المخازي
ويَحْمِيهِ عنِ الغَدْرِ الوَفاءُ
وما مِنْ شِدَّة إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
لقد جَرَّبْتُ هذا الدَّهْرَ حتَّى
أفَادَتْني التَّجَارِبُ والعَناءُ
إذا ما رأسُ أهلِ البيتِ ولى
بَدا لهمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعِيش المَرْءُ ما استحيَى بِخَيرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ
ولا الدُّنيا إذا ذَهبَ الحَياءُ
إذا لم تخشَ عاقبة الليالي
ولمْ تستَحْي فافعَلْ ما تَشاءُ
لئيمُ الفعلِ من قومٍ كرامٍ
لهُ مِنْ بينهمْ أبداً عُوَاءُ
وشبيه بالبيت:
وما مِنْ شِدَّة إلاَّ سَيأْتي
لَها مِنْ بعدِ شِدَّتها رَخاءُ
قول قيس بن الخطيم:
وكل شديدة نزلت بقوم
سيأتي بعد شِدتها رخاء
وفي معنى البيت السابق يقول المعري:
ولا تجلس إلى أهل الدنايا
فإن خلائق السُفهاء تُعدي
ويقول جعفر بن شمس الخلافة في الشدة والرخاء:
هي شدة يأتي الرخاء عَقيبَها
وأسًى يُبَشّر بالسرور الهاجِل
وإذا نظرت فإن بؤساً عاجلاً
للمرء خير من نعيم زائل.