رسالة الغفران نص أدبي متكامل
احتلت «رسالة الغفران» لأبي العلاء المعري موقعاً فريداً من الثقافة العربية، واستنفرت لدراستها جهود الباحثين قديماً وحديثاً، شرقاً وغرباً، لكن المهمة لم ولن تكون يسيرة، وهو ما تنبأ به الدكتور طه حسين، حين عدّ الصفات التي يجب أن يتحلى بها قارئ «رسالة الغفران»: «من قرأ رسالة الغفران، وأراد أن يفقه معناها، احتاج إلى دقة ملاحظة، وحذق فطنة، وبعد نظر، ونور بصيرة، وإلى أن يدرس روح الكاتب فيحسن درسه ويعرف أغراضه».
زاجل نيوز، ٢٤، حزيران، ٢٠٢٢ | مقالات
ومضى المستشرقون بلغز «الغفران» خطوة أبعد؛ إذ أقر ويليام جيب بصعوبة الانتهاء إلى آراء قاطعة: «ما الذي كان أبو العلاء يعنيه على وجه الدقة؟ إنها قضية لم تحل بعد»، لكن وليام مارسيه أراد أن يفتح باباً من الأمل لفهم النص، وأن يحفز القارئ إلى مزيد من الاجتهاد: «وأياً كان رأي القارئ فإنه لا يستطيع أن يتغافل عن تلك الطرافة الفائقة الكثيفة التي تصل إلى حد العنف عند أبي العلاء، فالأفكار ليست قريبة المأخذ، والغايات ليست واضحة، والغموض الذي يتحدى به نص الغفران فطنة الباحثين لا يمكن حل شفرته بسهولة، يجب أن يستمر العمل أكثر وأكثر حتى يكشف النقاب عن المعنى والمغزى الحقيقي لهذا النص، ذي الوجوه المتعددة».
المصدر : زاجل نيوز