في وقت كانت فيه العيون شاخصة والآذان صاغية لسماع الديو بين الفنانين شيرين عبد الوهاب وراغب علامة، في الحفل الذي جمعهما أمس في مهرجان BEASTS “#عم_نحلمك_لبنان” أو #WeDreamLebanon، خذل الجمهور الذي كان بانتظار تسجيل لحظة كانت ستكون فريدة، كالتي جمعت بين شيرين ووائل كفوري في مهرجان القبيات، حينما أدّيا معًا أغنية “عمري كلو”.
وفي التفاصيل، علمت شيرين بإلغاء الـ”ديو” في اللحظات الأخيرة بعد أن غنّت نصف فقرتها، وتفاجأت مثلها مثل الحاضرين بإلغاء الديو، فاستدعت راغب إلى المسرح ولكن لم يكن هناك أي مجيب! لتصلها المعلومة في أذنها من مدير المسرح.
شيرين “فتانة”
ويبدو أنّ شيرين كانت متحمّسة للغناء مع راغب، ولكنّ الأخير خذلها ووضعها في موقف محرج. ولم تنتظر شيرين لتردّ على راغب وقالت أمام الجمهور: “عاوزة أفتن عشان أنا فتّانة.. التغى الديو مع راغب”.
قبل صعود النجمة شيرين إلى المسرح، طُرحت تساؤلات كثيرة عن سبب تأخرها الدائم على الجمهور، هل هي سياسة باتت تنتهجها النجمة في حفلاتها كافة؟ أم إنّ هناك أمورًا تطرأ عليها في اللحظات الأخيرة؟ فالحفل تأخر نحو ساعة عن موعده. وبدأت شيرين فقرتها بأغنية “مش عاوزة غيرك انت”.
ورغم قرارها بعدم التكلم على المسرح بعد الأزمة التي واجهتها مع الشعب التونسي، إلّا أنّ شيرين لا تستطيع تغيير شخصيتها التي تُعرف بها، ولا يمكن أن يمرّ حفلها مرور الكرام من دون أن تعبّر عما يجول في خاطرها.
شيرين تستعين بـ “فيفي عبده”
هذا العام في لبنان شاركت شيرين في أكثر من مهرجان في مختلف المناطق اللبنانية، وقالت: “لبنان ما بيلبقلو إلّا العظمة والشياكة”. ويبدو أنّ مجيء شيرين المتواصل إلى لبنان، جعلها تكسب عادات اللبنانيين وتتكلم بثلاث لغات، كما حصل معها أمس على المسرح، فكانت تستخدم عبارة “Merci Beaucoup” بعد انتهائها من أداء كل أغنية. وعندما يبادرها المعجبون بالقول إنهم يحبونها، تردّ عليهم بالإنكليزية “I Love You All” .
واستعانت النجمة المصرية بجملة مواطنتها فيفي عبده I Swear” I love you، و10 مواه” تعبيرًا منها عن حبها للجمهور الحاضر معها، الذي قالت إنّ الجميع حبايب قلبها، وإنّ المهرجان لا يمكن أن ينجح من دون وجود كل الجالية العربية”. وأضافت: “بموت فيكم” و “ما اليش غيركم” و”آه عليكم يا ليل في الآخر”. كما عبّرت عن سعادتها باصطحاب ابنتيها معها إلى بيروت.
جمهور شيرين…غني لـ”الهضبة”
ولكن شهد الحفل طلبًا غريبًا من أحد المعجبين من الجالية المصرية، الذي طلب من شيرين أن تغني أغنية للـ”الهضبة” عمرو دياب حينما طرحت على الجمهور سؤال: “عايزين تسمعوا إيه”؟ ولكن من المؤكد أنّ شيرين لم تسمع طلبه بفعل المسافة الكبيرة التي كانت تفصل بين المسرح والجمهور.
وكان معروفًا أنّ شيرين لن تلتقي الصحافة، وأوضحت السبب بعد تكريمها على المسرح بالقول “أتشرّف بوجود أهل الصحافة وأشكرهم على دعمهم الدائم، ولكن ليس لديّ أي جديد للتحدّث عنه”، واعدةً بمؤتمر صحافي قريبًا مع إطلاق ألبومها الجديد.
راغب يختزل المسافة
راغب اختزل المسافة بينه وبين الجمهور، فلم يرق له المسرح البعيد عنهم، وأراد أن يغني بينهم. فنزل بينهم وكاميرات الجمهور وُجّهت صوبه فغنّى معهم ورقص، وأشعل المدرجات حماسة، وشاركوا “حبيب ضحكاتهم” أجمل اللحظات، وتمتعوا برؤيته عن قرب وسماع صوته يشدو بأجمل ما غنى.
راغب معروف عنه أنه ينقل عدوى الفرح إلى كل الحاضرين، وجعلهم يتفاعلون مع أغنياته بشكل كبير، فطلبوا منه المزيد والمزيد من الأغنيات القديمة ( يا بنت السلطان، لو شباكك)، وأغنيات ألبومه الأخير “حبيب ضحكاتي” وكان يلبي كل الطلبات.
مؤتمر راغب الصحافي
رغم أنّ المؤتمر حصل في ساعة متأخرة من الليل عند الواحدة والنصف فجرًا بتوقيت بيروت، لم يتذمر راغب من الأسئلة التي طُرحت عليه، إذ قال إنه “لا يشعر بالتعب كي لا يطيل الصحافيون أسئلتهم عليه”. وبعد أن وصفته إحدى الزميلات بالـ”الملك” في الحفلة، ردّ عليها: “الجمهور هو الملك وأنا خادم لسعادة الناس وأغني بمشاعرهم وأعتمد على احساسي”.
وردًّا على سؤال، عن إمكان أن تكون هذه الحفلة التي جمعته مع شيرين ممهّدة لولادة “ديو” بينهما أجاب: “أولًا الديو مع شيرين كان لا مفرّ من حصوله، ولكننا لم نجرِ أي “بروفات”، ودائمًا صوت السيدة يختلف عن الرجل، ولكي يركب “ديو” على المسرح يجب ان نقوم بالتمارين. مضيفًا: “أخاطر بنفسي وليس بالجمهور، وقلت لشيرين سنغنّي معًا “مغرم يا ليل، وآه يا ليل”.
وعن امكان أن تكون شيرين انزعجت لعدم حدوث الـ”ديو” معه، قال “بالطبع لا، وربما غادرت لأنها متعبة عندما ناديتها للغناء معًا”.
وتابع: ” عندما غنّينا ببرنامج “شيري ستوديو” أغنية “حاجة غريبة”، غنيناها بشكل رائع ومن دون تحضير، وكان الانسجام سيد الموقف”.
“الديو” مع شيرين لا مفر منه
وليغلق راغب باب التأويلات وما حصل، ولـ “الديو” الذي لم يحصل مع شيرين قال: “يجب أن تتم هذه الأغنية أو غيرها، لأنني أحب شيرين ونحن نليق ببعضنا البعض، ومن الممكن أن نؤدي أغنية “صايعة” أي شبابية وايقاعية”.
وحول استخدام “المشهدية المائية” في فقرته، وعدم استخدامها لشيرين قال (ممازحًا): أنا طالبت بالاضاءة وطالبت بحقي”. وتابع، “صدّقوا انّ شقيقي خضر اتصل بي وسألني إن كنت أريد رؤية مكان الحفل، وكنت أعاني وعكة صحية في باريس قبل مجيئي، واكتفيت بمشاهدة التحضيرات على “انستقرام”.
وأضاف: ” عندما أقف على المسرح أتمتع بسرعة البديهة والجرأة في أن أطلب ما أريده، ويبقى أنّ أي تأثيرات اضافية في الحفل لا تنفع، في حال لم يكن غناء الجمهور هو المؤثّر، وكل شخص لديه دوره على المسرح الذي يميّزه عن غيره.
قدمت مهمتي..وانتهت
وحول رأيه بالمشاركة في “آراب آيدول” في حال عُرض عليه، لا سيّما بعد أن بات معلومًا أنّ أحلام ستكون في لجنة “ذا فويس” قال: ” لا “ذا فويس” ولا “آراب آيدول”، أنا انتهيت وقدّمت مهمتي وقطفت كل النجاح”.
واتفق راغب في النهاية مع شيرين بأنّ مسرح الحفل الذي وقفا عليه هو من أجمل المسارح العربية كونه من صنع الإنسان، ولا يُعتبر من المسارح الأثرية التي لطالما أطلوا عليها في أماكن مختلفة من العالم العربي خلال احيائهم لحفلاتهم.
يذكر أن “BEASTS” والتي أسستها كلّ من السيّدتين رشا جرمقاني ومايا أبو صالح، تُقيم مهرجانها الأول في بيروت بعنوان #عم نحلمك لبنان صيف 2017، وتعمل بجهد على اعادة وضع لبنان على خارطة السياحة العالمية من خلال جذبها الى لبنان جمهور ومواهب من لبنان والمنطقة والعالم، مستخدمة أحدث التقنيّات المتوفّرة في مجال نشاطها، بهدف اظهار القيمة الحقيقية لبيروت ولبنان كمنصّة دائمة للتطوّر والتجدد في المنطقة.