بقلم: سوسن الشوملي
في زمن تتسارع فيه التحديات وتتعاظم فيه الحاجة إلى قادة يمتلكون الرؤية والبصيرة، يبرز اسم الدكتور واصف العابد كأحد أبرز الوجوه العربية في مجال التنمية المستدامة، رجل آمن بأن التغيير الحقيقي يبدأ من بناء الإنسان، واستثمر حياته المهنية في تمكين المجتمعات وصياغة مستقبل أكثر عدلاً واستدامة.
يشغل الدكتور العابد منصب رئيس المنظمة العربية للتنمية المستدامة، وهي منصة عربية رائدة تُعنى بتعزيز مفاهيم الاستدامة والحوكمة الرشيدة في العالم العربي، وربط جهود الحكومات والمؤسسات المدنية بأهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة.
رؤية تتجاوز الحدود
لا ينحصر تأثير الدكتور العابد في منصب أو مبادرة، بل يمتد إلى فكر شامل يعيد تعريف التنمية من منظور عربي أصيل، يراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمنطقة، دون أن يغفل عن معايير العولمة ومتطلبات العصر.
ففي كل مؤتمر أو منتدى يشارك فيه، تجد صوته واضحًا، يطالب بإدماج الشباب، تمكين المرأة، وإنشاء بيئات اقتصادية مستدامة تقوم على الابتكار والمسؤولية الاجتماعية.
قيادة بخطى واثقة
تحت قيادته، تحولت المنظمة إلى خلية نحل نابضة بالمشاريع والمبادرات، من إطلاق شراكات تنموية مع مؤسسات إقليمية ودولية، إلى تنظيم برامج تدريبية وورش عمل تُسهم في رفع وعي الأفراد وصقل مهاراتهم، وتأسيس شبكة عربية من الخبراء والممارسين في مجالات البيئة والطاقة والتعليم المستدام.
كما أن علاقاته الواسعة ونظرته الاستراتيجية مكّنت المنظمة من لعب دور استشاري مؤثر في عدد من الملفات التنموية الحساسة على المستوى العربي، وكان دائمًا صوت الحكمة في مواجهة الأزمات، داعيًا إلى العمل الجماعي والتكامل العربي.
إنسانية تسبق الألقاب
ورغم ما يحمله من ألقاب أكاديمية وخبرات دولية، يظل الدكتور واصف العابد إنسانًا بسيطًا بقلب كبير، يؤمن أن “التنمية لا تصنعها القوانين وحدها، بل يصنعها الإيمان بالناس”.
يحرص دائمًا على التواصل المباشر مع العاملين في الميدان، ويعتبر أن أقرب الطرق لصناعة السياسات الناجحة تبدأ بالاستماع إلى الناس وفهم احتياجاتهم الحقيقية.
الدكتور واصف العابد ليس مجرد مسؤول عربي في مؤسسة تنموية، بل هو رمزٌ لحلم عربي بأن يكون المستقبل أخضر، عادل، مزدهر… ومستدام.