بددت أسواق الأسهم المحلية في جلسة تداول أمس، أرباحها المتحققة في جلسة أول من أمس، التي بلغت 13.5 مليار درهم، إذ فقدت القيمة السوقية للأسهم ما قيمته 18.1 مليار درهم، وانخفض مؤشر سوق الإمارات المالي الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنسبة 2.87% ليغلق على 3775 نقطة.
وأرجع خبراء ماليون التراجعات الحادة في الأسواق المحلية أمس، إلى أسباب خارجية وداخلية، أبرزها ما اعتبروه تعاطياً خاطئاً من قبل المستثمرين المحليين مع المؤشرات العالمية، لاسيما المتعلقة بقطاع النفط، خصوصاً من ناحية الأفراد، فضلاً عن حالات بيع قسرية نتيجة لعمليات استدعاء الهامش «مارغن كول» من قبل مؤسسات لتسوية مواقف مالية لمتعاملين في السوق، و«تخارج» بعض المحافظ الأجنبية من أسهم شركات قيادية في السوق.
وقالوا إن الأسواق الناشئة تتأثر أكثر من غيرها من الأسواق المالية الراسخة، مؤكدين أن السوق مغر للشراء، نظراً لوصول الأسعار إلى مستويات متدنية.
رد الفعل
وتفصيلاً، قال المحلل المالي عبدالقادر شعث، إن من الأسباب الرئيسة وراء تراجع المؤشر، مراقبة المستثمرين المحليين لأداء المؤشرات العالمية للنفط، وللأسواق الأميركية والأوروبية والآسيوية، لافتاً إلى أن المشكلة هنا ليست في مراقبة هذه المؤشرات، بل في التعاطي معها.
وأوضح شعث أنه غالباً ما يكون رد الفعل لهذا التعاطي مبالغاً فيه، ففي وقت تهبط هذه الأسواق بوتيرة متوازنة بالتزامن مع التراجعات المستمرة لأسواق النفط، فإننا نجد أن الأسواق المحلية تستقبلها بصورة حادة. وفي الوقت الذي تهبط فيه الأسواق العالمية بنسبة تراوح بين 1 و2% نتيجة للتراجعات القوية في أسعار النفط، فإننا نجد أن الأسواق المحلية تهبط بواقع يراوح بين 3 و4% وهو ما حدث في جلسة أمس.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأسواق تمر بأوقات صعبة على الصعيد الخارجي، فإن هناك أسباباً داخلية زادت من حدة هذه التراجعات، منها حالات بيع قسرية نتيجة لعمليات «مارغن كول» من قبل مؤسسات، لتسوية مواقف مالية لمتعاملين في السوق، فضلاً عن «تخارج» لبعض المحافظ الأجنبية من أسهم لشركات قيادية في السوق.
وتابع شعث: «من الناحية الفنية، تم التأكيد على الاتجاه الهابط لمؤشري سوقي دبي المالي، وأبوظبي للأوراق المالية، إذ كانت نقطة الدعم لمؤشر سوق دبي المالي عند 2750 نقطة، لكن المؤشر كسرها بأكثر من 112 نقطة وصولاً إلى 2638 نقطة»، متوقعاً أن يختبر المؤشر حاجز 2400 نقطة.
وأضاف أن ضغط القطاع العقاري والخدمات المالية والبنوك وقطاع الطاقة تسبب في تراجع المؤشر في سوق أبوظبي المالي، إذ تراجعت هذه القطاعات بوتيرة كبيرة خلال الجلسة، متوقعاً أن يختبر المؤشر حاجز 3600 نقطة في الفترة المقبلة.
قلق المستثمرين
من جانبه، رأى رئيس قسم الاستثمارات في «مجموعة شركات الزرعوني» وضاح الطه، أن هناك تخوفاً من المستثمرين، إذ كان هناك بيع عشوائي من قبل بعض المستثمرين الأفراد، تأثراً بالمؤشرات العالمية المتعلقة بأداء أسواق النفط، والتبعات التي تركتها على الأسواق العالمية، إضافة إلى بيع اضطراري من محافظ مالية نتيجة «مارغن كول»، مشيراً إلى أن السوق يعتبر مغرياً للشراء، نظراً لوصول الأسعار إلى مستويات متدنية.
واتفق المدير والشريك في «شركة غلوبال للأسهم والسندات»، وليد الخطيب، مع الطه في أن هناك تخوفاً كبيراً من قبل المستثمرين الأفراد في الأسواق المحلية، نتيجة لتراجعات أسعار النفط.
موضحاً أن التأثر تزداد حدته لدينا، نظراً لكوننا أسواقاً ناشئة تتأثر أكثر من غيرها من الأسواق المالية الراسخة، وحالنا في ذلك يشبه السوق الصيني الذي يتراجع بصورة كبيرة أيضاً، لكونه سوقاً ناشئاً أيضاً.
ولفت الخطيب إلى أن هناك تخارجاً من السوق بصورة محدودة من قبل بعض المحافظ الأجنبية، الأمر الذي زاد من تخوفات الأفراد في السوق واضطرهم إلى البيع، فضلاً عن عمليات تسييل قسري من قبل مؤسسات مالية لتسوية مواقف مالية لحسابات، وهو ما عمق من خسائر السوق.
خبراء يحددون 3 عوامل تسببت في خسائر الأسهم
رابط مختصر
المصدر : http://zajelnews.net/?p=2898