أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذيّ لإمارة دبي، “خطّ دبي” كأول خط في العالم يتمّ تطويره من قِبل مدينة ويحمل اسمها، بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية، وذلك تماشياً مع نهج دولة الإمارات الرائد في مجال الابتكار على المستويين الإقليمي والعالمي، ودعما للجهود المبذولة لتعزيز دور الإمارة وتأكيد تميزها في العالم الرقمي.
وبهذه المناسبة، وجّه سمو ولي عهد دبي الجهات الحكومية في الإمارة باعتماد الخط في المراسلات الحكومية، وقال سموه: “إن إطلاق “خط دبي” إلى العالم خطوة مهمّة ضمن جهودنا المستمرة في ترسيخ مكانة دبي في العالم الرقمي، وإبراز شخصيتها المتميزة التي اقترنت بمفاهيم الإبداع والابتكار في شتى المجالات وهذا الانجاز الجديد وبما يملكه الخط من مواصفات خاصة تمنحه التفرد في مجال الخطوط الرقمية المستخدمة عالمياً”.
ونوّه سموه بأن “خطّ دبي” يعكس مجموعة من القيَم التي طالما تميزت بها دولة الإمارات وتشكل رؤيتها ونهجها في السعادة والعطاء والإقدام والحداثة والتسامح علاوة على تشجيع الإبداع والابتكار، والفخر بالموروث الثقافي والعيش المشترك والتعاون البناء مع سائر الشعوب، بينما جاء الخط الجديد على هيئة تجمع بين عراقة الماضي وتطلعات المستقبل.
وأضاف سموه: “وجهنا الجهات الحكومية في الإمارة بالبدء في استخدام “خط دبي” في المراسلات الحكومية الرسمية باعتباره نقطة تحول جديدة لدبي في تعزيز تنافسية دولة الإمارات في عالم التكنولوجيا الرقمية، وليكون ذلك بمثابة التزام حكومي يضمن نشر ونجاح هذه المبادرة محلياً وعالمياً”.
وأثنى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على العناية بالتفاصيل التي تميز خط دبي عن غيره من الخطوط المستخدمة في العالم، وبدقة وفرادة التصميم الذي يجمع بين أصـالة الماضي وتطلعات المسـتقبل، ويمنح كـلّ إنسـان حقه في التعبير، في عالم تسعى دولتنا أن يكون أكثر تسامحاً وسعادة.
وأضاف سموه: “تابعت كافة مراحل تطوير هذا الخط، منذ بداية الرسومات الأولية للتصميم وصولاً إلى المراحل النهائية للتنفيذ، وأهنئ فريق العمل وكلّ من ساهم في إنجاح هذه المبادرة المبتكرة”.
قنوات متجددة مع العالم وفي هذا السياق، قال سعادة عبدالله عبدالرحمن الشيباني، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي: “تأكيداً على العمل بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي يدعونا دائماً إلى التواصل وفتح قنوات متجددة مع العالم لتبادل الأفكار والخبرات، وفي ظلّ دعم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذيّ لإمارة دبي المتواصل وثقته الغالية التي منحنا إياها، نجتمع اليوم، لنشهد مساهمة جديدة من دبي لخدمة المنطقة والعالم، تبني من خلالها دبي جسراً معرفياً يصل بين الشرق والغرب من خلال إطلاق “خط دبي” البصمة المميزة للإمارة في العالم الرقمي”.
وأضاف: “درسنا بشكل مستمر الآفاق والإمكانات الهائلة التي وفرتها التقنية وعملنا على توظيفها بصورة جديدة وفعّالة، من خلال اختيار أفضل هذه التقنيات، ويتميّز “خط دبي” عن غيره من الخطوط الرقمية بأنه يحمل في جوهره المقومات التي جعلت من إمارة دبي رمزاً وأيقونة للنجاح والتسامح، حيث تمّ تصميمه باللغتين العربية والإنجليزية في آن واحد لتحقيق التناغم المنشود بينهما، بالإضافة إلى 21 لغة أخرى ضمن نطاق المشروع”.
وقد طُوِّر “خط دبي” وفقاً لأعلى المعايير التقنية المستخدمة في هذا المجال، وهو أوّل خطّ ضمن جميع تطبيقات وحلول شركة مايكروسوفت يتمّ تطويره من قِبل مدينة ويحمل اسمها، حيث أن “خطّ دبي” ليس مجرّد وسيلة رقمية للكتابة فحسب، بل هو أداة من أدوات التواصل التي تسمح للأفراد في مختلف أنحاء العالم بالتعبير عن أنفسهم وآرائهم ومشاعرهم.
من جانبه صرّح المهندس أحمد المهري، مساعد الأمين العام لقطاع شؤون المجلس التنفيذي والأمانة العامة لإمارة دبي ومدير مشروع “خط دبي”: يعكس “خط دبي” التزامنا بتطويع أفضل التقنيات وأدواتها ووسائلها بأسلوب مبتكر وفعّال، بحيث يدمج ما بين تراث وثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة بماضيها العريق والمشرف ومستقبلها المتطور والمبتكر في ظل قيادتنا الرشيدة، حيث عمل فريق الأمانة العامة ومن خلال تجسيد توجيهات سمو ولي عهد دبي على التأكد من تبني “خط دبي” لأحدث ما توصلت إليه الممارسات العالمية في عالم الخطوط الرقمية”.
وتابع المهري قائلاً: “سيكون لهذه المبادرة أثرها الواضح في وضع بصمة خاصة لدبي ضمن التطور السريع الذي يشهده العالم في مجالات تكنولوجيا الخطوط الرقمية؛ لذلك كان ضرورياً علينا المساهمة في إضافة نواحٍ جديدة ومبتكرة تحتضن هذه التكنولوجيا وتقدمها للأفراد بطريقة تحقق لهم الفخر والسعادة وتمكنهم من التعبير عن النفس بكل أريحية مع كلّ من حولهم”.
وأكد المهري: “نقدم اليوم “خط دبي” الى العالم، تجسيداً للدور المحوري التي تلعبه دولة الإمارات في مسيرة العطاء الإنساني وتحقيقاً لمبدأ التسامح والعطاء المنشود بين دول العالم أجمع، كما يدعم “خطّ دبي” قطاع التكنولوجيا بشكل عام من خلال إتاحة خط رقمي عالي المستوى وذو مواصفات متميزة لجميع المستخدمين في مختلف دول العالم دون أي تكاليف تذكر، إضافة إلى احتواء الخط على خصائص فنية تسهل عملية القراءة وتدعم خاصية الطباعة والعرض على الشاشة الإلكترونية، إضافة إلى كونه الخط الأمثل للاستخدام في تصميم النصوص الإعلانية المخصّصة للعرض بأحجام أكبر” ..مشيرا الى ان الجودة الفنية العالية التي يتمتع بها خط دبي جاءت لتلبي الحاجة الماسة إلى خطوط عربيّة عالية المستوى لتكون متاحة من خلال تطبيقات أوفيس 365 من مايكروسوفت”.
وقال سامر أبو لطيف، رئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى مايكروسوفت: “تماشياً مع سعي مدينة دبي نحو تحقيق ابتكار جديد في مجال التصميم والتكنولوجيا على النطاق العالمي، نؤكد من هذا المنبر بأن خط دبي يمثل طفرة قوية تجاه تبوء المدينة مكانها الريادي في العالم ، حيث سيكون اسم “خط دبي” متوفرا عالمياً ولأكثر من100 مليون مستخدِم حول العالم من خلال تطبيقات أوفيس 365 ، ويُعتبر إطلاق هذا الخط خير مثال على التعاون بين مدينة دبي و شركة مايكروسوفت بهدف تشجيع روح الابتكار ودفع عجلة تنمية المجتمعات وتطورها ، كما يعزّز دور مايكروسوفت نحو تمكين مدينة دبي لتحقيق رؤيتها المتمثلة في تصدرها لجميع المجالات حول العالم من خلال تعزيز العمل المشترك وتحقيق التكامل والترابط بين القطاعين الحكومي والخاص وصولاً بإمارة دبي نحو العالمية”.
يشار الى ان “خط دبي” من تصميم الدكتورة نادين شاهين بالتعاون مع فريق عالمي مختص من شركة “مونوتايب” العالمية، وهو خط متطور وذو خواص فريدة يهدف إلى التشجيع على القراءة والتعبير عن الذات حيث تمّ ابتكار “خط دبي” بشكل متقن لتجسير الفجوة التي دائماً ما تعيق تحقيق التناغم التام بين النصوص العربيّة واللاتينيّة في سبيل توفير خطوط رقمية متناغمة تحقق الاندماج السلس ما بين هذه الأحرف والأشكال الكتابية باختلاف اللغات المستخدمة.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة نادين شاهين، مديرة تصميم الخطوط والخبيرة في مجال سهولة القراءة لدى شركة “مونوتايب”: “الانفتاح والتناغم لدى شعب الإمارات، وجوهر دبي ورؤيتها التي تهدف إلى أن تكون مثالاً حياً للمدينة العربيّة العصريّة، هذا ما ألهمنا لابتكار خط دبي .. لم يكن التحدّي يقتصر على ابتكار خط جيّد، بل كان يتمحور حول ابتكار شكلٍ جديد ومميز من أشكال التعبير عن الذات من أجل إطلاق العنان للطموحات فتتخطّى كلّ الحدود”.