افتتح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية رئيس هيئة الصحة في دبي، صباح أمس، التوسعات الجديدة في مستشفى راشد، التي طالت الأقسام الطبية المتخصصة في العمليات الجراحية النادرة وغرف العناية الحرجة ذات التجهيزات الطبية المتطورة، وشملت 195 سريراً جديداً.
ودشن سموه منظومة التأمين الصحي الجديدة في دبي، بحضور وزير الصحة ووقاية المجتمع، عبدالرحمن بن محمد العويس، ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحة في دبي مديرها العام، حميد بن محمد القطامي، وعدد من الكادر الطبي في المستشفى.
ووجه سموه المسؤولين في الهيئة بضرورة قبول بطاقات التأمين الصحي الصادرة عن الشركات الخاصة في جميع منشآت الهيئة الصحية والطبية، والسماح لحامليها بالاستفادة من جميع خدمات الرعاية الصحية والعلاجية التي توفرها الهيئة ومستشفياتها وعياداتها لمرضاها.
وأكد سموه، أنه أصبح من الضرورة أن تواكب الهيئة التطورات الحديثة في قطاع الرعاية الصحية العالمية، وتطبيق التقنيات الحديثة في منشآتها الطبية والعلاجية والدوائية، تماشياً مع ما تشهده دبي ودولة الإمارات من تحول نوعي في شتى الميادين، وتلبية للحاجة الملحة للمرضى، الذين يؤمون مستشفيات الهيئة وعياداتها، وتوفير أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية لهم.
وتجوّل سموه في مختلف أجنحة وأقسام مستشفى راشد، واطمأن على المرضى الذين يعالجون فيها ومستوى الخدمة والرعاية، التي توفرها الهيئة لهؤلاء المرضى والمعاملة الإنسانية الطيبة التي يحظون بها من قبل الكادر الطبي المشرف على علاجهم.
كما اطلع سموه خلال جولته في أرجاء المستشفى على المعدات والتجهيزات الطبية المستخدمة في أقسام المستشفى مشيداً بمستواها.
إلى ذلك، توجه حميد بن محمد القطامي، بالتقدير والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على رعايته الكريمة لمسيرة هيئة الصحة التطويرية وسعيها للوصول بخدماتها الصحية إلى مستويات عالمية وتوفير كل وسائل الراحة والاستشفاء للمرضى الذين يعودون مستشفيات الهيئة وعياداتها وإيلاء السياحة العلاجية اهتماماً كبيراً وأولوية قصوى، لتشجيع هذه السياحة واستقطاب المزيد من أعداد السياح القادمين إلى بلادنا بهدف العلاج والطبابة.
كما ثمن الدعم اللامحدود من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، لرسالة المستشفى ومتابعته الدائمة لخطط الهيئة التطويرية على غير صعيد واستقطاب الكوادر الطبية والتمريضية الوطنية لتدريبهم وتوفير فرص العمل والابتكار لهم في إحدى مؤسساتهم الوطنية العريقة.
وقال القطامي، إن «الهيئة ملتزمة بتحقيق رؤى مدينة دبي وتطلعاتها في تحقيق التنافسية العالمية على المستوى الصحي، وتقديم نموذج يحتذى به للمؤسسة الطبية العصرية والمتقدمة بخدماتها وتجربتها المميزة للاستشفاء».
وأضاف أن «الهيئة تشهد مجموعة من التحولات الاستثنائية على مستوى نظامها الصحي وسياستها ومنهجيتها والمنشآت التابعة لها، من مستشفيات ومراكز وعيادات طبية متخصصة، وتعمل بحرص شديد وبطاقتها الكاملة لرفع مستوى الجودة والتميز في خدماتها كافة».
وأكد أن تحقيق رضا المتعاملين وإسعادهم من أهم الأهداف الاستراتيجية، التي تتبناها الهيئة، ولن تدخر وسعاً من أجل تحقيقها، موضحاً أن مستشفى راشد له مكانته المرموقة، وتاريخه وخبرته في العديد من التخصصات، ما جعله أحد أهم مقاصد الاستشفاء لجمهور المتعاملين من داخل الدولة وخارجها.
وأشار إلى أن الأقسام الجديدة تُعد إضافة نوعية مهمة لخدمات المستشفى، وقد اعتمدت الهيئة في تجهيزها أرقى المعايير الدولية، إذ شملت أحدث المستلزمات الطبية الذكية، وغرف العناية الفائقة التي تضم آخر ما توصل إليه العالم في تقنيات هذا المجال، كما تم اختيار كفاءات مميزة من الأطباء وطواقم التمريض والفنيين المساعدين، فضلاً عن مراعاة المظاهر الحضارية والمتقدمة في جميع الغرف وأروقة الأقسام، لتحقيق مزيد من الراحة للمرضى، وتوفير تجربة استشفاء نوعية.
وقال القطامي، إن أعمال التحديث والتطوير في المستشفى لن تقف عند هذا الحد، كما لن تقف عند المستشفى نفسه، إذ تستهدف الهيئة تحويل جميع منشآتها ومرافقها الطبية إلى واحة للرعاية الصحية المتكاملة (وقايةً وعلاجاً)، وإلى مراكز بحثية متقدمة، تسهم من خلالها في تطوير العلوم الطبية وما يتصل بها من الممارسات المهنية، والخدمات الذكية.
من جانبها، قالت المدير التنفيذي للمستشفى، الدكتورة علياء المزروعي، إن الأقسام الجديدة تشغل طابقين كاملين (الثاني والثالث) وتضم 159 سريراً، موضحة أن الطابق الثاني يشتمل على أقسام العناية الفائقة ( باطني، وجراحة أعصاب، وجراحة عامة) بطاقة استعابية تعادل 66 سريراً، في ما يضم الطابق الثالث أقسام (الجراحة العامة رجال، والجراحات التخصصية، والكسور والعظام)، بطاقة استعابية 93 سريراً.
وأشارت إلى أن المستشفى أضاف تخصصات بالغة الأهمية بهذه التوسعات في مقدمتها عمليات جراحة اليد، والعمود الفقري، والكبد، والعظام والكسور، إلى جانب العمليات المتعلقة بالبدانة المفرطة، كما تم إضافة تقنية عالية الجودة للأسرة الذكية، منها وحدات الملاحظة المركزية، التي تتابع وضعية السرير والمريض، ومن ثم تفادي حالات السقوط من فوق السرير، التي تعد من مؤشرات الجودة والتميز في المستشفى، وضمان المحافظة على وضعية الرأس (30 درجة) بالنسبة للمصابين بالسكتة الدماغية، وضمان وضعية مستقيمة للمصابين بالعمود الفقري، فضلاً عن ضمان وضعية سليمة وصحية لمختلف المرضى، كل حسب حالته المرضية.
وأضافت المزروعي، أن هذا التحول النوعي في أقسام المستشفى وخدماته، من شأنه أن يسهم في دعم توجهات هيئة الصحة في دبي، في ما يخص تنشيط حركة السياحة العلاجية، خصوصاً أن المستشفى له مكانته المرموقة في العديد من التخصصات الطبية المهمة على مستوى المنطقة.