هل ذكر المسلم في غيبته بمدح أو ثناء عليه أو ذكرٍ لحاله كصحته أو عافيته أو فقره أو غناه، هل هذا يعتبر من الغيبة، وهل إذا ذكرناه في أنفسنا بشيء يكرهه، هل يجب منا أن نعتذر منه، وإذا لم نستطع ماذا علينا؟
أما ذكر الإنسان بما يحبه ويرضاه هذا ليس بغيبة, كونه يقال عنه أنه طيب, وأنه محافظ على الصلوات, وأنه من الأخيار هذا ليس بغيبة هذا ثناء ولا حرج في ذلك, وإنما الغيبة ذكرك أخاك بما يكره كما قاله النبي-صلى الله عليه وسلم -: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره)، هذه الغيبة، بخيل, جبان،بذيء اللسان, وما أشبه ذلك مما يكرهه هذه هي الغيبة, وإذا اغتاب الإنسان أخاه, فالواجب عليه أن يعتذر إليه, ويقول سامحني جزاك الله خيراً أنا وقعت في عرضك فإن خاف من شر وأن يترتب عليه شر يستغفر له ويدعو له, ويذكره في محاسنه التي يعلمها عنه في المواضع التي اغتابه فيها ويكفي هذا والحمد لله. وإذا استهزأ بلسانه فهو مستهزئ, إذا استهزأ بالدين فهو كافر ولو ما عنده أحد, يستهزأ عليه التوبة إلى الله والرجوع إلى الحق ومن تاب الله تاب الله عليه.