يعمل برنامج “حرة لأكون أنا” الذي تتبناه مجموعة من الأفواج الكشفية في اللاذقية وعموم المحافظات السورية على نبذ الأفكار الاستهلاكية السائدة حول ربط الجمال بالمضمون الخارجي من خلال مجموعة من الأنشطة التفاعلية الممتدة على مدى خمس جلسات كما يسعى لغرس مفاهيم تعزز ربط فكرة الجمال بما هو داخلي ورفض القوالب والمفاهيم الجمالية التي فرضها المجتمع إما عن عادة او جهل.
البرنامج الذي أطلقته “الجمعية العالمية للمرشدات” ويتوجه للأفواج الكشفية على اختلاف أنواعها نفذ في عدة دول حول العالم مستهدفا فئة المرشدات الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاما نظرا لحساسية هذه المرحلة العمرية وضرورة تأسيسها بشكل صحيح على حد تعبير ديما سليمان قائدة فرقة المرشدات بالفوج السادس البحري الذي تبنى البرنامج.
وأطلق الفوج أولى جلسات البرنامج منذ قرابة الشهر ضمن مبيت في منطقة وادي قنديل وتدربت المرشدات الخمس عشرة المستفيدات من البرنامج على كتابة رسائل إيجابية مرتبطة بمعنى الجمال وصقل أفكارهن عن مفهوم الجمال المثالي والتعرف على دور شركات الإعلان في الترويج لمفاهيم جمالية معينة وزرعها في وجدان المتلقى بطريقة خاطئة.
واختتمت الجلسة الأولى بمؤتمر تفاعلي للمستفيدات أخذن فيه دور المحققات الصحفيات بشكل عملي ليطرحن الأسئلة ويجبن عنها بأسلوب احترافي يجسد ما تعلمنه ضمن فعاليات الجلسة .
وقالت سليمان..”كان مهما بالنسبة لنا في هذا النشاط دفع الفتيات ليبحثن بأنفسهن عن مضار عمليات التجميل وتأثيرها على الصحة لعرضها أمام الحضور كما شرحن أسباب رفضهن لتغيير شكلهن الخارجي في حال تعرضهن لضغوطات معينة مع تحضيرهن فقرات مسرحية وغنائية واستعراضية ترتبط بمحور العمل الأساسي الا وهو رفض عمليات التجميل والتغيير الخارجي غير المبرر”.
اليافعة فاطمة بدرة إحدى المستفيدات من البرنامج أكدت أن ثقتها بنفسها ازدادت بعد الجلسة الأولى واقتنعت أن عمليات التجميل غير الضرورية ليست الا أذية للجسد والروح معا بالإضافة لتنمية قدرتها على الحوار والخطابة اللذين ظهرا جليا في المؤتمر بينما أشارت زميلتها ماريا غندور الى أهمية نشر الأفكار التي تعزز ربط الجمال بالأخلاق وإبداع الفتاة لا بالشكل الخارجي مما يدفع الفتيات للارتقاء بأنفسهن وتطوير قدراتهن الذهنية.
وسيتابع البرنامج جلساته الأربع الباقية خلال الأسبوعين القادمين لطرح مفاهيم مرتبطة بالإبداع والأخلاق والإشارة للصفات الجميلة الداخلية في كل فتاة وغيرها من المحاور ليختتم البرنامج بتوكيل كل فتاة بمهمة نشر هذه الأفكار ضمن محيطها لتتوسع دائرة الفائدة على أوسع نطاق.