بعيون ملؤها الحب والانبهار رسم فنانون تشكيليون من 15 دولة عربية وأجنبية آثار ومعالم وسكان جنوب مصر متمثلا في مدينة الأقصر التي استضافت على مدى أسبوعين ملتقى الأقصر الدولي للتصوير في دورته الحادية عشرة.
ويهدف الملتقى الذي تأسس في 2007 وينظمه سنويا قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة إلى المزج بين الثقافة والسياحة والترويج لمصر كوجهة حضارية.
شارك في دورة هذا العام 25 فنانا من إيطاليا وفرنسا وصربيا وليتوانيا وأوكرانيا والجبل الأسود واليونان وروسيا والهند والبحرين وتونس ولبنان والأردن والسعودية ومصر.
وأنتج المشاركون في الملتقى نحو 70 لوحة تجسد انطباعاتهم عن النيل والمراكب الشراعية والمعابد الأثرية ومنازل الأقصر وسكانها إضافة إلى لوحات أخرى ذات طابع غربي.
وقال قوميسير عام الملتقى إبراهيم غزالة لرويترز يوم الجمعة في ختام الملتقى وعرض أعمال الفنانين ”فكرة ملتقى الأقصر الدولي للتصوير بالأساس هي الترويج لمدينة الأقصر كمركز ثقافي عالمي ومتحف مفتوح كبير يلتقي فيه الفنانون من أنحاء العالم لتبادل الخبرات والرؤى وتجسيد انطباعاتهم عن هذه المدينة الساحرة“.
وأضاف ”مدينة الأقصر بها أقدم دار عبادة في الكون وهو معبد الكرنك، وبها أجمل مدرسة معمارية وفنية وتصويرية على كوكب الأرض وهو معبد هابو“.
وإضافة إلى استضافة فنانين كبار من أنحاء العالم يقدم ملتقى الأقصر الدولي للتصوير ورشة عمل لعشرة من الفنانين الصاعدين المصريين ليكونوا بجوار أساتذتهم للتعلم.
كما ينتقي الملتقى 15 من طلاب كليات الفنون الجميلة ليكونوا معاونين للفنانين الأجانب والعرب المشاركين بالملتقى وذلك في إطار تهيئة الطلاب للمشاركة في المعارض والملتقيات الدولية.
وقال غزالة إن الأعمال المنتجة في الملتقى ستزين المطارات والمؤسسات والهيئات الرسمية في مصر إضافة إلى إيداع بعضها في متحف جديد مزمع إقامته في الأقصر.
* المشاركون
ولاقت اللوحات الفنية لملتقى الأقصر الدولي للتصوير إعجاب سكان المدينة الذين شارك بعضهم في التنظيم والبعض الآخر في ورشة العمل بينما كان منهم الفنان صالح سنوسي ضمن الفنانين الكبار في الملتقى الدولي.
وقال سنوسي الذي تخرج في كلية الفنون الجميلة بالأقصر لرويترز ”كل عام أشارك في تنظيم الملتقى منذ بدايته، لكن هذا العام كانت أول مرة أشارك كفنان“.
وأضاف ”أشارك بلوحتين، تجسد الأولى صورة الضريح الذي نراه في مقابرنا، وهو تعبير عن امتداد اهتمام سكان هذه المنطقة من الأرض بموتاهم، فمثلما أقام الأجداد المعابد لكبار الشخصيات والملوك أقام أيضا أحفادهم الضريح للشخصية التي يتبركون بها ويعتقدون في حسن سيرتها وأعمالها الطيبة“.
وأضاف ”اللوحة الثانية هي عبارة عن منازل مدينة القرنة القديمة، وهي معلم هام في الأقصر حافظت عليه الدولة ووزارة الآثار لذلك حرصت على تصويره وتوثيق هذه الحالة“.
ويستخدم سنوسي في لوحاته ألوان الزيت والأكريليك وخامات أخرى إلا أنه فضل استخدام الأكريليك في لوحتيه المشاركتين بالملتقى.
وقال ”الأكريليك كانت الخامة الأنسب لي للتعبير عن بيئة وطبيعة الأقصر والأسرع في التنفيذ“.
ولم يقتصر اهتمام المشاركين في الملتقى على الطبيعة والآثار بل ركز بعضهم على سكان الأقصر وطبيعتهم البشوشة المرحبة بالضيوف الأجانب، واختارت الفنانة اليونانية ماريا سيدري تسليط الضوء على المرأة المصرية التي اعتبرتها أجمل لوحة طبيعية حية بالمدينة.
وقالت سيدري لرويترز ”رغبت بشدة في المشاركة بملتقى الأقصر الدولي للتصوير لأنها فرصة نادرة في أجواء دافئة ومليئة بالود والمحبة. التفاعل مع الفنانين كان رائعا وكذلك مع أهل المدينة“.
وأضافت ”انبهرت بالمرأة المصرية التي تؤدي الكثير من الأعمال في المنزل والشارع، خاصة بنات الأقصر بأزيائهن الملونة الجميلة لذلك خصصت إحدى لوحتي بالملتقى لتجسيد هذا الانطباع في فتاة محجبة بشوشة تمسك بلوحة فرعونية على ضفاف النيل“.