أصدرت تونس حزمة قرارات جديدة مساء الأربعاء، بهدف التصدي للتفشي السريع للموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد في أنحاء البلاد.
وأعلنت رئاسة الحكومة التونسية أنها قررت دعوة كافة الولاة لإعلان حظر التجول من الاثنين إلى الجمعة من الثامنة ليلا إلى الخامسة صباحا، ويومي السبت والأحد من السابعة مساء إلى الخامسة صباحا.
كما قررت الحكومة منع التنقل بين الولايات إلا لضرورة العمل والحالات الاستثنائية التي يمكن تبريرها والطلبة، وغلق المقاهي والمطاعم من الرابعة مساء مع احترام طاقة الاستيعاب المحددة بـ30 بالمئة في الأماكن المغلقة و50 بالمئة من الأماكن المفتوحة، مع تنظيم حملات مراقبة يومية مكثفة وغلق منشأة كل من يخالف هذه الإجراءات فورا.
وذكر بيان رئاسة الحكومة أنه تقرر تعليق الدراسة بالمدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد، بداية من الأربعاء بعد انتهاء الدروس وحتى الأحد 8 المقبل، على أن تخصص هذه العطلة لتعقيم كافة المؤسسات التعليمية.
وقررت تونس أيضا إيقاف الدروس الحضورية في الجامعات لمدة أسبوعين، واعتماد نظام التواصل عن بعد، مع وضع الإمكانات اللوجستية للجامعات للطلبة الذين لا تتوفر لديهم التجهيزات الضرورية، مع عدم غلق المبيتات الجامعية.
كما منعت الحكومة كافة التظاهرات العامة والخاصة بجميع أشكالها انطلاقا من الجمعة وحتى الأحد 15 نوفمبر، وكافة التجمعات التي تتجاوز 4 أشخاص في الأماكن العامة باستثناء وسائل النقل.
وعلقت الحكومة أيضا ارتياد دور العبادة حتى 15 نوفمبر، مع التشديد على ضرورة الالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات، والتأكيد على مواصلة الإجراءات الرادعة للمخالفين.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قالت السلطات التونسية إن “الوضع خطير جدا” مع ارتفاع إجمالي حصيلة وفيات “كوفيد 19” إلى 1150، والإصابات إلى نحو 55 ألفا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية، إن الوضع “خطيرجدا” مع تسجيل 2125 إصابة جديدة و52 وفاة خلال الساعات الـ48 الماضية.
وكشفت مصادر طبية لـ”رويترز” أن أقسام العناية المركزة بأغلب المستشفيات العامة في البلاد بلغت طاقتها القصوى، مما يعزز المخاوف من عدم قدرة الدولة على التعامل مع الوباء.
وقال مدير عام الصحة فيصل بن صالح في مؤتمر صحفي، إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد الوفيات في الأشهر المقبلة، مضيفا أنه سيتم خلال ساعات إعلان تشديد القيود لوقف تفشي الفيروس، لكنه شدد على أنه لن يكون هناك حجر صحي نظرا لكلفته الباهظة.
وفرضت السلطات هذا الشهر حظر تجول أثناء الليل في العاصمة وعدة مناطق أخرى من البلاد، سعيا لإبطاء الموجة الثانية من الفيروس.
وقال رئيس الوزراء هشام المشيشي إن الإغلاق غير مطروح بسبب الوضع الاقتصادي السيئ وتكلفته الباهظة، في وقت تتوقع البلاد به عجزا قياسيا في الميزانية يصل إلى 14 بالمئة.