في غضون خمس سنوات على الأكثر، ستكون الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهاتف المحمول واحداً من البنود الأساسية، في الوصفات الطبية التي يكتبها الأطباء للعلاج من مرض الزهايمر، أو فقدان الذاكرة عند التقدم في السن، لكنها لن تكون مثل الألعاب الإلكترونية وتطبيقات «المحمول» المعتادة، بل ألعاباً يتشارك في تصميمها ووضعها أطباء وعلماء وباحثون، جنباً إلى جنب مع مصممي الألعاب والتطبيقات، فالألعاب ستكون متخصصة في «تدريبات الدماغ» على سرعة التفكير والتذكر، والتطبيقات ستكون عبارة عن تمارين «دماغية» لتحسين الوعي والإدراك.
دراسة علمية
ليست هذه فرضية نظرية، بل توقعات مبنية على نتائج دراسة استمرت 10 سنوات، أجرتها إحدى شركات تصنيع الألعاب، بالتعاون مع الجمعية الأميركية للزهايمر، وجرت على 2832 شخصاً من كبار السن الأصحاء، الذين تراوح أعمارهم بين 65 و95 سنة، وأعلنت نتائجها الأسبوع الجاري ونشرها موقع «سي نت نيوز» في تقرير مطول، ناقش الدور الذي يمكن أن تلعبه تقنية المعلومات في علاج مرض الزهايمر.
كانت الدراسة بعنوان: «النشاط من أجل التدريب الإدراكي لدى المسنين»، وطلب خلالها العلماء من عينة القيام بشكل متزامن، بالتعرف إلى مجموعة من الأشياء تظهر بشكل متزامن على شاشة كمبيوتر، وبعض هذه الأشياء يظهر على حواف الشاشة، وبعضها الآخر في مركزها، وفي اللعبة كان يتم الآتي:
تظهر على الشاشة أبقار وسط مراعٍ، وسيارتان في منتصف الشاشة وسط المراعي أيضاً، وعلامات طريق متفرقة حول الحواف، وكل علامة تحمل رقماً، والمطلوب من المبحوثين: التعرف إلى واحدة من السيارتين بسرعة، وهي السيارة المكشوفة، فضلاً عن التعرف إلى علامة الطريق رقم 66، من دون أن يحرك الشخص رأسه أو عينيه يميناً أو يساراً. وكلما حقق الشخص تقدماً في التعرف، يرى المزيد من الانحرافات والأهداف، مع وقت أقل للتعرف إلى الأهداف، لذلك يطلق على هذا الاختبار: «التدريب على السرعة في الإدراك»، لأن الإجابات الصحيحة تحث اللعبة على عرض مزيد من الأهداف بمعدل أسرع.
وصفات طبية
الشركة التي أجرت هذه التجربة تدعى «بوزايت ساينس»، وكانت استحوذت في عام 2008 على لعبة من ألعاب تدريب الدماغ، واستخدمتها في هذه الدراسة، وتقدم الشركة الآن نسخة محدثة من اللعبة تدعى «القرار المزدوج»، ضمن خدمتها الطبية التي تقدمها على الإنترنت.
يقول الرئيس التنفيذي للشركة، هنري ماهنك، إن ما تم في التجربة يعد نوعاً جديداً من العلاج، ومثل هذه الألعاب يمكن أن تعيد تنشيط المخ أو الدماغ، متوقعاً أن يبدأ الأطباء بكتابة هذه الألعاب في وصفاتهم الطبية، في غضون السنوات الخمس المقبلة على الأكثر. لذلك يخطط ماهنك للحصول على موافقة من هيئة الغذاء والدواء الأميركية لاعتماد هذه الألعاب كعلاج، كونها أسلوباً يقوم على أقل مستوى ممكن من التدخل العلاجي.