أكدت مديرة إدارة كبار السن بهيئة تنمية المجتمع في دبي، مريم الحمادي، أن تحديد احتياجات كبار السن في المستقبل، يعد من أكبر التحديات التي تواجه الأخصائيين الاجتماعيين، الأمر الذي دعا الهيئة إلى الاستعانة بالشباب لدراسة تلك الاحتياجات، مشيرة إلى أن فئة كبار السن ستكون بعد انقضاء عقدين أو أكثر من الزمن، منتمية إلى عصر آخر طرأ عليه كثير من المتغيرات والتطورات التقنية والتكنولوجية، التي لم يتسنَّ لها أن تعيشها سواء في الأيام الماضية أو الحالية.
وأوضحت أن نوع الخدمات التي يحتاج إليها كبار السن مستقبلا، سيكون مغايراً إلى حد كبير لحاجاتهم في العصر الحالي، متابعة أن احتياجاتهم رغم أنها ستندرج تحت العنوان نفسه «الرعاية الصحية والاجتماعية»، إلا أنها ستختلف تماماً في طريقة تقديمها وتفاصيلها وأهدافها لتتوافق مع متطلبات المستقبل وطبيعة حياة وفكر كبار السن في تلك الفترة، لافتة إلى أن الهيئة خلصت إلى ضرورة توجيه السؤال إلى الشباب عن ماهية الخدمات التي يمكن أن يحتاجوا إليها حين يصلون إلى عمر يتجاوز 60 عاماً، وعن أهم توقعاتهم عن مستوى وشكل الخدمة التي يجب أن تقدمها لهم مؤسسات الدولة المختلفة المعنية برعايتهم.
وأضافت الحمادي أن الشباب أكثر قدرة على وضع تصور للاحتياجات المستقبلية لكبار السن، لأنهم من الممكن أن يقيسوها وفقاً لحاجاتهم الحالية وطموحاتهم ضمن منظومة الحياة العصرية التي يختبرون كل تفاصيلها ضمن ممارساتهم اليومية التي تشمل العملية التعليمية وطريقة أداء الوظائف، وكذلك استخدام الوسائل الترفيهية. وأشارت إلى أن الهيئة أجرت جلسة عصف ذهني مع ممثلين عن كل الإدارات في الهيئة لمناقشة أهم المحاور والأفكار التي يجب بحثها في إطار وضع الخطط المتعلقة بالحاجات المستقبلية لكبار السن، مضيفة أن الأخصائيين صاغوا عدداً من الأسئلة ضمن استبيان تم توزيعه على مجموعة من الشباب على أن يتم عقد لقاء موسع معهم، خلال الأيام المقبلة، لمناقشة أهم الأفكار التي وردت في إجاباتهم في الاستبيان.
وتشير البيانات الإحصائية إلى أن نحو 30% من فئة كبار السن بدبي غير مسجلين في بطاقة «ذخر» التي من خلالها يحصل المسن على خدمات الرعاية، وتنسق الهيئة حالياً مع الجهات المعنية للوصول إلى المعلومات والبيانات التفصيلية عن هؤلاء المسنين للوقوف على أحوالهم، والكشف عن سبب عدم تسجيلهم في بطاقة «ذخر».