منذ ثلاث سنوات، اطلعت على تفاصيل تشير إلى تطوير شركة “شيرب” البريطانية المتخصصة في التكنولوجيا تقنية جديدة لنقل البيانات عبر إشارة صوتية.
في ذلك الوقت، لم تكن هذه الفكرة فقط هي التي استحوذت على اهتمامي، وإنما انجذبت أيضا إلى طموح العلماء الذين يعملون على تحويلها إلى واقع ملموس.
ولكن كان لدي بعض الشكوك في مدى قدرة هؤلاء المطورين على ابتكار تطبيقات تجارية يمكن من خلالها تحقيق المفهوم الذي تستند إليه الفكرة.
والآن، لدي أخبار سارة عن تعاقد شركة شيرب مع أحد أكبر مطوري ألعاب الفيديو في العالم، ما يشير إلى اقتراب إدراج كلمة “شيربنج”، أو التغريد إلى قاموس الألعاب الإليكترونية.
وعلى الرغم من أن شركة أكتيفجن تستعد لإطلاق نسختها الأحدث على الإطلاق من منصة الألعاب الإليكترونية سكايلاندرز، فإنها أطلقت بالفعل تطبيقا يُستخدم على الهاتف الذكي يسمح للاعبين بابتكار أو تعديل شخصيات ألعاب الفيديو.
ومن المتوقع أن يكتمل التجديد الأحدث على الإطلاق في عالم ألعاب الفيديو من بعد إطلاق تكنولوجيا شيربينج التي تمكن اللاعبين من نقل الشخصيات الافتراضية في وحدة التحكم التي تنطوي على منصة الألعاب الإليكترونية إلى هواتفهم الذكية اعتمادا على الإشارات الصوتية.
وتغمر السعادة الفريق المطور للتكنولوجيا الصوتية الجديدة في شركة شيرب، إذ تثبت عمليات التطوير التي يقومون بها للعالم أن يمكن الاعتماد على الصوت كصيغة مقبولة لنقل البيانات.
وقال موران ليرنر لبي بي سي إن هذه التكنولوجيا سوف تغير “قواعد اللعب بالنسبة لشركة شيرب وتحدث ثورة في عالم الألعاب الإليكترونية”.
وأضاف أنه “بالنسبة لتكنولوجيا شيرب، يظهر تحولها إلى جزء من شركة عملاقة تستثمر مليارات الدولارات في تطوير الألعاب الإليكترونية، قدرا كبيرا من الثقة في هذه التكنولوجيا”.
وكان ليرنر قد بدأ التعاون مع شيرب، التي خرجت من رحم جامعة لندن كوليدج، ليعطي المؤسسة دفعة تجارية تبدأ أعمالها من خلالها.
كما يعتبر من أهم الداعمين لتلك التكنولوجيا الجديدة، إذ يروج لها ولتطبيقاتها المختلفة طوال الوقت، مؤكدا إمكانية استخدامها في كل شيء تقريبا، بدءا من التحقق من تذاكر الحافلات في الهند، ووصولا إلى الدخول على شبكات الواي فاي (الإنترنت الهوائي)، علاوة على تركيزه على مدى إسهامها في تبسيط تلك المهام.
وهناك محاولات سابقة لاستخدام تكنولوجيا الإشارات الصوتية في التعامل مع البيانات، فلدينا غوغل التي توفر امتدادا يسمح بمشاركة المستخدمين لروابط صفحات على الإنترنت عبر متصفح غوغل كروم الخاص بالشركة، وذلك اعتمادا على نغمة صوتية.
وربما تكون هذه بداية متواضعة لغوغل في استخدام الإشارات الصوتية للتعامل مع البيانات الإليكترونية، لكن ليرنر يرى أن “شيرب هي الرائد الحقيقي في هذا المجال لأن لديها التكنولوجيا الصوتية التي أثبتت فاعليتها، والموثوقة، والأكثر قابلية للاعتماد عليها، والأوسع انتشارا على مستوى العالم”.
وتركز شركات التكنولوجيا على إمكانية الانتهاء من أعمالها في أقل وقت ممكن وبأقصى سرعة ممكنة قبل أن تنفذ الأموال التي تحصل عليها من داعمي التكنولوجيا الجديدة.
ولم يتطرق الرئيس التنفيذي لشركة شيرب إلى تفاصيل التمويل، لكنه يرى أن شركته “تتلقى دعما ماليا أكثر من قوي” من قبل أحد أكبر المستثمرين المرموقين في عالم المال والأعمال.
ونشرنا أكثر من تقرير الشهر الماضي تضمنت تساؤلات عن الأسباب التي تحول دون دعم بريطانيا لشركات التكنولوجيا التي تحقق نجاحات مميزة في وادي السيليكون.
ولكن استنادا إلى التغيير الكبير الذي حققته شركة شيرب، ربما تنتقل عدوى جنون التغيير إلى شركات بريطانية أخرى لنرى شركات بريطانية داخل البلاد لديها نفس الطموح الذي يحرك مؤسسات صناعة التكنولوجيا في كاليفورنيا.