أكّد خبراء أهمية تقليص الفجوة السحابية بين مراكز البيانات من جهة والمستخدم النهائي من جهة أخرى، بهدف تعزيز قدرة المؤسسات على الاستفادة من قيمة ورؤى البيانات بشكل أسرع، والاستفادة من البيانات عند نقاط الاستخدام التي لا يتم استغلال 94% منها في الوقت الحاضر حسب الدراسات، مؤكدين أن التقنيات السحابية المتطورة المدعمة بالذكاء الاصطناعي أصبحت ركيزة أساسية للابتكار في المؤسسات.
وتتربع قضية الابتكار وأهمية تعزيز الاستفادة من تقنيات الحوسبة في الوقت الحالي على عرش أولويات المؤسسات، وذلك لقدرة الابتكارات المتجددة على مواجهة التوقعات المتزايدة على مستوى القطاع وارتفاع أعداد المؤسسات الرقمية المنافسة على نحو كبير.
ولهذا تسعى المؤسسات اليوم بشدة إلى تعزيز روح الابتكار لديها بغرض حماية أعمالها وإطلاق العنان لنمو هذه الأعمال في المستقبل، لكن إذا نظرنا إلى شركات كبيرة مثل زيروكس وكوداك ونوكيا، فإن جميع هذه الأسماء الكبيرة كافحت بشكل كبير للتكيف مع المتطلبات المتغيرة للسوق ولتعزيز ابتكاراتها، لكنها في النهاية فشلت في تنفيذ هذه الابتكارات ووجدت نفسها بدلاً من ذلك متأخرة عن باقي الشركات لابتعادها عن محركات الابتكار.
دعم الابتكار
وقال أنطونيو نيري، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة «هيوليت باكارد إنتربرايز» التي افتتحت مؤخراً مركز «هيوليت باكارد إنتربرايز ديجيتال لايف جاراج» لدعم نظم الحوسبة عالية الأداء في دبي، إن الحوسبة أصبحت مكوناً أساسياً في البنية التحتية اللازمة لدعم الابتكار وتحقيق أهداف رؤية الإمارات ، التي تهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف منها تعزيز اقتصاد المعرفة وتعزيز أمن وسلامة السكان وغيرها. ونعتقد أن مركزنا الجديد سيسهم في دفع عجلة الابتكار ومبادرات التعليم الذكي في دبي وتهيئة القوة العاملة المؤهلة تقنياً.
وأضاف: «الشركات في المستقبل ستكون مختلفة عما هي عليه ، حيث ستعتمد نماذج أعمالها على السحابة ومدفوعة بالبيانات.
نسعى لاختصار المسافة بين السحابة والمستخدم، خصوصاً أن 75% من البيانات يتم إنتاجها عند نقاط الاستخدام في المؤسسات والمستشفيات والجامعات وسيارات ذاتية القيادية وغيرها، أي تحويل السحابة إلى تجربة وليس مجرد مكان في مركز بيانات وتعزيز قدرة الشركات على توظيف تلك البيانات، لأن القيمة المضافة هي في جاهزية استخدام وتوظيف البيانات، طبعاً من خلال الحوسبة السحابية.
ولذلك ننوي استثمار 4 مليارات دولار خلال السنوات الأربع المقبلة لخلق نموذج يقوم على خلق ملايين السحابات الصغيرة الموزعة في كل مكان والمرتبطة بـ«دماغ» بهدف استخلاص قيمة ورؤى البيانات بشكل أسرع، وكذلك بهدف تعزيز الاستفادة من البيانات التي لا يتم استغلال 94% منها في الوقت الحاضر بشكل عام حسب الدراسات.
نقل الابتكار
بدوره قال ريتشارد مونرو، مدير استراتيجيات السُحب العالمية لدى شركة «في إم وير»، إن عملية تنفيذ الابتكار تتطلب أن يضطلع مديرو تكنولوجيا المعلومات بجهود إنجاز الأعمال على مستوى المؤسسة، مشيراً إلى أن الكثير من مديري التكنولوجيا يدركون ذلك ويعترفون بأهمية دورهم في نقل الابتكار من مرحلة الأفكار إلى مرحلة التنفيذ.
ووفقاً لتقرير بحثي قامت به الشركة بالتعاون مع «فوربس إنسايت»، أشار 46% من مديري تكنولوجيا المعلومات إلى أن مهمتهم ستكون ضرورية لتعزيز الابتكار داخل شركاتهم.
سرعة التنفيذ
وتساعد التقنيات السحابية على تنفيذ المهام بسرعة، حيث يمكن للعملاء الحصول على الخدمات السحابية باتباع مبدأ «اشترك وانطلق»، وإذا هم احتاجوا إلى تراخيص إضافية، أو خوادم أو ميزات ووظائف تشغيلية أو تطبيقات إضافية، فسوف يتم الحصول عليها عن طريق السحابة وإعدادها وبدء العمل عليها بسرعة كبيرة للغاية مقارنة بالوقت اللازم للحصول على الخدمات التقنية الكلاسيكية ضمن مقارّ الشركات.
وتُعد السرعة في توفير التطبيقات والخدمات الجديدة من القضايا المهمة لتعزيز إجراءات الأعمال، وهنا يأتي دور التقنيات السحابية التي توفر بيئة مناسبة لتنفيذ ذلك.
هذا هو السبب الرئيس وراء استعانة شركة «أماديوس» على سبيل المثال، وهي شركة متخصصة بتزويد الحلول التقنية المتقدمة الخاصة بقطاع السياحة والسفر العالمي، بالتقنيات السحابية سعياً منها لتسريع دورة عمليات تطوير التطبيقات، بغرض الاستفادة من فرص الأعمال الجديدة والاستجابة للتغيرات بالسرعة المطلوبة.
تبسيط الابتكار
وتعزز التقنيات السحابية من قدرة المستخدمين على تنفيذ الابتكار، فهي تتيح السرعة والبساطة في تنفيذ العمليات، إلى جانب مساحة العمل الرقمية المبتكرة، ما يتيح الوصول إلى التطبيقات السحابية الأساسية وتوفير تجربة تزخر بالتميز والبديهية، والتي بات الموظفون يتوقعون الحصول عليها عند استخدامهم للأدوات الرقمية خارج بيئة العمل.
فوائد عديدة
وأضاف مونرو: «كما توفر التقنيات السحابية حرية مالية للمستخدمين، بينما تتطلب عمليات الاستعانة بالتقنيات التقليدية تحديد استثمارات مسبقة والتحوّط مسبقاً لما يمكن أن يجدّ من متطلبات. وتوفر كذلك قدرات التوسعة المناسبة، حيث تسمح للمؤسسات بتعزيز وتقليص كل مواردها حسب متطلبات العمل، بسرعة .
ومن دون أي تكاليف كبيرة لتنفيذ ذلك. وتوفر التقنيات السحابية وصولاً سريعاً للخدمات، وقد يكون ذلك عن طريق توفير أنظمة وخدمات أساسية مصممة مسبقاً أو مجموعة واسعة من الحلول التي تُقدم كخدمات، ومهما كانت الخدمة المطلوبة، ربما تكون متوفرة أصلاً بشكل أو بآخر ويمكن الوصول إليها بسرعة. وهذا ما يسمح للشركات التي ترعرعت في خضم الرقمنة بتوسيع أعمالها بسرعة أكبر».