كشفت سيدتان امريكيتان تفاصيل تعرضهما للتعذيب طيلة عشر سنوات، في بيت الرعب بالقرب من مدينة اوهايو الامريكية، على يد ارييل كاسترو سفاح كليفلاند.
وروت اماندا بيري وجينا دي خسيوس، قصة تعرضهما للاغتصاب والتعذيب لسنوات طويلة، وتحملهما للمعاناة في مذاكراتهما، التي ستنشر في كتاب يحمل اسم “مذكرات من البقاء على قيد الحياة في كليفلاند”، سيصدر في 27 ابريل ، نشرت مجلة “بيبول” مقتطفات منه.
واشارت اماندا بيري الى انها علمت بوفاة والدتها في مارس 2006 بازمة قلبية حزنا عليها من نشرات الاخبار، بينما كانت هي مقيدة بالسلاسل مثل الكلاب في منزل كاسترو، الذي اختطفها في 21 ابريل 2003، بعدما استدرجها لمنزله بحجة التعرف على ابنته.
وقام كاسترو بادخال الفتاة التي كانت تبلغ من العمر 16 عاما في وقتها، غرفة محصنة واغتصبها، ثم كبلها بالسلاسل ووضعها في الطابق الاسفل من المنزل، ودوام على تعذيبها، وبعد اربعة ايام من اختطافها ظهرت والدتها لونا ميلر في نشرات الاخبار تتوسل لعودتها، غير ان كاسترو لم يحرك ساكنا، وبدا صامتا وفخورا بالافعال الوحشية التي قام بها.
ووصفت اماندا مختطفها بانه كان اقوى مما يبدو، ولديه عضلات مفتولة، ويشعرمن حوله بالخوف، مضيفة بالقول: “عيناها السوداء الباردة، كانت تجعلني اخشى من ان يقتلني”.
جينا دي خسيوس تعرضت ايضا للاختطاف من جانب كاسترو بحيلة مماثلة في وقت لاحق من العام، وقالت هو كان دائما مستعدا للقيام بذلك، وتبين لاحقا ان ميشيل نايت كانت مختطفة في غرفة نوم منفصلة منذ اغسطس عام 2002.
وبعد شهر من وفاة والدتها، وفي ابريل عام 2006، ادركت اماندا انها حاملا من كاسترو، وعلى الرغم من سعادتها بذلك الا انها كانت تخشى من رد فعل كاسترو، وقالت عن ذلك: “كنت اعتقد ان امي ارسلت لي هذا الطفل لكي يكون ملاكي، لكنني كنت اشعر بالقلق مما قد يحدث، فقد قالت لي ميشيل انه يضربها حتى يجهضها، لكنه قال ساسمح لك بحمل طفلي”.
وولدت اماندا ابنتها جوسلين وهي محبوسة بمساعدة ميشيل، وكان كاسترو سعيدا للغاية، وهو ما اوضحته بقولها: “كنت اشعر ان الطفلة جعلتني في وضع اكثر امانا، وكاسترو قال لي اننا عائلة”.
ومع معاملة كاسترو الجيدة لابنته، وقيامه باللعب معها واصطحابها الى الكنيسة، ومع شعورها بالادراك توقف عن تكبيل النساء الثلاثة بالسلاسل، بدأت اماندا تشعر ببعض الدفء تجاهه، وقالت عن ذلك: ” انا اعلم انه كان من الخطأ ان اشعر انني قريبة منه، لكنني كنت اقدر انه كان يعامل جوسلين جيدا. ويشتري لها الملابس ولعب الاطفال، اريد ان تعيش ابنتي حياة طبيعية”.
واضافت: “في بعض الايام كان يساعدني على ذلك، وكنت اشعر ببعض المودة تجاهه. كان الامر مربكا، في لحظات يكون جيدا، وفي دقيقة واحدة يصبح قاسيا جدا”.
وفي نوفمبر 2012، كان كاسترو مهتاج جدا ومتوتر بعد فقده لعمله كسائق حافلة، فيما كانت اماندا تفكر في ادخال ابنتها مدرسة بعدما انهت مرحلة رياض الاطفال.
فرصة اماندا لتحرير نفسها من سجن كاسترو مع ابنتها وميشيل وجينا، سنحت لها في السادس من مايو عام 2013، بعدما نسي كاسترو غلق غرفة نومها، فاندفعت نحو الباب الامامي مع ابنتها، وشقت طريقها الى الخارج، وقالت عن ذلك: “لم اكن اعرف ما الذي يجب ان افعله، لقد كان قلبي يدق بسرعة، كان من الممكن ان يكون هنا في اي لحظة، لكنني كنت بحاجة الى ان افعل ذلك”.
بعد هروب اماندا، حضرت الشرطة الى المنزل وقامت بتحرير ميشيل وجينا، واعتقلت كاسترو الذي اقر انه مذنب في يوليو2013، وتم الحكم عليه بالسجن الف عام بعد ادانته في 937 جريمة في اغسطس 2013، وشنق نفسه في زنزانته بعد ان قضى اقل من شهر في محبسه.
اماندا كشفت عن ان مشاعرها كانت مختلطة بعد علمها بخبر انتحاره، فعلى الرغم من قيامه باغتصابها وتكبيله لها بالسلاسل طيلة عشر سنوات، الا ان ابنتها جوسلين تحبه.
جينا قالت ان كاسترو كان يفعل بهم جميعا نفس التصرفات، وكان يأجج مشاعرهم تجاه بعضهم البعض، مشيرة الى انه جعلهم يفقدون الثقة في الناس.