تتكاثف حملات “منظّمة الصحّة العالميّة” في الثامن والعشرين من يوليو من كلّ عام لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي، الذي يشكو منه 200 مليون شخص في العالم؛ وهو السبب الرئيسي لتليّف الكبد وسرطان الكبد. وفي السعودية، يعاني نحو مئة ألف شخص من التهاب الكبد الوبائي المزمن “سي”.
يعدّد استشاري الأمراض الباطنة الدكتور محمد أنور عوارض الإصابة بفيروس الكبد الوبائي، بــ: الغثيان والإعياء والإسهال وفقدان الشهية وألم البطن وتغيّر لون البول إلى قاتم وألم المفاصل. وهو يميّز بين الالتهاب الكبدي الفيروسي بأنواعه “أ” و”ب” و”سي”، وفق الآتي:
1-الالتهاب الكبدي الفيروسي “أ“: هو الأكثر شيوعاً والأقلّ خطورة، إذ إنّ الإصابات بهذا الفيروس تنتشر في المناطق التي ينخفض فيها مستوى الخدمة الصحية، فيما أغلبية المصابين بهذا النوع من الفيروس يملكون مناعة من معاودة الشكوى منه.
تستمرّ فترة العدوى بالفيروس “أ” عادةً من ستّة أيّام إلى ستّة أسابيع، ليتعافى المريض تلقائياً في إثر شهر أو شهرين من تاريخ الإصابة، ولو أنّه تسجّل في حالات نادرة جداً تحوّل الالتهاب الكبدي الفيروسي “أ” إلى فشل كبديّ حادّ قد يؤدّي إلى الوفاة، ولا سيما في صفوف المصاين الذين تجاوزوا سنّ الأربعين.
وتشمل طرق انتشار العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي “أ” تناول الطعام أو شرب الماء الملوّث بالبراز الحاملة للفيروس، أو أكل المحارّ الملوّث وغير المطهوّ جيداً، وملامسة أشياء أو أطعمة سبق أن لمسها مصاب لم يغسل يديه بعد استخدام المرحاض.
للوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي “أ”، يجب:
| الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل اليدين جيداً، والامتناع عن استخدام الأدوات الشخصية للآخرين.
| غسل وطهو الخضراوات جيداً.
| طهو اللحوم جيداً، والامتناع عن تناول النقانق والسجق والـ”لانشون”.
| شرب المياه المعدنية المعبّأة.
| تنظيف المرحاض قبل استخدامه في الأماكن العامّة.
2-الالتهاب الكبدي الفيروسي “ب“: ينتقل عن طريق الدم الملوّث الذي عادة ما يحدث في عمليات نقل الدم أو المشاركة في استخدام العقاقير الوريدية، بجانب بعض الأسباب الأخرى، وهي: الجماع ومشاركة شفرة الحلاقة أو فرشاة الأسنان مع المصاب، كما تنتقل العدوى إلى الرضّع أثناء الولادة، إذا حملت الأم الفيروس.
تستغرق الإصابة بالنوع الحادّ من الالتهاب الكبدي “ب” فترة أقلّ من ستّة أشهر، ليتعافى المريض تماماً بعدها، ولا يكون معرّضاً للإصابة به مرّة أخرى. أمّا الحالات التي تزيد مدة الإصابة فيها عن ستّة أشهر، فتعرف بالالتهاب الكبدي المزمن، الذي تزيد فرصة الإصابة أيضاً بالتليّف الكبدي وسرطان الكبد.
وكانت دراسات توصّلت إلى أنّ العقاقير المعتمدة على مادة الـ”انترفيرون”، وهو “بروتين” معدّل وراثياً، قد حقّقت تقدّماً ملحوظاً في علاج التهاب الكبد الفيروسي “ب”. كذلك، لا تتدخّل الـ”إنترفيرون” في شأن نفاذ الفيروس إلى الخلية، وإنّما تمنع تكاثر الفيروس داخل الأخيرة، ما يقلّل من انتشار العدوى من خلية إلى أخرى في الجسم.
للوقاية من الالتهاب الكبدي الفيروسي “ب”، يجب:
| أخذ اللقاح الوقائي من الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي “ب”، من قبل المواليد لأمّهات مصابات بالفيروس والمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى والعاملين في مجال الرعاية الصحية التي تتعامل مع مرضى الالتهاب، لأنّهم معرضون للعدوى بالفيروس بدرجة عالية.
| تجنّب استخدام الأدوات الشخصية ذات الشفرات الحادّة العائدة لآخرين.
| فحص الدم بشكل دوري.
| التأكد من سلامة إبر الحقن الوريدي، وعدم مشاركتها مع الغير.
3-الالتهاب الكبدي الفيروسي “سي“: إنَّ أكثر من 50% من المصابين بعدوى الفيروس “سي” تتحوّل حالاتهم إلى الالتهاب الكبدي المزمن، وبعضهم قد يصاب بتليّف الكبد أو سرطان الكبد. ويكون خطر الإصابة بالفيروس “سي” أكبر بين من يعانون نقصاً في المناعة.
ينتقل الفيروس “سي” غالباً من خلال:
| استخدام جسم حادّ أو إبرة ملوثة بالفيروس أو فرشاة أسنان أو شفرات حلاقة.
| الجماع.
| من الأم المصابة إلى طفلها عبر المشيمة.
يغيب اللقاح الواقي من الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي “سي”، إلا أنّ الأطباء في عيادات “مايو كلينيك” أكدوا على بعض الاحتياطات، وهي:
| الامتناع عن مشاركة إبر الحقن أو المحاليل الوريدية مع الآخرين، وتجنب استخدام أدوات غير شخصية.
| استشارة الطبيب في شأن استخدام أداة وقائية عند الجماع.
| الفحص الدوري للدم.