ما العامل المشترك بين الأشخاص الأكثر سعادة في العالم؟ وماذا يمكن أن نتعلمه عن السعادة؟ وماذا نفعل كي نصبح أكثر سعادة؟ هذه التساؤلات التي يحاول الكاتب والباحث الدنماركي الإجابة عنها في كتابه الأخير بعنوان “Lykke”.
الجلوس في وضع مستقيم يشعرك بالسعادة
الجري يجلب السعادة ويزيد الثقة بالنفس
“Lykke” كلمة دنماركية تعني “السعادة”، والأرجح أن القليلين يعرفون الكثير عن تلك “الحالة من الارتياح النفسي والبدني المنشود”.
وجود ستة عوامل محددة للسعادة: الشعور بالاتحاد أو الجماعة، والمال، والصحة، والحرية، والثقة، والخير.
عوامل السعادة:
1- الحرية
يقول “تحققنا من أن من يعملون لحسابهم الخاص بدلا من العمل لحساب آخرين هم عموما أكثر سعادة”.
ويوضح أن “هؤلاء الأشخاص يضطرون للعمل بجد أكبر وعادة ما يجنون مالا أقل، ولكنهم أكثر شعورا بالرضا حيال عملهم، ويحظون بالمزيد من الاستقلالية والمرونة في العمل، ولديهم إحساس كبير بأنهم يحاولون تحقيق هدف ما عبر ما يقومون به”.
ويؤكد قائلاً: “هذا الإحساس بالحرية الذي يستمتعون به هو ما يجعلهم يشعرون أنهم أفضل وأكثر سعادة”.
2- الثقة
في بعض الأبحاث تم قياس الثقة وتحديد تأثيرها على السعادة بدول متباينة.
قراءة الأدب والتحرك بعيدا عن دوائرنا الاجتماعية المعتادة لفهم تصرفات الآخرين بصورة أفضل ووضع أنفسنا في أماكنهم، تعد من أشكال التدرب على الثقة، التي يصفها بـ”عضلة التقمص الوجداني (المواجدة)”.
أيضا زيارة أماكن يعيش فيها أشخاص على الطرف النقيض من منظورنا السياسي “كي نلحظ أننا ربما كنا لنتخذ نفس القرارات لو كنا عشنا حياتهم بدلا من حياتنا، وأننا لسنا مختلفين كثيرا، بل لدينا فقط نقاط انطلاق مختلفة”.
3- الخير
يسرد كتاب قصة عن كلارك، وهو شاب كان يعيش في لندن، ويشعر بالسأم من عمله، فتركه ليبدأ البحث عن وظيفة أخرى تمنحه قيمة أكبر ومعنى للحياة.
ذلك الشاب معروف في لندن باسم “الفتى الذي يساعد بالمجان”، وفي إحدى المرات حاول العثور على متبرع بالنخاع لشابة مريضة بالسرطان، ولم شمل أب على ابنه في مرة أخرى.
ويبرز أن “هذا الشاب يثبت ما يشعر به كثيرون من الناس حين يساعدون الآخرين، فهم يشعرون أنهم أفضل حالا، وهذا هو ما نطلق عليه في المعهد “مساعدة أنفسنا”، إلا أن كلارك يؤكد أن أكثر من ساعدته هذه المبادرات كان هو نفسه، ويقول إنه في تلك اللحظات كان قلبه ينبض كما لم ينبض من قبل، وفقا للكاتب.
4- المال
أما المال، باعتباره أحد العوامل المحددة للسعادة، يقول المؤلف الدنماركي إننا “إذا سعينا لشراء السعادة، سيكون الاستثمار في التجارب أكثر حكمة من الاستثمار في الأشياء”.
5- الصحة
: “فلننفض الغبار عن الدراجة ونخرج بها في عطلات نهاية الأسبوع لإحياء الذكريات الجميلة حين كنا نركبها في الطفولة، ولنجربها للمرة الأولى، إذا لم نكن ركبناها من قبل، فهذه المركبة مفيدة للاعتناء بالصحة، التي تعد بدورها عاملا آخر من عوامل السعادة”.
6- الاتحاد
الناس الذين يقومون بأشياء معاً يكونون أكثر سعادة عموماً من الأشخاص الذين يقومون بأشياء بمفردهم.
ويقول : “لقد أمضيت ذات يوم خمسة أيام في مراقبة عدد المرات التي ابتسم فيها الناس خارج أحد محلات الطعام، وأثبتت بشكل قاطع أن أولئك الذين كانوا وحدهم يبتسمون مرة واحدة فقط كل 36 دقيقة، بينما ابتسم أولئك الذين كانوا مع الأصدقاء كل 14 دقيقة. لذلك إذا كنت تريد أن تكون أكثر سعادة، عليك الخروج والقيام بشيء ما مع أشخاص آخرين”.