الحاسوب ثورة العصر الحديث ومفتاح التطور فيه فهو سمة للعصر الحديث و لا يُمكن الاستغناء عنه في أيّ مجالٍ من مجالات الحياة سواءً العلمية أو العملية، فهو يدخل في عمل جميع المؤسسات والشركات والمشاريع الكبيرة والصغيرة على حدٍّ سواء، وذلك لسهولة استخدامه في حفظ المعلومات ومعالجتها واسترجاعها في أيّ وقت يُريده المستخدم، كما يُستخدم في المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية المختلفة.
الحاسوب أحد أهمّ الاختراعات التي غيّرت العالم، وهو السبب الرئيسي للتطوّر الكبير الذي حصل في الآونة الأخيرة؛ فمن خلاله تُنفّذ العمليات المختلفة مثل العمليات الصناعية والتجارية والصحية والتعليمية وغيرها في شتى المجالات، ويعرف الحاسوب لغة بأنّه جهاز مُبرمَج لأداء عمليَّات سريعة أو لتخزين المعلومات واسترجاعها في أي وقت[١]، أمّا اصطلاحاً فيعرف بأنه آلة تمت برمجتها للقيام بوظائف ومهام معينة ومُحدّدة. يتكوّن الحاسب الآلي أو الحاسوب من مجموعة من القطع الإلكترونية التي تعمل سويّةً لتكوين جهاز الحاسوب، ومن الأمثلة على هذه القطع اللوحة الأم، وذاكرة الوصول العشوائية، والقرص الصلب، والشاشة، والفأرة، ولوحة المفاتيح، ووحدة المعالجة الرئيسية وغيرها الكثير من القِطع الأخرى.[٢] آلية عمل الحاسوب يعتمد الحاسوب على مَبادئ بسيطة لكنّها مُعقّدة جداً في الوقت نفسه؛ فهي بسيطة لأنّها تتكون من أربع مراحل فقط، ومُعقّدة في كيفية تنفيذها. يعمل الحاسوب عن طريق استقبال البيانات المُدخلة إليه عن طريق أجهزة الإدخال مثل لوحة المفاتيح، والميكروفون، والفأرة، والماسح الضوئي، ومن ثمّ يعالجها في وحدة المُعالجة المركزية (بالإنجليزية: CPU) وبالطبع يتم تحويل البيانات المدخلة بمختلف أنواعها إلى اللغة الثنائية (بالإنجليزية: Binary Language) التي تتكون فقط من 0 و1 حتى يستطيع الحاسوب التعرّف عليها والتعامل معها، ومن ثم يُخزّن الحاسوب النتائج في وحدات التخزين المُختلفة المتواجدة داخله، ومن ثم يرسلها إلى أجهزة الإخراج مثل الشاشة والطابعة والسماعات الصوتية.[٣] إيجابيات الحاسوب تَسبّب الحاسوب بتغييرٍ كبير في شكل المجتمع، وأثّر على عاداته وتقاليده وطريقة حياته؛ فقد دخل الحاسوب في جميع مجالات الحياة اليومية، وأصبحت التكنولوجيا مُتطلّباً أساسياً للتقدم والتطور، فأصبحت الحياة أكثر سهولة وأريحية مع استخدامه، وأصبح توفير الوقت والجهد في إتمام وتنفيذ مهام العمل ميّزةً رئيسيّةً للحاسوب؛ فمثلاً أصبحت البنوك توفّر كل خدماتها على الإنترنت؛ لتوفير الوقت والجهد على العملاء، وأتاح الحاسوب الوصول إلى الكثير من المصادر والمراجع التعليميّة في شتى التخصّصات العلمية، وسهّل الحصول عليها، ومن إيجابيات الحاسوب:[٤] يحلّ الحاسوب جميع المسائل الرقمية التي تَحتوي على العديد من المعادلات الرياضية الطويلة والتي تحتاج إلى وقتٍ طويل لحلّها، وتحتوي هذه المعادلات على العديد من الأرقام، ويتمكّن الحاسوب من حلّ هذه المسائل في زمنٍ قياسيّ وقصير جداً، وفي كثير من الحالات يشرح الحاسوب الخطوات التي تمّ من خلالها حل المسائل. يستطيع الحاسوب تخزين وحفظ كميّاتٍ هائلة من المعلومات في مكانٍ يُطلق عليه قاعدة البيانات، وهذه القاعدة تحتوي على كميّةٍ كبيرة من المعلومات والبيانات المُتعلّقة بمواضيع محددة، ويتمكّن الحاسوب من البحث عن هذه المعلومات بكل سهولة وسرعة، ويستطيع إجراء أي تغيير أو تبديل على أيّ معلومة يرغب بها وفي وقت قصير جداً. يتمكّن الحاسوب من التحكّم والسيطرة على الأجهزة الآلية الأخرى؛ كالتحكّم في نظام الهاتف والأجهزة الخاصة بالطيران، وتتميّز الحواسب في هذا المجال بأنّها قادرة على حلّ أي مشكلة قد يتمّ التعرّض لها بشكلٍ دقيق وسريع. يتميز الحاسوب بقدرته العالية على إنشاء الصور والوثائق وعرضها، وهناك برامج خاصّة بمعالجة النصوص مثل برنامج (Microsoft Office)الذي يُستخدم لكتابة النصوص والتعديل عليها وتنسيقها، ويساعد الحاسوب في عملية تصحيح أي خطأ إملائي قد يقع فيه المستخدم، ويستطيع إجراء أيّ تعديلٍ أو تغيير في هذه الكتابات. يُستخدم الحاسوب في عملية التحكم في الإنسان الآلي (الروبرت)، والذي يقوم بالعديد من الوظائف والمهام المختلفة. يستخدم الحاسوب في المجال العلمي والتعليمي في المدارس والجامعات. يعدّ وسيلةً للترفيه في أوقات الفراغ. سلبيات الحاسوب على الرّغم من الإيجابيات الكبيرة للحاسوب وتطوّره وانتشاره الكبير حول العالم، إلا أنّه تسبّب في إحداث الكثير من السلبيات أيضاً، منها:[٥] حدوث تضرّر في العينين؛ حيث إنّ الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام جهاز الحاسوب دون الحصول على الراحة يؤدّي إلى تعبٍ وإرهاق وإجهاد في العين. تعريض عضلات الرقبة لمشاكل تُسبّب الأوجاع نتيجة الجلوس الطويل أمام شاشة الحاسوب. عزل مُستخدم الحاسوب عن العالم الخارجي والمحيط به؛ لأنّه يأخذ وقتاً طويلاً من حياته على حساب القيام بالنشاطات الأخرى. الشعور بصداع وأوجاع في الرأس. البطالة: ظهر مفهموم البطالة كواحد من سلبيّات الحاسوب؛ لأنّه أصبح من المتعارف عليه الاعتماد المتزايد على الحاسوب والبرامج الحاسوبية والماكينات المبرمجة عن طريق الحاسوب، لذا قلّت الحاجة لتواجد العمال في الشركات أو المصانع ولذلك ازدادت نسبة البطالة. إضاعة الوقت والطاقة: الكثير من الناس يستخدمون أجهزة الكمبيوتر دون هدفٍ إيجابي، ويلعبون ألعاب الفيديو بشكلٍ مُستمر وطويل جداً، ويتحدّثون لوقت طويل أيضاً مع أصدقائهم، وكل هذا تسبّب بإهدار الوقت والطاقة؛ لأنه أتاح الفرصة لفعل مثل هذه الأفعال بشكلٍ سهل وبسيط وفي أيّ وقت، وأكبر مثال على إضاعة الوقت ما ينفقه الشباب حالياً من الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من التطبيقات التي تتيح أنواعاً مختلفة من أنواع التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع. جرائم الحاسوب: ظهر بعض الناس الذين يستخدمون الحاسوب لأجل ممارسة أنشطةٍ سلبيّةٍ وضارة، مثل سرقة تفاصيل الحسابات المصرفية، أو سرقة أموال أشخاص آخرين، أو ابتزاز الأشخاص عن طريق القيام بسرقة صورهم أو نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وغيرها من السرقات الّتي تستهدف جميع أنواع البيانات والمعلومات المتوفّرة على شبكة الإنترنت. انتهاك الخصوصية: توجد بعض المواقع التي تطلب من المُستخدم التوقيع على سياسة الخصوصية (كالفيسبوك والتويتر) ومن خلال ذلك بإمكان هذه المواقع الوصول إلى بعض المُحادثات أو بعض الصور الشخصية، وتستخدمها لصالحها التسويقي أحياناً، وفي أحيانٍ أخرى تصل الحكومات إلى السجلات الشخصيّة في مواقع التواصل الاجتماعي وتُراقب خصوصية الآخرين