الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، طالما منحها دورًا هامًّا، منذ فجر التاريخ. لذا، تضم المملكة الكثير من الوجهات السياحية المميزة، التي تجمع بين التاريخ والتراث والآثار والسياحة. فهي تملك كنوزًا أثريّةً لا حصر لها، وأماكن تراثيّة شاهدة على التاريخ، كما أنها طالما لعبت دور الممرّ التجاري الهام، والطريق للقوافل، وهو ما جعلها ملتقى للحضارات.
أماكن سياحية في المملكة شاهدة على التاريخ:
قرية الأخدود العظيم “رقمات”
تقع منطقة الأخدود جنوبي نجران، وكانت تسمّى سابقًا “رقمات”. ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة البروج، عند حادثة الأخدود، والتي ذهب ضحيتها آلاف من أبناء المنطقة في محرقة كبيرة قبل أكثر من 2000 سنة. هي راهنًا واحدة من أبرز المعالم الأثرية على مستوى الجزيرة العربية، وفي سنة 1997، قامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالقيام بأعمال مسح وتنقيب في المنطقة، فتمّ اكتشاف العديد من الآثار الإسلامية، والعديد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة، والتي تعود إلى ما قبل الميلاد. تعدّ مدينة الأخدود من أغنى المواقع الأثريّة، ففيها نقوش وكتابات على الأحجار والصور، مع ملاحظة بخاصة الصخور التي نقشت عليها أنواع من الحيوانات التي كانت تنتشر في تلك العصور كالخيول والجمال.
جبال وأودية المدينة المنورة
تعرف المدينة المنورة بتعدد أوديتها وجبالها التي ترتبط بسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد شهدت بطون تلك الأودية حضارات قديمة استوطنت المدينة المنورة، فذكر بعضها في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويعدّ وادي العقيق من أهم هذه الأودية، فقد جعله الله تبارك وتعالى من البقاع الطيبة. ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الوادي في أحاديث كثيرة تبين فضله وجمال طبيعته. كما تكثر في المدينة المنورة الجبال، وأهمها “جبل أحد” الذي تقع إلى جواره مقبرة “شهداء أحد” وكذلك “جبل عيرو سلع” الذي وقعت على سفوحه أو بالقرب منه أحداث، أهمها غزوة الخندق.
فوهة الوعبة بركان خامد تحيطه النباتات منذ مئات السنين
تقع فوهة الوعبة في المنطقة الغربية من السعودية، وهي تبعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي مدينة الطائف و30 كيلومترًا عن شمال قرية أم الدوم. ويمكن الوصول إليها عبر طريق الرياض. يبلغ عرض فوهة الوعبة حوالي 1.2 ميل، ويصل عمقها إلى أكثر من 244 متر وعمقها إلى 380 مترًا. وبدون شك ستخطف فوهة “الوعبة” زائرها، الذي يعتقد أنّه أمام لوحة فنية؛ فهي حفرة تقع في وسط صحراء قاحلة، فتكسو وسط الفوهة طبقة كبيرة من الملح، وعلى الرغم من وجودها في صحراء قاحلة إلا أنه سيجد على حوافها أشجار النخيل والشجيرات؛ حيث يمتزج الملح الأبيض في أعماق الحفرة بخضرة الشجيرات في مشهد يخطف الأنفاس!
قصر الإمارة التاريخي
قصرالإمارة التاريخي مشيّد في سنة 1961؛ بناه أمير نجران تركي بن ماضي، ليكون مقرّ إمارة نجران في ذلك الوقت. كما يقف قصر الإمارة التاريخي شاهدًا على تاريخ المنطقة، وتراثها يجسّد جمال البيت النجراني القديم الذي يأسر الزائر بجماله، ويحكي له كل تفاصيل الحياة القديمة لأهالي نجران، من خلال ما يعرض في مختلف أرجائه من معروضات وفعاليات تراثية أصيلة. وهو معلم بارز في نجران، ومقصد للزائرين. يحتوي القصر على 60 غرفة ومسجدًا، علمًا أن 17 غرفة خاصة بالسكن، فيما الغرف الأخرى خاصة بمقر الإمارة. كما يحتوي الفناء الداخلي للقصر على بئر قديمة يدل تاريخ بنائها إلى أنها حفرت قبل الإسلام.
قلعة زعبل
قلعة زعبل تقع شمالي مدينة سكاكا، وهي تمثّل وجهة لمحبي التاريخ، إذ يبلغ عمرها أكثر من 900 سنة. تتواجد القلعة أعلى قمّة جبل، في الركن الشمالي الغربي من المملكة، وترتفع عن الأرض حوالي 50 مترًا، وتتحصن بأربعة أبراج مخروطية صممت للمراقبة والاستخدامات الحربية. القلعة مشيّدة من الطين والحجر، وفيها بئر محفورة بالصخر تستخدم لتخزين المياه. وتنتشر على أسوار القلعة فتحات ذات مقاسات صغيرة تطل على المدينة لمراقبة، على غرار غالبية القلاع الحربية في ذلك الوقت. اليوم، يمكن لزائر القلعة، ومن خلال تلك الفتحات الصغيرة، أن يستمتع بمشاهدة مدينة سكاكا ونخليها. وقفت القلعة حامية للمدينة لوقت طويل من الزمن بسبب قوّة تحصيناتها وصعوبة الوصول إليها. وفي القلعة، يتواجد العديد من الهياكل التي تشير إلى أن هذا الموقع متواجد منذ القرن الأول الميلادي.