إنها الساعة الثانية فجراً وها أنت تستيقظ مجدداً! المعضلة نفسها كل يوم، تنام ثم ما تلبث أن تستيقظ وتصارع وتعاني حتى تنام، وحين يحل الصباح تكون في حالة من الإنهاك والتوتر.
الحالة هذه شائعة، وهي واحدة من اضطرابات النوم وتسمى «أرق المنتصف» لأنها ترتبط بالاستيقاظ في منتصف النوم. تعتبر ظاهرة طبيعية تماماً؛ فالنوم في نهاية المطاف يتم عبر مراحل، وينتقل من النوم الخفيف إلى الأكثر عمقاً، فمرحلة نوم الحلم، ثم النوم الخفيف مجدداً. الدورة هذه تتكرر ٤ أو ٦ مرات في الليلة الواحدة، وحين ندخل في مرحلة النوم الخفيف مجدداً فإن نسبة الاستيقاظ مرتفعة جداً.
في حال كنت تستيقظ وقتاً قصيراً ثم ما تلبث أن تنام بسرعة فأنت بخير، لكن في حال تتطلب منك العودة إلى النوم ٣٠ دقيقة وتختبرها أكثر من ٣ مرات أسبوعياً؛ فأنت على الأرجح تعاني من خلل ما يحتاج إلى المعالجة.
متلازمة انقطاع النفس النومي
ظاهرة منتشرة، وعادة يصعب على الشخص المصاب بها تشخيصها؛ لأنه غالباً ما يصنفها باعتبارها شخيراً. هي حالة مرضية يعاني خلالها المريض من توقف أو انقطاع مؤقت للتنفس يستمر بضع ثوانٍ أو دقائق، ويتكرر ٥ مرات كل ساعة. خلال النوم تنسد المجاري الهوائية بسبب الارتخاء الشديد لعضلات الحلق، ما يمنعها من الشهيق. الدماغ يلتقط الإشارات وفي محاولته لإعادة الأمور إلى صوابها يقوم بإيقاظك. تكرار الحالة يعني أنك ستستيقظ مرات عديدة خلال الليل في كل مرة يرتفع فيها صوت الشخير؛ أي حين ينخفض مستوى الأوكسجين في الجسم. الحالة هذه خطيرة وتتطلب علاجاً.
متلازمة الجوع الليلي
من الحالات الشائعة جداً التي لا ترتبط بفئة عمرية محددة: الذين يعانون من متلازمة الجوع الليلي؛ يستيقظون ليلاً ويأكلون كي يتمكنوا من النوم مجدداً. البعض يكتفي بحالة استيقاظ واحدة يقوم خلالها بتناول الطعام ثم النوم، مقابل فئة تستيقظ أكثر من مرة بمعدل كل ساعتين تقريباً لتناول الطعام. العلماء لم يتمكنوا من تحديد الأسباب الفعلية بشكل دقيق؛ فقد تكون حالة وراثية أو بسبب تفاعلات الهرمونات في الجسم أو بسبب طفولة حافلة بسوء المعاملة النفسية والعاطفية
التبول الليل
في حال كنت تستيقظ مرتين أو ٤ مرات للتبول خلال الليل فأنت على الأرجح تعاني من حالة التبول الليلي. هي من الحالات المؤثرة جداً على نوعية النوم لكونها لا تسمح بنوم متواصل، وفي بعض الحالات التبول الليلي يمكنه ان يخفض متوسط العمر المتوقع للشخص. إن كنت تعاني من هذه الحالة والأسباب لا ترتبط بإفراطك بشرب الماء أو العصائر قبل النوم؛ فعليك مراجعة الطبيب المختص، لأنها تعني تضخم غدة البروستاتاي
متلازمة الساق المتململة
تتسم بالشعور بعدم الراحة في الساقين، مصحوبة بأحاسيس أخرى كألم الحرقة والخدر والحكة واللسعات في الأطراف، وخصوصاً الساقين، تظهر في بعض الحالات الساكنة كمشاهدة التلفزيون والاستلقاء. ولهذا فإن النوم يتضرر بسبب مشاعر عدم الراحة هذه. وفي ٨٠٪ من الحالات تحصل اضطرابات حركية في الساقين خلال النوم ما يؤدي إلى انخفاض ساعات النوم وتدني جودة النوم.
التوتر يتلاعب بمستويات السيروتونين
من الأسباب المعروفة والبديهية، لكن الأمر لا يرتبط بواقع أن بالك مشغول بأمور عديدة ما تنفك تفكر بها فحسب، وإنما بمستويات السيروتونين في جسمك. الناقل العصبي هذا مسؤول عن الحالة المزاجية وشعورنا بالاسترخاء، وعندما تكون في حالة من التوتر فإن معدلاته تكون منخفضة، وبالتالي لا يمكنك النوم، أو تنام وتستيقظ بشكل متكرر.
فرشة السرير قاسية جداً
لاعتقاد الشائع هو أنه كلما كانت الفرشة قاسية كان ذلك مدخلك لنوم عميق.. وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. الفرشات القاسية تضاعف الضغط على منطقة الحوض والكتفين، كما إنها لا توفر الدعم الكافي للظهر، ما يؤدي إلى التقلب الدائم من أجل تخفيف الضغط، وبالتالي الاستيقاظ بشكل متكرر.
درجة حرارة غرفة النوم
ارتباط كبير جداً بين درجة حرارة الغرفة ونوعية النوم، عدد كبير من الدراسات أظهر أنه من الضروري مراعاة درجة الحرارة في غرفة النوم؛ لأن ذلك يساعد الجسم على إفراز هرمون النوم «الميلاتونين». ارتفاع درجة حرارة غرفة النوم عن 23 درجة مئوية أو انخفاضها عن 12 درجة مئوية يؤثر سلباً في النوم ويؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر. فدرجة حرارة الجسم ترتفع خلال اليوم وتصل إلى أعلى درجاتها بعد الظهر، وعند الذهاب إلى السرير تبدأ بالانخفاض ما يزيد القدرة على النوم. في المقابل عندما تكون درجة الحرارة عالية جداً يحاول الجسم ضبط درجة حرارته، ما يؤدي إلى التقلب والحرمان من النوم بشكل عميق.