تحت مروحة في منطقة القاهرة الإسلامية، يطرز أحمد عثمان قطعة قماش سوداء راسماً حروف آية قرآنية بخيوط الذهب، على غرار أجداده الذين كانوا يصنعون كسوة الكعبة.
زاجل نيوز، ٦، تموز، ٢٠٢٢ | منوعات
قبل 100 عام، كانت إبداعات أسرة عثمان ترسل إلى مكة في موكب كبير يحمل كسوة الكعبة.
اليوم، في محله بأحد أزقة خان الخليلي في قلب القاهرة الفاطمية، يعاني عثمان (51 عاماً)، شأنه في ذلك شأن بقية أبناء حرفته، من غلاء المواد الأولية والتراجع الكبير في حركة السياحة وتدهور القوة الشرائية للمصريين، فضلاً عن عزوف الشباب عن تعلم أي حرفة بسبب المداخيل الأكبر التي تدرها مهن أخرى.
في عام 1924، نال جد عثمان الشرف العظيم، بالنسبة لأبناء حرفته، المتمثل في إعداد كسوة الكعبة التي تطرز بأوراق الذهب أو الفضة ويتم تغييرها كل عام في موسم الحج.
ويتذكر عثمان أن إعداد كسوة الكعبة «كان طقساً مقدساً».
ويضيف من سنة لأخرى، كان 10 حرفيين يطرزون الكسوة بخيوط الفضة الرقيقة جداً ما يجعل تطريز 10 إلى 20 سنتيمتراً يتطلب يوماً كاملاً، على ما يؤكد.
وكانت كسوة الكعبة على مدى سنين طويلة تقدم هدية من دول إسلامية مختلفة تسعى لنيل شرف إعداد هذا الغطاء الذي تبلغ مساحته 658 متراً مربعاً ويطرز بالأحجار الكريمة أيضاً.
اعتباراً من القرن الثالث عشر، تولى حرفيون مصريون مهمة إعداد الكسوة وتطريزها وكانت السلطات تنظم بعد ذلك رحلتها إلى مكة.
وكانت القافلة التي تضم حراساً ورجال دين تقابل بحفاوة كبيرة على طول طريقها من قبل مصريين فرحين كانوا يرشونها بماء الورد من شرفات منازلهم.
لكن اعتباراً من عام 1927، بدأ إعداد كسوة الكعبة ينتقل إلى مكة المكرمة في العربية. ومنذ عام 1962 أصبحت الكسوة تصنع هناك بالكامل.
المصدر: زاجل نيوز