وقف شخصان غريبان لا يعرف أحدهما الآخر لالتقاط صورة في المكان نفسه أمام تمثال أحمر شاهق بأحد الميادين في الصين. بالصدفة، ظهرا في الصورة نفسها، وعينُ كل واحدٍ منهما مثبتة على واحدةٍ من كاميرتين مختلفتين تلتقطان صورتيهما.
خلال أكثر من 10 سنوات، أصبح الشخصان الغريبان زوجين!
اكتشف الزوجان، مؤخراً، الصورة صدفة؛ إذ كان كل من “شو” و”يي” الذي أصبح زوجها الآن -لم تذكر الصحافة المحلية سوى ألقابهما- يقف دون أن يدرك، على بُعد بضعة أمتار من بعضهما البعض في يوليو/تموز 2000، أي 11 عاماً، قبل أن يقابل أحدهما الآخر في مدينةٍ أخرى تبعُد نحو 1000 ميل، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
كان الزوجان يزوران ميدان ماي فورث بمدينة تشينغداو على الساحل الشرقي في الصين، وكانت “شو” بصحبة والدتها، التي كانت بمرحلة التعافي بعد إجراء عمليةٍ جراحية، وذهبت في تلك الرحلة لدعم روحها المعنوية.
أما “يي”، فكان أحد أفراد مجموعة في رحلةٍ شاملة منظَّمة حجزتها والدته، التي كان عليها أن تتخلى عن الرحلة في آخر لحظة؛ بسبب التهاب الزائدة الدودية.
وقف كلا الشخصين في اللحظة نفسها لالتقاط بعض الصور أمام التمثال المتمركز بالميدان، الذي يخلِّد ذكرى حركة الرابع من مايو/أيار، عندما خرج الطلاب الصينيون في مظاهراتٍ احتجاجية بسبب الظلم الذي وقع على بلدهم إثر معاهدة فرساي التي تلت الحرب العالمية الأولى.
ثم مضى كل شخصٍ منهما في طريقه، وقضيا الأعوام العشرة التالية دون أن يدري أيٌ منهما أنَّ الطرف الآخر موجود على وجه الأرض. وحتى بعد أن تقابلا ووقع أحدهما في غرام الآخر عام 2011، لم يعرفا بتلك الصلة، حتى شاهدا صورة شو التي يقف يي في خلفيتها مؤخراً .
وقال يي: “غلبتني المفاجأة عندما رأيت الصورة، وسرت القشعريرة في جسدي بأكمله”.
وكأي مصادفة جميلة بتلك العظمة في زمننا الحديث، انتشرت قصتهما على الإنترنت. وقال أصدقاء الزوجين إنَّ تلك كانت إشارة على أن زواجهما كان مُقدَّراً. والآن، يُخطط الزوجان اللذان أصبح لديهما طفلتان توأمان أن يذهبا معاً للمكان نفسه.
وقال يي: “يبدو أنَّ تشينغداو أصبحت إحدى أكثر المدن الخاصة بالنسبة لنا، وسنذهب إليها مرة أخرى عندما تكبر الفتاتان، وسنلتقط بعض الصور هناك كأسرة”.