استطاعت الفتاة المصرية دعاء محمد أن تتحدى وتواجه مرضها و إصابتها بالضمور في العضلات عن طريق خلق عالم جديد لنفسها عبر موهبتها الفنية لتنقل ما تحس به إلى الواقع بريشتها عبر لوحاتها.
واستطاعت مشاركتها في عدة معارض فنية الحصول على المركز الأول على مستوى المحافظة، وتقول: “شاركت في ملتقى مؤسسة أولادنا لذوي القدرات الخاصة وشاركت فيه 37 دولة وحصلت خلاله على شهادة تقدير”.
وتوضح دعاء ابنة مركز الباجور بمحافظة المنوفية المصرية: “بعدما ولدت كطفلة طبيعية حتى عمر 3 سنوات، تبدل الحال بعدما تدهورت حالتي الصحية، وأصبت بضمور في العضلات، ومن ثم بدأت استخدام العكاز في المرحلة الابتدائية، وصولا إلى الكرسي المتحرك في المرحلة الثانوية”.
واعتمدت دعاء على أهلها في تنقلاتها من المنزل إلى المدرسة حتى انتهاء المرحلة الثانوية، وباتت حياتها مرتبطة بالكرسي المتحرك، ولم تتمكن من الالتحاق بكلية الفنون الجميلة مثلما رغبت.
وتوضح: “كان حلمي أكمل تعليمي وألتحق بالفنون الجميلة، فأصبحت كل ما أفعله هو الرسم فقط، عندما كان الفراغ يسيطر علي، كنت أرسم أي شيء، حتى رسمت لوحة مدرسية لشقيقي أعجب بها المدرسون وطلبوا أرسم غيرها لباقي التلاميذ، فأصبحت أرسم لوحات للمدارس وأنفذ موضوعات لهم”.
واستطاعت دعاء تحدي الألم واليأس، حيث تعلمت فن البورتريه منذ 3 سنوات، وتقول: “أحاول دائما الالتزام بقواعد الخط وكيفية الكتابة بالبوص والحبر وخط الرقعة والنسخ والديواني”، وذكرت أنها تعلمت على يد صديق والدها فهو أستاذها ومثلها الأعلى.
أما عن الأدوات التي تستخدمها في الرسم فتقول: “أستخدم قلم حبر وألوان المياه، وإحدى لوحاتي كانت للاعب محمد صلاح، وقمت برسمها باستخدام الشاي والعسل”.
وتابعت: “عالم الفن جعلني أتعلم أن أصبح قوية وأقاوم الصعب وأعمل على تطوير نفسي حتى أصل إلى الأفضل”.
ولا تكف دعاء دوما عن التعلم والبحث عن المزيد، فتقول: “أقوم حاليا بتعلم الشغل اليدوي (هاند ميد) وصنع عرائس المولد والورود المصنوعة من الفوم، والديكوباج”.
وتطمح دعاء بأن تصل أعمالها إلى العالمية، فتقول: “أطور من نفسي لأصبح فنانة كبيرة وأصل إلى العالمية بلوحاتي وأقابل الرئيس عبدالفتاح السيسي”.