انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، فيديو لطلبة يمارسون تحدياً جديداً، لا يقلّ خطورة على الحياة من التحديات التي انتشرت خلال الفترات الماضية، وتسبّبت في وقوع حالات وفاة وحوادث مؤسفة في أكثر من مكان من العالم.
وتُسمى اللعبة الجديدة «تحدي كتم النفس»، وتتمثل في تجمع بعض الشبان حول زميل لهم، ومطالبته بالتنفس بسرعة، ثم كتم نفسه والضغط على صدره، وتحديداً منطقة القلب، ما يسبب له الإغماء ويفقده الوعي لبضع ثوانٍ.
وانتشرت بين طلبة المدارس خلال الفترة الأخيرة لعبة «تحدي الخنق»، التي كادت تودي بحياة طالب في إحدى المدارس داخل الدولة.
ولا تقلّ لعبة «تحدي كتم النفس» الجديدة خطورة عن سابقتها، إذ تسبب نقص ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الغازات في الدم، وزيادة ضربات القلب، وبالتالي الوفاة.
وقال رئيس قسم القلب والرعاية المركزة القلبية بمستشفى عبيدالله في رأس الخيمة أخصائي أمراض القلب، الدكتور عادل عبدالله واصف، إن لعبة «كتم النفس» تشكل خطورة بالغة على سلامة الطلبة، ويجب منع الطلبة من ممارستها، محذراً من الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف أن اللعبة تتكون من مراحل خطرة، أبرزها التنفس السريع لمدة طويلة، فقد يغير ذلك من غازات الدم، ويتسبب في نقص ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي إلى هبوط ضغط الدم والإغماء.
وأكد واصف أن التدليك الاصطناعي اليدوي لمنطقة القلب لا يُسمح به إلا للطبيب، لأنه يؤثر سلباً في نبضات القلب الطبيعية، وفي حالة الوعي لدى الطفل.
وشرح أن الطفل لا يفهم طريقة التدليك الاصطناعي، إذ يجب أن يكون القلب متوقفاً لإعادته للحياة، وإذا أجري التدليك الاصطناعي للقلب وهو في حالته الطبيعية، فقد يؤدي إلى توقفه مدة طويلة، ما يؤثر سلباً في الأعضاء الحيوية للمخ والقلب، ويسبّب الوفاة.
وأشارت استشارية الأمراض الصدرية في مستشفى عبيدالله، الدكتورة عبير قاسم، إلى أن إيقاف التنفس لفترة طويلة يؤدي إلى الوفاة بسبب نقص وصول الأوكسجين للدم والمخ، والإصابة بالجلطات الدماغية، وتلف المخ، وحدوث تغير واضطراب في دقات القلب، وهبوط حاد في الدورة الدموية.
وأوضحت أن الطالب تعرض للإغماء نتيجة عدم وصول الأوكسجين للدم، ما أدى إلى توقف عضلة القلب، وشددت قاسم على ضرورة التنبه إلى مدى خطورة اللعبة، لأنها تؤدي إلى إصابات عضوية وعصبية للطالب قد تودي بحياته.
جهة الرقابة
قالت المحامية، حنان البايض، إن إصابة الطالب بأي مخاطر نتيجة لعبة تحدي كتم النفس، خلال وجوده في المدرسة، تعرّض متولي الرقابة على الطفل (الإدارة المدرسية) للمساءلة، باعتبارها الطرف المسؤول عن سلامته، وشرحت أن «المدرسة هي الجهة المطالبة بالرقابة على الطفل، لأن الواقعة حدثت تحت مسؤوليتها، وللقاضي تحديد التعويض المالي الذي يجب على المدرسة دفعه للطالب المتضرر، كونها قصّرت في أداء مهمتها خلال رعايتها له، وهو ما تسبّب في تعرضه للضرر».
«تحدي كتم النفس» تتمثل في تجمّع شبان ومطالبة زميل لهم بكتم التنفس والضغط على صدره.