زاجل نيوز- الاحد –3/1/2021-عربي دولي تلقت جميع المستشفيات في أنحاء بريطانيا تحذيرات بضرورة الاستعداد لما هو أسوأ في التعامل مع السلالة الجديدة لفيروس كورونا، ومواجهة ضغوط كبيرة مثل التي تواجهها مستشفيات الرعاية الصحية في لندن وجنوب شرق إنجلترا.
وقد بلغ معدل الإصابة الأسبوعي بفيروس كورونا في العاصمة لندن 858 إصابة في كل 100 ألف نسمة، أي ضعف الإصابات في بقية مناطق المملكة المتحدة.
ويقول رئيس الكلية الملكية للأطباء، البروفيسور أندرو غودارد، إن “السلالة الجديدة من الفيروس أكثر عدوى وانتشارا في جميع أنحاء البلاد”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يُقال فيه إن ما يقرب من نصف مستشفيات الوحدات الثانوية (هوسبتال تراست) التي تقدم رعاية ثانوية لهيئة خدمات الصحة العامة في إنجلترا، تتعامل مع عدد كبير جدا من مرضى كورونا يفوق أعداد الإصابة في ذروة الموجة الأولى في أبريل/ نيسان، وتشهد هيئة الصحة العامة ضغوطا كبيرة “في عز فصل الشتاء”.
وحذر مديرو مستشفيات في بريطانيا من أن الأسابيع القليلة المقبلة ستكون “صعبة للغاية”، إذ تجاوزت معدلات الإصابة بالفيروس المتغير الجديد 50 ألف إصابة لليوم الرابع على التوالي، وبلغت نسبة اتفاع معدلات الإصابة أكثر من 70 بالمئة.
وقال البروفيسور غودارد لبرنامج بي بي سي الصباحي: “ليس هناك شك في أن احتفالات أعياد الميلاد سيكون لها تأثير كبير، وسيكون للسلالة الجديدة تأثير كبير أيضا، نحن نعلم أنها أكثر عدوى وأكثر قابلية للانتقال، لذلك أعتقد أن الأعداد الكبيرة التي نراها في الجنوب الشرقي، في لندن وفي جنوب ويلز، ستنعكس على بقية البلاد، خلال شهر أو شهرين “.
وأضاف أن المستشفيات في لندن والجنوب الشرقي “تعاني حقا” من الضغط، ويخشى المتخصصون في الرعاية الصحية أنه “لا يزال أمامهم طريق طويل ليقطعوه”.
وأردف قائلا: “يبدو من المرجح جدا أننا سنرى مزيدا ومزيدا من الحالات في أي مكان عمل في بريطانيا، ونحن بحاجة إلى الاستعداد لذلك.”
وقد نُقل بعض المرضى لتلقي العلاج في مناطق أخرى من فرط الضغط على المستشفيات في لندن وجنوب شرق إنجلترا.
“إغلاق جديد ضروري”
يقول مدير الصحة العامة في بلاكبيرن وداروين، دومينيك هاريسون: “إنه يجب اتخاذ قرار إغلاق جديد “في الأسبوع المقبل”، بدلا من انتظار وصول معدلات الإصابة في الشمال إلى ما يحدث في لندن والجنوب الشرقي، وقبل أن نقول إن القرار جاء “متأخرا”، وهو “نمط استجابتنا السابقة للفيروس”.
وأكدت هيئة الصحة العامة في بريطانيا أن مستشفى نايتنجيل للطوارئ في لندن، جاهز لاستقبال المرضى، بينما يجري تجهيز مواقع أخرى غير مستخدمة حاليا.
وأوضح البروفيسور غودارد، أنه من الأهمية ألا “يتخلى الجمهور عن الحذر” ويواصل أتباع الإرشادات الحكومية، بما في ذلك ارتداء قناع للوجه والحفاظ على التباعد الاجتماعي وغسل اليدين.
وأضاف رئيس الكلية الملكية للأطباء “هذه الإجراءات أفضل دفاع لنا، حتى ينتهي التلقيح ويؤدي وظيفته”.
وقالت مستشارة العناية المركزة في ويلز لبرنامج بي بي سي الصباحي، الدكتورة آمي جونز، إن “المستشفيات تزدحم ازدحاما كبيرا”، كما أن ربع موظفيها في حالة مرضية أو عزلوا أنفسهم، ما يجعل مساعدة المرضى أكثر صعوبة.
وأضافت “ليس لدينا الدعم الذي حصلنا عليه في الموجة الأولى”. “يوجد حاليا الحد الأدنى من فريق العمل القادر على المساعدة”.
“عندما نرى الأرقام اليومية نعلم أن ذلك سيرهق المستشفى خلال 10-12 يوما. لم تمر حتى الآن سوى 10 أيام بعد عيد الميلاد، والمستشفى مزدحم بالفعل”.
وحذرت آمي جونز من أنهم سيصلون إلى نقطة، إذ لا يوجد طاقم العمل القادر على رعاية الناس بأمان.
لهذا فقد حثت الجمهور على “الإلتزام بالقواعد فقط “، وقالت: “توقفوا عن الاختلاط مع الأسر الأخرى لأن الفيروس ينتشر كالنار في الهشيم، ولم يتبق لدينا أماكن خالية في المستشفيات”.
“نواجه هذا معا”
في الوقت نفسه، قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة الأمريكية، الدكتور أنتوني فوتشي، إنه لا يتفق مع خطط بريطانيا تطعيم أكبر عدد ممكن من الناس بجرعة أولى فقط من لقاح فايزر/ بيونتيك، مع تأخير الجرعات الثانية.
وأكد الدكتور فوتشي أن الولايات المتحدة لن تتبنى استراتيجية مماثلة.
لكن نائب رئيس اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين في بريطانيا، البروفيسور أنتوني هارندن، دافع عن هذه الخطوة.
وقال لبرنامج اليوم على بي بي سي 4 إن الجرعة الواحدة من اللقاح “توفر حماية بنسبة 90 بالمئة”، وإن المرضى الذين رآهم قبلوا القرار، لأن الأولوية كانت “لتطعيم أكبر عدد ممكن من المسنين والضعاف في المجتمع”.
وأضاف: “أعتقد أن البلاد كلها تواجه هذا معا. وأعتقد أننا نريد حقا أن نتعاون معا لمحاولة تفعيل أفضل استراتيجية ممكنة”.