ما إن أطل على مسرح بيت الدين حتى ملأ الأرجاء حباً طرباً عشقاً وفرحاً، فعلا التصفيق من جانب تلك التظاهرة الكاظمية التي ضاقت بها رحاب المدرجات ، إنه قيصر الغناء العربي نجم مهرجانات بيت الدين بلا منازع ، أمسيته لا تضاهيها أمسية ، وعروش رومنسية الكون تسجد لملكوت صوت وكلمة ولحن لا نعرف أيهما الأروع .
قيصر ، نجم ، سلطان ، ملك وغيرها من التسميات ، لا يهم ، طالما في عصرنا صوت يصدح حتى السلطنة ، ليثبت أن الجمهور يعشق الرقي والطرب والفن الأصيل ، يعشق قيصر الغناء وباقة أغانيه التي ردها معه وتمايل على أنغامها . للنساء في أمسيته مكانة خاصة وللعشاق ألف تحية ، وفي كل مرة كانت أضواء المهرجان تسلّط على الجمهور لتكشف كثافة الحضور ، كان كاظم يظهر سعادته ويلقي التحية مرحباً بهذا الحشد الذي قصد بيت الدين ليستمتع بكنوزه الساهرية ، ما تسبب بزحمة سير من بيروت إلى الشوف ، عند طريق المطار مروراً بخلدة والدامور .
للرومانسية للحب وللسلام من بيروت إلى بغداد غنى كاظم فألهب المسرح ، وأطرب الحضور بأغنيته الجديدة ” يا كل العشق ” فأعاد المجد إلى القصائد العربية وحوّل بيت الدين إلى فضاء للطرب الراقي .