شابة سعودية، تمتلك قوة في ميدان الملاكمة، بعد أن أحكمت شدَّ وثاق يدها حول معصمها، وارتدت قفازاتها بحماس، قبل بدء تدريب نزال الملاكمة بين المتدربات، داخل قاعة للملاكمة بأحد الأندية الرياضية المتخصصة بمدينة الخبر شرق السعودية.
فاطمة النعيمي، تتحرك بخفة حول كيس اللكم الذي تبرحه ضرباً، خلال التمارين على الملاكمة، وتتعالى أصوات اللكمات، لتتقدم باتجاهها الشابة إسراء قادري لتشاركها الملاكمة الودية، وتبدآن بلكم بعضهما البعض بالضربات الصاعدة أو الجانبية أو المستقيمة، وتلعبان بحماس كبير وتصدران الصرخات أثناء تبادل اللكمات، بينما تطلق بقية الشابات المتدربات والمتابعات لهن صرخاتهن تشجيعاً لزميلتيْهن المتبارزتين. وبشغف وعشق تمارس هؤلاء الشابات هذه الهواية، بحصص رياضية في الملاكمة، و»الكروس فت» والجمباز ورياضات قتالية عدّة، باستعراض مهاراتهن الكلاسيكية في الملاكمة كالسرعة والفعالية والقوة.
ملاكمة ناعمة
وفي أجواء حماسية صاخبة شاركت «العربية.نت» الشابات تدريبهن في حصص الملاكمة، والتقت مدربتهن فاطمة النعيمي، التي عشقت الفنون الرياضية، وأحبت رياضة الملاكمة، وانتسبت إليها وثابرت في تدريبات مكثفة لتتقدم فيها باختلاف برامجها ومستوياتها حتى أصبحت أول سعودية تحصل على ماستر في برنامج Pink Gloves Boxing.
وتنتقل فاطمة بين مدينتي الخبر وجدة لتعلم الشابات معها في حصص رياضية متخصصة للملاكمة وقواعد رياضة الملاكمة، ليصبحن فيما بعد مدربات محترفات، وتنتقل المتدربات في مراحل تعلم قوانين وقواعد الملاكمة، مروراً بالتدريب وانتهاء بتقديمها على أرض المنافسة، بعد أن انتهت من تدريب 25 شابة أتقنّ فنّ الملاكمة. دعوة لتعلم الفتيات الملاكمة
وترى الشابات المتدربات، أن رياضة الملاكمة فن نبيل للدفاع عن النفس، وتمكن من إتقانه بعد أن اكتسبن مهارات عديدة في حصص تدريب فن الملاكمة، تقول: المتدربة إسراء قادري: «الملاكمة رياضة الروح تعطي اللياقة والذكاء وتغذي الروح وهي طريقة للدفاع عن النفس عند الحاجة»، لذلك تشجع الشابات على ممارستها، ودعت قادري الشابات إلى تعلم هذه الرياضة، لما لها من أهمية في صقل شخصية المرأة ولياقتها البدنية والذهنية.
فالملاكمة رياضة بزغت في مجتمع يراها حكرا على الرجال، ومن الصعب على الفتاة مزاولتها، في وقت اتخذت النوادي حصصا تدريبية مخصصة لها خطوة غير معتادة، حيث انخرطت الشابات بتعلم رياضة الملاكمة وإتقان فنونها.
نشر ثقافة الملاكمة لدى الفتيات
وتسعى الشابات لتمكين جيل من الفتيات لم يمارسن رياضة الملاكمة من خلال نشر ثقافة فنون رياضية جديدة، باعتبار أنها تساعدهن في التعامل مع ضغوط الحياة، من خلال جعلهن أكثر قوة بدنيا ونفسيا، وتراهن النعيمي على الانتشار الجماعي للملاكمة، بالمواظبة على التدريبات تلو الأخرى، كما يمكن فتح الطريق لاحقا أمام انتشارها في حصص الرياضة المدرسية، وتعويد الطالبات عليها، لتقتحم المرأة السعودية ملاعب الرياضة في شتى الميادين بما فيها قاعات الملاكمة الأكثر إبهارا للفتيات بين الألعاب الرياضية.