صرح وزير الخارجية الفرنسي، أن كل الفرضيات بشأن الطائرة المصرية ما زالت مطروحة ولا نرجح فرضية على أخرى، قائلا، إن “جهودنا الآن تتركز على العثور على الصندوقين الأسودين”.
وأضاف وزير الخارجية الفرنسي جون مارك ايرولت في مؤتمر صحفي، أن فرنسا أرسلت سفينة وطائرة للمشاركة في البحث عن الطائرة بالتعاون مع القاهرة، مشيرا إلى أن أسباب تحطم الطائرة لم تتضح بعد، وأن هناك تضاربا في المعلومات بشأن الطائرة المصرية المفقودة، دون وجود أدلة.
وفي تطور جديد، ذكرت شبكة CBS NEWS الأمريكية، السبت 21 مايو/أيار نقلا عن مصدر بالحكومة المصرية، أن طواقم البحث تمكنت من تحديد موقع الصندوق الأسود للطائرة المصرية المنكوبة، والخاص “بتسجيل البيانات”، في منطقة قريبة من موقع العثور على الأشلاء البشرية وحطام الطائرة.
هذا ولم تصدر السلطات المصرية أي بيان رسمي تؤكد أو تنفي فيه هذه المعطيات الجديدة بشأن تحطم طائرة “مصر للطيران”.
وكان محققون في هيئة سلامة الطيران الفرنسية أشاروا في وقت سابق، إلى أن طائرة إيرباص 320 التابعة لـ”مصر للطيران”، قد وجهت رسائل أوتوماتيكية تفيد بوجود دخان على متنها. ونقل مصدر عن وكالة فرانس برس، قوله إن مكتب التحقيقات والتحليل أكد أن الطائرة أطلقت رسائل آلية(أوتوماتيكية) تفيد بوجود دخان على متنها، قبيل انقطاع بث البيانات، مضيفا أن الأمر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث، ما لم يتم العثور على الحطام والصندوقين الأسودين، مشددا على أن أولوية التحقيق هي العثور على الصندوقين الأسودين.
تأتي هذه التأكيدات، بعد أن تحدثت وسائل إعلام أمريكية، عن معلومات تفيد برصد دخان داخل الطائرة المصرية، وقالت قناة “CNN” الأمريكية، إنها حصلت على بيانات لرحلة طائرة “مصر للطيران” رقم MS804، تظهر إشارة إنذار بوجود دخان على متن الطائرة قبل تحطمها في البحر المتوسط. لكن مسؤولا أمريكيا وصف ما ادعته القناة بأنه شائعة غير مؤكدة.
وأكدت “CNN” أنها حصلت على البيانات من مصدر مصري، ووردت من نظام أوتوماتيكي على متن الطائرة يسمى نظام اتصالات المعالجة والتقارير بالطائرة “أكارز” (نظام التواصل والتخاطب والتقرير على متن الطائرات)، حيث يقوم هذا النظام بشكل تلقائي بتحميل بيانات الرحلة إلى شركة الطيران التي تقوم بتشغيل الطائرة، وهو يعتمد على الأقمار الصناعية، وينشط خاصة حين يكون هناك ثمة فشل أو خطأ في الطائرة، وهذا النظام يختلف عن الصندوق الأسود.
وتظهر وثيقة البيانات وجود إنذار بالدخان في الساعة 02:26 بتوقيت القاهرة، وإنذار آخر بعدها بدقيقة، وجاءت تلك التحذيرات قبل حوالي 4 دقائق من اختفاء الطائرة من على شاشات الرادارات.
الدخان ..ودورة المياه
على صعيد متصل، أكد خبير علم الطيران، تيم فان بيفيرين، في مقابلة مع قناة تلفزيونية ألمانية، أن دخانا ونارا اندلعا في دورة مياه الطائرة المصرية.
وقال بيفيرين إن نارا اندلعت على متن الطائرة، كما أن نظام الطائرة الأتوماتيكي أرسل رسائل واضحة جدا تظهر اكتشاف الدخان في دورة المياه ثم في مقصورة معدات الطيران، وهي تقع تحت قمرة القيادة التي تحتوي على كل الحواسيب والأدوات الإلكترونية المهمة، ومن ثم انهار نظام التحكم بالطائرة بالكامل ما أدى إلى سقوطها.
واستند الخبير في تصريحه هذا إلى معلومات وردت من مصادر في شركة الطيران المصرية، مضيفا أن الطائرات ترسل المعلومات بشكل تلقائي ودائم عبر ما يعرف بنظام آكارز.
الصندوق الأسود..مفتاح اللغز
وبعد يوم من اختفاء “المصرية”، عثر الجيش المصري، الجمعة 20 مايو/أيار على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المنكوبة في مياه المتوسط، وعلى بعض الأمتعة الشخصية التي تعود لركاب الطائرة على مسافة 290 كم من شمال الإسكندرية، لتبقى ضرورة إيجاد الصندوق الأسود من أبرز المهام لفك لغز تحطم الطائرة.
في السياق ذاته، كشفت صحيفة الأهرام، مساء الجمعة، أنه “تم تحديد أولي لموقع الصندوق الأسود في مساحة تغطي 3 إلى 4 أميال بحرية من موقع سقوط الطائرة، وأنه سوف يتم الإعلان عن تحديد موقع الصندوقين الأسودين وحطام الطائرة في غضون الساعات المقبلة”.
هذا ويجرى حاليا العمل على تحديد موقع الصندوقين من خلال الأجهزة البحرية في الغواصات والسفن التي أرسلتها مصر لهذا الغرض.
وتهدف وظيفة الصندوق الأسود الأول إلى حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة. والصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوصان في الماء، ويطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانهما.
تجدر الاشارة إلى أن طائرة من طراز “إيرباص 320” تابعة لشركة “مصر للطيران”، اختفت عن شاشات الرادارات، أثناء قيامها برحلة من باريس إلى القاهرة، وكان على متنها 66 شخصا، هم 56 راكبا، وأعضاء الطاقم الـ7، و3 عناصر أمن مصريين. وقد أعلنت السلطات المصرية رسميا تحطمها فوق مياه البحر المتوسط ومصرع جميع من كان على متنها.