انطلقت فعاليات الدورة الثامنة من مؤتمر الموارد البشرية الدولي الذي تعقده الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية تحت شعار “مستقبل الموارد البشرية بالتعاون مع اندكس للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية كريمة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.
يشارك في المؤتمر الذي يستمر ليومين في دبي 20 متحدثا وخبيرا دوليا وبحضور قرابة 500 خبير ومختص ومهتم في مجال الموارد البشرية.
وأكد سعادة الدكتور عبدالرحمن عبد المنان العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية في كلمة له أن مؤتمر الموارد البشرية الدولي في دورته الثامنة يمثل منصة معرفية وفكرية وفرصة حقيقية لبناء شراكات استراتيجية بين القطاعات الحكومية والخاصة وأفضل بيوت الخبرة في مجال تنمية رأس المال البشري من الإمارات والمنطقة والعالم.
وشدد على أن إدارة وتنمية رأس المال البشري وتمكينه واستشراف مستقبله أحد المحاور الرئيسية لاهتمام قيادتنا الرشيدة في الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وأوضح سعادته أن دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في الرهان على العنصر البشري وتسليط الضوء على قضايا تنميته وتطويره كأولوية والاستثمار به لدوره في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة والوصول بالدولة إلى مستويات متقدمة عالميا.
وقال ان المؤتمر حقق نجاحا كبيرا على مدى السنوات الماضية بتسليط الضوء على آخر المستجدات العالمية في مجال الموارد البشرية وتم طرح عدة قضايا هامة تؤثر بشكل كبير على عمل المؤسسات والأفراد وتخلق بيئات عمل أكثر إنتاجية.. مشيرا إلى أنه تم تسليط الضوء على أفضل أنظمة وممارسات الموارد البشرية المطبقة عالميا وسبل مواكبة التطور التكنولوجي المتسارع وتأثيرها الإيجابي على الإنتاجية وأهمية الابتكار واستشراف المستقبل فيما يتعلق بالوظائف والمهارات المتقدمة وتحسين بيئة العمل وتحقيق الرفاه الوظيفي ودور الشباب في صياغة مستقبل رأس المال البشري.
وأضاف ان مؤتمر الموارد البشرية الدولي لهذا العام يتمحور حول مستقبل الموارد البشرية ويعالج قضايا بالغة الأهمية للحكومات والمؤسسات واقتصادات الدول بشكل عام ويركز في محاوره على أثر التكنولوجيا في تغيير دور الموارد البشرية وأفضل الممارسات العالمية في مجال الموارد البشرية والمهارات المطلوبة لسوق العمل على المديين المتوسط والبعيد ومعايير بيئة العمل الجاذبة والحاضنة لأصحاب المواهب المستقبلية وتطبيقات الموارد البشرية الذكية .
وذكر أن الوظائف الروتينية التي تؤدي مهام متكررة ستختفي في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة وعمليات الأتمتة بينما الوظائف الخلاقة وغير المتكررة والمعنية بالقيادة والإبداع والمساهمة الفكرية ستزدهر لذا يتوجب على المؤسسات أن تفكر مليا في دورها الفعلي إزاء الموارد البشرية وتطوير مهاراتها السلوكية والمهنية لمواكبة التطورات والتحولات العالمية المتسارعة وفي المقابل على الموارد البشرية أن تطور من ذاتها حتى تتمكن من مواجهة ثورة التجديد ومواكبة مستقبل العمل والتحولات المتسارعة .
وأشاد معالي محمد بن عبد القادر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية في المغرب وضيف شرف المؤتمر باختيار عنوان هذا المؤتمر “مستقبل الموارد البشرية يبدأ اليوم” وأهمية مواضيعه لا سيما منها “نوع الكفاءات والمهارات المطلوبة في سوق العمل بحلول العام 2020 وأثر التكنولوجيا في تغيير دور الموارد البشرية وأفضل الممارسات العالمية في مجال الموارد البشرية” وذلك على اعتبار أن هذه المجالات تشكل جزءا من التحديات التي تواجهها أغلب دول العالم مما يحتم علينا جميعا البحث عن أفضل الممارسات في مجال تنمية رأس المال البشري والآفاق المستقبلية لتطوير مهنة إدارة الموارد البشرية .
وأكد معاليه أن التراجع الذي تشهده الإدارة في مواجهة المطالب المتزايدة في مجال الخدمة الحكومية جعل من الضروري البحث عن نموذج جديد للإدارة وفق مقاربات جديدة قائمة على إحداث تحول جذري يرتكز على تحديد الأهداف والبحث عن النجاعة وتحقيق النتائج وبالتالي تحقيق التنمية.
وأوضح أن الارتقاء بالعمل الحكومي يقتضي تأهيل الموارد البشرية وفق منظور مندمج ومقاربة مثلى قائمة على إعادة النظر بشكل عام في الأشكال الكلاسيكية لتنظيم الإدارة وفي نماذج الوظيفة العمومية المعتمدة ..
لافتا إلى أن النموذج الحديث للإدارة يهدف إلى إضفاء المهنية على عمل الإدارة ومنح الموارد البشرية هامشا كبيرا للابتكار والتصرف مقابل مساءلتها على أدائها الإداري الأمر الذي من شأنه أن يسمح بتنمية الكفاءات وتطوير المؤهلات والارتقاء بالخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية.
من جانبه قال الدكتور عبد السلام المدني رئيس اندكس القابضة ان الدورة الثامنة من مؤتمر الموارد البشرية الدولي ألقت الضوء على آخر مستجدات الموارد البشرية وتفخر شركة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض بالتعاون والتنسيق مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بتنظيم هذا الحدث الدولي الهام الذي يرقى بمهنة إدارة الموارد البشرية في المنطقة والعالم ويعتبر منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف في مجال الموارد البشرية وإدارة رأس المال البشري وتطويره”.
وأضاف انه من استراتيجيات إدارة الموارد البشرية الاستثمار في الأصول الفكرية والمعرفية التي تعد مصدر الإبداع والابتكار والمحرك الأساسي لكفاءة المؤسسات والشركات ونوعية الأداء فيها.. مشيرا إلى أنه في ظل التحول الكبير نحو الاقتصاد المعرفي والتوجه إلى تطوير أفكار جديدة مبتكرة يبقى العنصر البشري هو عصب التطور الذي يجسد القيم الإنتاجية والاقتصادية والإبداعية التي تسعى لتحقيقها كافة المؤسسات.
وأكد أن قيادتنا الرشيدة قد أولت اهتماما بالغا بالعنصر البشري حيث وضعت الأطر والمعايير التي تضمن الارتقاء المستمر بالموارد البشرية .
و تخلل جدول أعمال اليوم الأول للمؤتمر موضوعات وجلسات متخصصة قدمها متحدثون وخبراء من عدة دول حيث استعرضوا أفضل الممارسات في مجال تنمية رأس المال البشري كما استعرضوا رؤاهم المستقبلية لتطوير مهنة الموارد البشرية والارتقاء برسالتها وقد ركزت هذه المواضيع التي تم طرحها في مجملها على الابتكارات العالمية في أماكن العمل وغيرها من عوامل تنمية المهارات القيادية وعناصر تهيئة أماكن العمل والمزايا التي لا حصر لها للتحول الرقمي في الموارد البشرية والفوائد التي تجنيها المؤسسات ويجنيها المديرون من إتاحة المشاركة للموظفين في أماكن العمل.
من جهته قال بيري تيمز مؤسس شركة الموارد البشرية التحويلية المحدودة في المملكة المتحدة والمسؤول الرئيسي عن تحفيز الموظفين وبث الطاقة الإيجابية إن مؤتمر الموارد البشرية الدولي 2018 يشكل علامة فارقة في عالم الموارد البشرية في القطاع العام في المنطقة والعالم ويمثل فرصة للتعلم والتواصل والتفكير فيما هو مطلوب من الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين ضمن مجال الخدمة الحكومية التي طالما كانت مليئة بالتحديات.
وأضاف : ” أننا نعيش في وقت يشهد تغيرا وتحولا متسارعا وهو ما يستلزم استخدام نماذج وأساليب منهجية لإثراء معلومات الموارد البشرية والتنمية المؤسسية من أجل الوصول إلى نهج أكثر تقدما في توجيه الموارد البشرية ..مؤكدا ضرورة وجود رؤية محددة ودقيقة لنماذج الأعمال المستقبلية وأهمية فهم حاجة إدارة الموارد البشرية في المؤسسة إلى تعديل الطريقة التي توفر بها الدعم والتمكين لهذه الأعمال عندما تتبنى طرق عمل أكثر تحولا “.
وأشار إلى وجود ثلاث طرق للتحول تتمثل في البدء بأنفسنا في فهم معنى التحول والتأقلم مع العالم الذي نعيش فيه وكيفية المشاركة والتعاون في هذا التحول بالإضافة إلى معرفة طريقة تحقيق هذا التحول .. منوها إلى أنه يجب التركيز على التنسيق بين الموظفين لبلوغ الأهداف المحددة.
وأكد أن المرونة والابتكارية والانصاف والرقمية هي طرق للانتقال للنموذج الجديد للعمل في العالم .. مشيرا إلى أن الموارد البشرية تحتاج إلى فهم أفضل لطرق اعتماد الاعمال على أساليب أكثر مرونة للاستجابة للتحول .
من جانبه قدم الدكتور ويلسون وونغ رئيس قسم الاستشراف والمستقبل لدى المعهد البريطاني العالي للموارد البشرية CIPD ورقة عمل بعنوان “استشراف المستقبل في تطوير استراتيجية رأس المال البشري” أكد خلالها على ضرورة مواكبة الذكاء الاصطناعي والتطلع إلى الأسس والمعايير التي وضعها القادة في الماضي.
واستعرض دراسة أجرتها الحكومة السنغافورية حول عوامل جذب المواهب والكفاءات ومنها التركيز على التعليم لإحداث ازدهار وتغيير في الحاضر لافتا إلى أن وظيفة القادة تتمثل في توفير البدائل لفهم المخاطر والفرص التي تمكنهم من تخطي الأزمات.
وذكر أن هناك أدوات لفهم التخطيط الاستراتيجي للقوى العاملة ولا بد من توظيفها بالشكل الصحيح لتغيير مسار العمل وتطوير معايير تقييم الأفراد في المؤسسات.
وأوضح البروفيسور أدريان فورنهم أستاذ علم النفس في جامعة لندن أن الأساليب التي تتبعها المؤسسات لاختيار الأشخاص المناسبين لشغل الوظائف الشاغرة لا بد أن تركز على إيجابيات وسلبيات المرشحين للوظيفة فعلى سبيل المثال عندما يتحدث المرشح عن نفسه في المقابلة فإنه يحقق إيجابيات عدة منها القدرة على الإقناع والتأثير على الطرف الآخر ولكن في الوقت نفسه قد لا تخلو هذه المقابلة من المبالغة من قبل المتحدث لذلك لا يمكن اعتماد ما يقوله الأشخاص عن أنفسهم أساسا لتحديد ملاءمة الشخص للوظيفة .
وتخلل المؤتمر عدة جلسات واحدة منها للمؤلف والخبير العالمي في مجال تطوير القيادة وثقافة العمل أندرو بريانت حول الإدارة الداخلية وفنون القيادة ودور القادة في تحفيز الابتكار والقدرة على تقبل التغييرأشار فيها إلى أن تطوير الجيل القادم من القادة يشكل تحديا استراتيجيا للحكومات والقيادة الفاعلة تحدث عندما يكون كل من القائد والمتلقي مشتركين في أهداف واضحة ذات صلة وتوجههم قيم مشتركة.
وتناول المتحدث العالمي طارق قريشي المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة ماد توكس الابتكار في مكان العمل في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وعن توقعاته المستقبلية لطبيعة ومكان العمل في العام 2030 وحول مرونة المؤسسات وأشكال السعادة الوظيفية ودورها في تعزيز الإنتاجية.
أما دينيس أودونيل الرئيس التنفيذي لشركة أوكوود إنترناشونال فتحدث عن “دور الموارد البشرية في تطوير وتنمية المهارات القيادية” ومالذي تمثله القيادة بمعناها الحقيقي وأهميتها بالنسبة للمؤسسات لا سيما في مجال الموارد البشرية.
من جانبه استعرض الدكتور مايكل بورشيل الرئيس التنفيذي لمؤسسة جريت بلايس تو وورك في منطقة الخليج العربي سبل تهيئة بيئة عمل أفضل وتجارب مميزة في هذا المجال وأثر ذلك على الإنتاجية والمقومات الأساسية لمكان العمل المثالي وجدوى تطوير مكان العمل على الموظف والمؤسسة.
شهد المؤتمر حضورا لافتا من قبل رؤساء ومسؤولي أجهزة الخدمة المدنية والموارد البشرية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة وكذلك مسؤولي الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.
وأقيم على هامش المؤتمر معرض مصاحب ضم عددا من الشركات والمؤسسات العالمية والمحلية الرائدة في مجال الموارد البشرية والخدمات والحلول المتخصصة في عالم الموارد البشرية.
وام/آمال عبيدي/عاصم الخولي/عوض المختار/عبدالناصر منعم