التشريع الاسلامي بجميع افراده وبمختلف ظروفهم ومسمياتهم باعتباره نظام دنيا ودين ربط الارض بجنات الخلد في دعوة أخذت في حسبانها بناء مجتمع تلفه الرحمة وتكتنفه اواصر التعاون على البر والتقوى.
واليتيم وذوو الظروف الخاصة ومجهولو النسب جزء من هذا البنيان الاجتماعي الذي ارادت له المشيئة ان يدخل ضمن هذه الدائرة ابتلاء واحتسابا يصل الى المجتمع من حوله في تأدية واجباته والوفاء بمستلزماته.
وضع الايتام لتكون صرخة توقظ القلوب اللاهية باهمية جزء من مجتمعنا كفيل بادخالك الجنة لنوليهم جانب الرعاية واطر الاهتمام تكافلا مع ما تقوم به الجهات المختصة للوصول الى المجتمع المتكافل.
اليتم فقال يعرف اليتم في اللغة بالتفرد او الاغفال واليتيم في الشرع هو من فقد ابويه وقد يقال الحجي وهو من فقد امه، وقد يقال لطيم وهو من فقد والديه.
كذلك يوجد مجهولو النسب او الايتام ذوو الظروف الخاصة.
واذا كنا نتكلم عن اليتيم في مجتمع المملكة العربية السعودية فلنتكلم عما يقدم له، فأتمنى ان اكون انا يتيما لما يقدم لليتيم من خلال المؤسسات التي ترعاه ومن خلال ذوي الايادي البيضاء، فأتمنى ان اكون انا يتيما واقولها حقيقة وبلا خجل وليس تملقا لانه يقدم له الكثير من خلال تلك المؤسسات التي ترعى الايتام، وكذلك التواصل والارتباط بين هذه المراكز والمجتمع الخارجي، وما ننشده ونسعى حقيقة الى الوصول اليه هو ايجاد بيئة خصبة ننطلق من خلالها لتوجيه رسالة الى المجتمع للدعوة الى الاحتضان، ولعل ذلك واضح من خلال المهرجان الخيري الثاني لرعاية الايتام الذي يقام في المنطقة الشرقية والمهرجان الاول الذي سبقه في منطقة الرياض.
والهدف من الاحتضان ليس الرعاية الصحية والغذائية والثقافية والاجتماعية فقط بل السعي لتوفير الحنان الذي يفتقده الطفل اليتيم او اللقيط او مجهول النسب وهو الحنان الطبيعي الذي لن يلاقيه الا في الاسرة الطبيعية.
فمهما كان ومهما قدم ومهما بلغ الاخوان في تلك المؤسسات فستظل الحاجة ماسة الى البحث عن الحنان الاسري من خلال الدعوة الى الاحتضان داخل هذه الاسر ولعله من المناسب ان توجه الرسالة من خلال هذا المهرجان لكل اسرة بان تكرم نفسها بان تكون مرافقة للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:(انا وكافل اليتيم كهاتين وقرب ما بين الوسطى والسبابة).